بسم الله الرحمن الرحيم
في الثورة السورية الفاضحة هناك من يؤصل لانكفائه وعجزه وفشله ويبرر انسحابه وتوقفه... يُسكتون الناس الذين يقولون لهم توقعنا منكم الكثير كرواد سابقين...توقعنا منكم المزيد كأصحاب فكر ودعوة ... والناس إنما توقعت منهم في الثورة السورية ما يناسب اسمهم وعنوانهم وما يناسب تاريخهم وما يناسب شعاراتهم ولكنهم يواجهون أغلب المتسائلين بالقول هذه استطاعتنا وهذه قدراتنا وأنتم تنظرون إلينا بأكثر من حجمنا وسقف التطلعات منّا أعلى من إمكانياتنا ويختمون بالآية الكريمة (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) ... يقولون هذا وسعنا والقضية فوق وسعنا ...القضية في سورية تعجز عنها دول ويضيق وسعنا عن أن نكون على قدر هذه القضية و....و (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) .....
يقلبون معنى الآية الكريمة ولا يأبهون ففي الآية يبلّغ الرحمن عباده أن ما كلفهم به هو من ضمن وسعهم...كل التكاليف من ضمن وسعهم...
كل ما كلف الله عباده به فهو مستطاع ممكن وهو ضمن إطار قدرة الإنسان وإمكانياته ...ووسعه إن لم يسع التكليف ففي وسعه خلل وضيق وعليه أن يعالج وسعه ليمتد إلى استيعاب التكليف ومن زاد على ذلك كان من المحسنين.
فالقانون واضح وقد سبق منه القول جل شأنه (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وقد كلّف...والتكليف في كل زمان وفي كل مكان هو ضمن وسع الإنسان وقدرته....
وعندما يُكلّف الله المؤمنين السوريين اليوم وقد كلّف أن يواجهوا طاغوت الشام وجنده والذين اتبعوه والذين انضموا إليه والذين اصبحوا أولياءه كلهم أجمعون فهم أهل لذلك فلم يجعلهم رب العزة في المكان الخطأ ولافي الزمان الخطأ ليكلفهم ,وهم أهل لزمانهم وأهل لمكانهم المبارك أن يطهروه ويحرروه....وكثيرون استجابوا ووسعوا وسعهم ليكونوا أهلا لما كُلّفوا له .
وآخرون كانوا في صفوف الثورة باهتين باردين منكفئين متريثين غير مسارعين ولا موسعين يبررون لأنفسهم أمام الناس ولا يكتفون بل يؤصلون التبرير فيخرجون من الآيات والأحاديث ما يوافق تصرفهم ورأيهم وهذا منقلب خطير ينقلبون فيه وإليه ويقلبون معهم المفاهيم إلى مفاهيم خاطئة تنتشر وتترسخ.
يخرجون عن صمتهم الطويل بهذا الكلام ...يا ليتهم أبقوا على غموضهم وسكوتهم ...صمتهم وسكوتهم كان لهم أولى ...
وكان أولى لهم أيضا أن يضيقوا من مسمّاهم إذ انكفؤوا وينسحبون فيختصروا الاسم لاسم شخص وشركائه بدل أسماء إسلامية راقية مباركة معرّفة بال التعريف... والاسم إن كان على مسماه فيجب أن يدرك أصحابه مداه فيوسّعوا على سعته ويرتقوا إلى قدره ورفعته أو يتركوه.
مشاركة لـ"زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية