أثار رسم كاريكاتوري، تصدر غلاف مجلة "نيويوركر" الامريكية، ضجة كبيرة في الولايات المتحدة، بعدما صوّر المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة باراك أوباما في زيّ اسلامي، بينما ظهرت زوجته على شكل "إرهابية" تحمل رشاشاً.
ودفع الرسم حملة المرشح الأسود إلى توجيه توبيخ شديد للمجلة، التي فسّرت فكرة غلافها بأنها "تتهكم من الانتقادات الكاريكاتورية التي يحاول اليمنيون ترويجها عن أوباما"، بحسب ما قال المتحدث باسم اوباما بيل بيرتون، الذي توقع أن "معظم القرّاء سيرون فيه غلافاً تافهاً ومسيئاً.. ونحن نوافقهم على هذا الإنطباع".
حتى أن المنافس الجمهوري على الرئاسة الامريكية جون ماكين استنكر الرسم، وأشار المتحدث باسم حملته تيكر بوندز إلى أنهم يتفقون تماماً مع حملة اوباما "إنه رسم تافه ومسيء".
وقالت إدارة المجلة، في بيانها المعتاد الذي يشرح مضمونها "في عدد يوم 21 يوليو سيكون موضوع الغلاف تحت عنوان "سياسة الخوف". وقام الفنان باري بليت باستغلال التخوفات والمعلومات غير الدقيقة في الحملة الانتخابية لإخراج حملة أوباما عن خط سيرها".
ويبين الرسم أوباما وهو يقف في المكتب البيضاوي مرتدياً زياً إسلامياً ويضع عمامة على رأسه، في حين تحمل زوجته ميشيل رشاشاً، وهما يتبادلان التحية بلمس القبضتين، وهو أسلوب امريكي في تبادل تحية حميمة، في حين يحترق علم امريكي داخل المدفأة، وصورة أسامة بن لادن معلقة على الجدار، بحسب ما أشارت صحيفة "الشرق الاوسط" الثلاثاء 15-7-2008.
ووصف هوارد كيرتز في برنامج حول الصحافة في شبكة "سي.إن.إن" موضوع الغلاف بأنه تحريضي. وقال كيرتز في برنامجه "مصادر مطلعة" إنه تحدث الى ديفيد رمينك، رئيس تحرير المجلة، وقال له "إنها عملية هجاء وهم تعمدوا المزاح باستغلال جميع الشائعات". ونسب الى رمينك قوله ايضاً "إنه مجرد مزاح صوره الرسام باري بليت". وقال رمينك إذا لم يكن الأمر مزاحاً، كيف يمكن أن نفسر حرق العلم الاميركي داخل مدفأة البيت الابيض كما يبدو في الرسم الكاريكاتوري. وأضاف رمينك، في معرض الدفاع عن الغلاف المثير للجدل "إذا شرعت في ممارسة الرقابة على نفسي وعلى المحررين والرسامين لأن شخصاً ما سيستنكر ما نقوم به، فإننا لن ننشر شيئا".
وخصصت شبكات التلفزيون الأمريكية حيزاً كبيراً للموضوع، حيث ركزت على شكوك غلاة اليمينيين حول ديانة أوباما، وما إذا كان "مسلماً متخفياً"، مشيرة الى أن اسم والده "حسين أوباما" يعزز هذا الاعتقاد. كما لاحظت أن غلاف "النيويوركر" يتزامن مع قرب جولة مقررة هذا الأسبوع ستقود أوباما الى منطقة الشرق الأوسط.
وفي رد على سؤال لـ"الشرق الأوسط"، قال مصدر في مصلحة العلاقات العامة في أسبوعية "نيويوركر": "أصدرنا بياناً يوضح وجهة نظرنا وأشرنا الى أن الانتقادات الساخرة جزء مما نقوم به، وهو ما يعني ان تنقل الى العلن بعض الاشياء، وتسلط الضوء على الكراهية والاشياء غير المقبولة، وهذا بالضبط روح الغلاف"، مشيرا الى ان الرسم متخيل لتوضيح بعض ما يروج له حول أوباما.
بيد أن أكبر قدر من التجاهل للرسم جاء من المرشح الديمقراطي نفسه، حيث طرحت عليه ماريا غارفيلوفيك، وهي صحافية من شبكة "سي.بي.إس" مواكبة لحملته الانتخابية الموضوع، وقالت مخاطبة اوباما "العدد المقبل من نيويوركر الذي سيصدر في 21 يوليو يحتوي على صورة تجسدك انت وزوجتك... هل رأيته؟ إذا لم تكن قد رأيته فإنه يوجد على جهازي المحمول، وهو يبين زوجتك ميشيل بشعر أفرو (مجعد) وهي تحمل رشاشاً وأنتما تتبادلان التحية بقبضة اليد... أود أن أعرف ما إذا كنت رأيته (الغلاف) أو تريد رؤيته وما إذا كان لديك تعليق على الموضوع؟". ورد اوباما باستهجان "لا تعليق لي على هذا الأمر". |
العربية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية