أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحوثيون ليسوا أولوية لإيران .. د.أسامة الملوحي


"قراءة لما ستفعله إيران في اليمن في الأسابيع القادمة"

لا ترجم بالغيب في السياسة بل اقرأ الغيب في السياسة على علم وقواعد وأسس. وعلى ذلك نقرأ الموقف الإيراني في اليمن فنعرف موقف الحوثيين وما الذي سيفعلونه في الأسابيع القادمة.
تدخل دول الخليج بقوة بعد موافقة واستشارة أمريكية وأوربية ...
تدخل واسع بالطيران وحشود برية على الحدود وسرعة وجدية لمنع سقوط عدن واعتبار عدن ككوباني ولو لم يعلن ذلك....إفلات عبد ربه منصور من الحوثيين سيدفعون ثمنه غاليا فبقاء رموز حكم سابق يهدد دائما بانحسار المنقلبين وفق المبادئ أو الآراء المكيافيلية القديمة.

إبقاء منصور يعطي السعودية المسوغ المناسب بطلب القيادة الشرعية للتدخل...وكل الدول المؤثرة الموافقة على تقليم الحوثيين ستصيغ بياناتها بسهولة لتشرح لماذا استجابت لرغبة السعودية... وسيعطون مجلس الأمن مادة واضحة يصيغ عليها بياناته وقراراته المتعثرة لتكليف ابن عمر بمبادرة جديدة أكثر صرامة أو لتنشيط المبادرات السابقة.
وبوجود التحالف الأمريكي الإيراني القوي فستلجأ إيران لأميركا وستسأل إيران أميركا وستستجيب إيران لأميركا بصوت أو بدون صوت وسيستجيب الحوثيون فجأة لابن عمر وسيقبلون بالاجتماع مع كل الأطراف اليمنية في الرياض أو غيرها ليصلوا فعلا إلى اتفاقية وتقاسم هش للسلطة وسيلجؤون إلى التقية السياسية وسيؤجلون الانقضاض الكلي لابتلاع اليمن لمرحلة أخرى ولوسائل أخرى...

إيران ستذعن بسرعة وستفاجئ الجميع باستجابتها السريعة في اليمن وستكون ضغوطها المباشرة النافذة على الحوثيين مدهشة أيضا...مدهشة لغير العالمين طبعا.
وسيُقال أن إيران باعت الحوثيين وتركت لقمة اليمن ولكن العارفين يعلمون أنها لم ولن تترك اليمن إنما هي أمام أولويات في العراق وسورية ...
في العراق ليستمر الغطاء الجوي والمعلوماتي الأمريكي في العراق والذي يصب لمصلحة إيران بشكل صارخ في حرب العراق... وجربت أمريكا مع إيران وأتباعها كيف أدى توقف غطائها في تكريت إلى وصول مئات النعوش لمقابر النجف.

وفي سوريا: هناك الضوء الأخضر الساطع الذي فتحته أميركا لإيران لتهيمن تماما على كل شيء وإيران لا تريد أن تخسر ذلك الامتداد الاستراتيجي المتواصل من إيران إلى البحر المتوسط.
وهناك تفاهمات الملف النووي الإيراني التي يرعاها أوباما لصالح رفع العقوبات والانفراج الاقتصادي لإيران.
وسيبقى الحوثيون في اليمن عامل تهديد للسعودية ينشط كل حين وسيناسب أميركا تماما أن يكون هناك من يضغط على السعودية شمالا وجنوبا لتبقى في الفلك الأميركي والاستحلاب الأميركي.

ولكن تبقى هناك أمنية:
أمنية أن تكون السعودية قد وضعت هذه المرة خطوطا نافذة في اليمن وسورية خطوطا وخطوات متتالية لا تتوقف إلا بإزالة الخطر كله ...خطر التوسع الإيراني الصفوي في المنطقة الذي يهدد استقرارها ويستنزفها بشكل حاد ومزمن أكثر من أي دولة أخرى.... والغريب هو ألا تفعل السعودية ذلك ولديها كل عوامل القوة لفعله.
في اليمن ألا تترك الأمور بأنصاف حلول ومناورات وفي سورية يجب أن تحزم أمرها بدعم مفتوح لكل الفصائل التي تقاتل ضد بشار الأسد والميليشيات الشيعية.
ويبقى هذا الكلام أمنية وتبقى الأمنية إن دخلت على التحليل أفسدته...
وإن فسد التحليل الذي أوردناه في هذا المقال بالأمنية فسيكون للمنطقة خير كثير وفرج قريب.

مشاركة لـ"زمان الوصل"
(184)    هل أعجبتك المقالة (166)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي