فجرت عودة لواء "الأنفال" إلى بيت طاعة النظام، صخبا إعلاميا رافقته تساؤلات عميقة وجدل في الأوساط الإعلامية والثورية على وجه العموم، حول الأسباب التي دفعت بهؤلاء وغيرهم من عشرات المقاتلين في الجيش الحر، خاصة في جنوب دمشق إلى التخلي عن مبادئ- ربما كانوا مؤمنين بها- 180 درجة والانتقال إلى النقيض، في ميدان لا مجال للحياد أو الحلول الوسط به.
وضمن هذا السياق تمكنت "زمان الوصل" من التواصل مع مفجر هذه القنبلة قائد لواء "الأنفال" "أبو مازن الرفاعي" في لقاء حصري، في محاولة منها للإجابة عن تساؤلات كثيرة، طرحتها فعلته التي قد تكون الأولى من نوعها في سجل الثورة.
يقول "أبو مازن" إن الجوع والحصار وانعدام الأفق في نظره مع طول أمد الثورة كانت الحافز الأكبر الذي دفعه للتفكير بهكذا خيار.
ويستطرد المتحدث بأنهم في ليلة السبت في السابع من شهر آذار/مارس الجاري، وبعد مراقبتهم لنقاط رباط الجيش الحر في شارع الثلاثين بمخيم اليرموك، خشية إلقاء القبض عليهم من قبل الجيش الحر المرابط هناك، قام هو برفقة نحو 55 عنصرا بالتسلل والخروج بأسلحتهم على شكل دفعات خلال تلك الليلة، حتى عبروا إلى الجانب الآخر؛ حيث كان عناصر من النظام بانتظارهم.
ويضيف: "لقد كان لقاء عناصر النظام لنا كلقاء الأم بابنها الغائب"، في إشارة منه على حفاوة الاستقبال.
ومن ثم أقلتهم حافلات إلى أحد المدارس في "مشروع الحسينية" الملاصق لمدينة "السيدة زينب".
ويرى ناشطون أن الجوع الشديد والفقر الذي يعانيه عناصر الجيش الحر، خاصة في ظل شح الدعم المالي والإغاثي في جنوب دمشق، لعبت دورا كبيرا في دفع بعض عناصر الحر إلى المراهنة على قناعاتهم في سبيل لقمة الطعام للبقاء على قيد الحياة؛ حيث لجأ كثير من عناصر الجيش الحر، ومنهم قادة كتائب إلى العمل كباعة متجولين، أو أعمال أخرى متواضعة لتأمين قوت يومهم.
وحسب مصادر موثوقة، فإن عناصر "الأنفال" تم تقسيمهم إلى مجموعتين، الأولى في "مشروع الحسينية" والثانية تم نقلها إلى أحد المدارس في شارع "نسرين" داخل حي "التضامن" الدمشقي.
وكشف قائد عسكري في الجيش الحر في جنوب العاصمة، إلى أن هذه المجموعة التي نقلت إلى القسم الذي يسيطر عليه النظام في حي "التضامن"، من المتوقع أن يتم زجها على جبهات القتال إلى جانب مرتزقة "الدفاع الوطني" للاستفادة من معرفتها واطلاعها المسبق على نقاط تمركز الجيش الحر.
ويضيف هذا القيادي في حديث لـ"زمان الوصل" بأنهم اضطروا أمام هذا الواقع إلى تغيير نقاط رباطهم وتغيير الكمائن الموضوعة وأماكن الألغام المزروعة على خطوط الجبهة.
وكشف "أبو مازن" أن جميع من سبقه ولحقه من الفارين مؤخرا من جنوب العاصمة التحقوا به، حيث وصل تعدادهم الآن إلى نحو 115 عنصرا ومن المقرر أن يشكلوا نواة "الدفاع الوطني" في مناطق "الحسينية" و"الذيابية".
فيما لايزال يقبع عناصره داخل هذه المدارس بحراسة أمنية مشددة عليهم دون السماح لهم بالدخول أو الخروج.
وحول ما أشيع عن إعدام 4 من "لواء الأنفال" على يد الميليشيات الطائفية في منطقة "السيدة زينب"، نفت مصادر موثوقة لـ"زمان الوصل" صحة أن يكون من أعدم تابع للواء الأنفال، فيما رجحت ذات المصادر أن يكون هؤلاء القتلى الأربعة ممن حاولوا الالتحاق بـ"أبو مازن" بعد تسليمهم أنفسهم للنظام، الذي بدوره قدمهم إلى مرتزقة "أبي الفضل العباس" حيث أعدمهم بطريقة الذبح بالقرب من "مقام السيدة زينب" المزعوم، دون معرفة أسباب واضحة لاختيار هؤلاء دون غيرهم
أبو عبدالله الحوراني - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية