أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بثينة شعبان، أنثى الأسدين، الأب والابن.. عدنان عبد الرزاق

بثينة شعبان - وكالات

وفية هذه "الأنثى" لسيدها الوريث، كما كانت للراحل الوارث التي جاء الاحتفاظ بها ضمن وصاياه، وإن خانها الذكاء مرارا خلال تعبيرها عن حبها للابن، بعد أن توسعت مهامها بزمن التطوير والتحديث، لتنتقل بآرائها من صفحات الجرائد إلى شاشات التلفزة. فمنذ أول ظهور لبثينة شعبان بعد "أجاك الدور يا دكتور" سرّعت السيدة المستشارة بإشعال الثورة، وفضحت بجهلها وعظيم ثأريتها، نوايا أسيادها، لتجهز بُعيد مجزرة كيماوي الغوطة، على مصداقية الممانعة، بعد فضيحة أن الثوار خطفوا أطفالا من ريف اللاذقية وقتلوهم بالسلاح المحرم في غوطة دمشق.

وإلى يومنا هذا، لم تتوقف المستشارة العجوز عن ترويجها الأحمق، رغم ما قيل عن حربها مع الشابة لونا الشبل، التي ورثت خلال أعوام، ما لم تستطعه الشمطاء خلال عقود، وأزاحتها، إلا عن بعض الواجهات، لضرورة الوفاء بوصايا الأب، ليس إلا. 

أخيراً، واجهت صاحبة "عشرة أعوام مع حافظ الأسد"، أعضاء مجلس الشعب، لتبدد مخاوف السوريين، وتزيح خلال إنابتها عن سيدها الرئيس بمواجهة أسئلة الأعضاء، كل لبس والتباس وتغني الموقف والمواضيع وتشبع في طريقها الفضول، ولكن على الطريقة السورية الممانعجية.

فالسيدة الراسخة في منصبها منذ حكم الأسد الأب، قالت للسوريين عبر ممثليهم القسريين "هناك تغييرات مهمة تحملها الفترة القادمة لصالح الشعب السوري".

وكي لا ينشغل الشعب السوري على قيادته الحكيمة والممانعة التي أراحته من عبء النمو السكاني بطريقة مبتكرة، فقتلت وغيبت نحو مليون وهجرت خارجاً ما ينوف عن 5 مليون، قالت للشعب "القيادة السورية متفائلة".

ومن قبيل لزوم ما يلزم تابعت المستشارة المخضرمة "الرؤية السياسية الثاقبة للسيد الرئيس بشار الأسد وصلابته، ساهمت إلى أبعد حد في تشكل مستقبل المنطقة بالشكل الذي تريده شعوبها".

قصارى القول: إن لم نقف على رؤية سيادته الثاقبة التي أدخلت سوريا بموسوعة غينس لجهة المهجرين والجوعى والمعتقلين وكلفة الحرب وأرقام إعادة الإعمار، ولم نعر شأنا لصلابة سيادته التي أوصلت شعوب المنطقة لما تريد، بدليل قمعه لثورة شعبه وقصفه لكل من نشد الحرية وقطع رزق كل من يقع في منطقة طلب أهلوها الكرامة، لنسأل المستشارة التي اختصرت خلال إجابتها على برلمانيي الأسد "واجب السوريين جميعاً الوقوف في وجه الممارسات السيئة".

ماذا قصدت بالممارسات السيئة يا حضرة المستشارة، هل المتاجرة بجوع السوريين بعد ارتفاع الأسعار أكثر من 12 ضعفاً، أم منهج التجويع الذي تقوده "القيادة الحكيمة" عبر تثبيتها الأجور مقابل الغلاء، وإن زادت بعد سحب الدعم عن الخبز والأرز والسكر والمشتقات النفطية، فإنما تزيد بنحو 20 دولاراً، ولم نقس الزيادة بالدولار عبثاً أو بطراً، بل لأن الأسعار تحدد بالعملات الأجنبية في سوريا بعد فقدان السوريين الثقة بعملتهم.

أم قصدت بالممارسات السيئة، الجانب الإنساني بعد تلويث مياه الشرب وانتشار أمراض لم تعرفها سوريا منذ قرن وتفشي التهاب الكبد الوبائي بالمدارس الواقعة تحت سيطرة القيادة الحكيمة.

ربما قصدت بالممارسات السيئة تغليب القيادة الحكيمة الموت على عيش السوريين، فبددت مالديها من احتياطي نقدي وزادت ديونها الخارجية عن 11 مليار دولار، لتشتري سلاحاً يقتل السوريين لتختصر عليهم العذابات في انتظار مستقبلكم الرغيد.

نهاية القول: ما لم تدركه عصابة الأسد الحاكمة بدمشق رغم كل الذي جرى ودفع السوريون ثمنه دماً، أن السوريين كسروا حاجزي الخوف والصمت، خرجوا لنيل الحرية والعدالة في توزيع الثروة، خرجوا لحقوقهم بالكرامة والعيش بمواطنة وكشركاء، لا عبيداً وأجراء في مزرعة الأسد الوراثية، فكيف تعيدين على مسامعه أيتها المستشارة ما فجرتِه خلال أول إطلالة بهية لوجهك النيّر بعد انتفاضة أهل درعا بأيام قليلة، وقت غمزت أن الطائفية وراء الثورة ووعدت بفتات وزيادة أجور...؟!

(224)    هل أعجبتك المقالة (213)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي