أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إسرائيل تقرّ تبادل الأسرى الأربعاء عند الناقورة

سمير القنطار داخل غرفته في سجن نفحه الصحراوي في صــورة تعود إلى العام 2005 (روفين كاسترو - أ ب)سمير القنطار داخل غرفته في سجن نفحه الصحراوي في صــورة تعود إلى العام 2005 (روفين كاسترو - أ ب)

أصدرت سلطة السجون الإسرائيلية، أمس، من على موقعها على الإنترنت، بياناً تضمّن أسماء الأسرى اللبنانيين الخمسة الذين سيُطلق سراحهم في إطار صفقة التبادل مع حزب الله، وأوضح البيان أنه «وفقاً لقرار الحكومة الإسرائيلية في التاسع والعشرين من حزيران الماضي، سيطلق سراح الأسرى الخمسة يوم الأربعاء المقبل، ومن بينهم سمير القنطار وأربعة أسرى لبنانيين أسروا في حرب لبنان الثانية، وهم: خضر زيدان، ماهر كوراني، محمد سرور وحسين سليمان، مقابل إطلاق سراح الأسيرين الإسرائيليين: إلداد ريغيف وإيهود غولدفاسر»، على أن يترافق ذلك مع نقل أجساد نحو 210 من شهداء المقاومة اللبنانية والفلسطينية الذين سقطوا في عمليات فدائية نفذت عبر الأراضي اللبنانية أو داخلها.

استقبال لبنان

وفي بيروت، واصلت الجهات المعنية في حزب الله متابعة الإجراءات، بينها ما هو غير معلن ويتعلق بالتواصل المفتوح والمكثف مع الوسيط الدولي وفريقه لحسم الترتيبات النهائية التي تبدأ بتحديد توقيت بدء العملية ومراحلها وكيفية تسلم الوسيط أسيري جيش الاحتلال، إضافة إلى أجساد الشهداء، وكذلك تسلم ما لدى حزب الله من أشلاء لجنود تركت في القرى الجنوبية في حرب تموز عام 2006.
وفي جانب آخر، كانت الاتصالات متواصلة لحسم برنامج الاحتفالات المقرر في استقبال الأسرى والشهداء، وكان النقاش يتركز على الاستقبال الرسمي الذي سيشارك فيه رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبقية الرسميين من رؤساء ووزراء ونواب وقيادات سياسية، حيث يدور نقاش داخل فريق الموالاة حول المشاركة أو عدمها، بعدما عبّر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط عن رغبتهما في المشاركة المباشرة أو من خلال ممثلين، كذلك وسط حماسة تيار «المستقبل» في الجنوب للمشاركة في حفل الاستقبال الشعبي المقرر في مدينة صيدا.
وبينما تبلغت عائلات الأسرى بعد ظهر أمس أن عملية التبادل سوف تتم الأربعاء عند معبر الناقورة الحدودي، فإن النقاش لم يكن قد بتّ بصورة نهائية حول ما إذا كان الأسرى سينقلون مباشرة من الناقورة الى مطار بيروت الدولي، وكانت الآراء تدعو الى تنظيم الاحتفال الرسمي هناك. وحصل نقاش في أن خطوة من هذا النوع سوف تسبّب تعطيل الاحتفالات الشعبية المقررة من الناقورة حتى بيروت وخاصة في مدينتي صور وصيدا، حيث كانت وحدات من المقاومة والبلديات تعمل أمس وستواصل اليوم نصب الأعلام ورفع الرايات المرحبة بالأسرى المحررين والمشيدة بالإنجاز الجديد للمقاومة. وقد زيّن طريق الساحل الجنوبي من صيدا باتجاه صور بالأعلام الصفراء والحمراء والبرتقالية والخضراء.
وفي انتظار بت البرنامج نهائياً برغم ترجيحات أن يتم كل شيء في الناقورة، واصل حزب الله أيضاً الاستعداد لتنظيم احتفال جماهيري كبير في الضاحية الجنوبية، يرجح أن ينظم في ملعب الراية في صفير الذي يتسع لعشرات الآلاف من المشاركين، وسيُبتّ التوقيت ربطاً بتوقيت بدء عملية التبادل، علماً بأن برنامج الاحتفال يتضمن استعراضاً لفرق فنية من المقاومة إضافة الى كلمة خاصة للأسير المحرّر سمير القنطار قبل أن يختتم بخطاب شامل للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

عودة على هيئة مقاتلين

ووفق ما هو متوقع من إجراءات وترتيبات، فإن الأسرى الخمسة سيصلون الى نقطة الناقورة الحدودية، وبعد تسليمهم رسمياً للمقاومة سينقلون الى مكان مجاور حيث سيرتدون ثياباً عسكرية تعيدهم على صورة مقاتلين كما كانوا يوم أسرهم، ومن ثم يُنقلون بسيارات خاصة بعد إنجاز الاستقبال الرسمي، على أن يتوقف الموكب عند محطات عدة أبرزها صور وصيدا، قبل أن يتوجه الجميع في موكب واحد باتجاه الضاحية الجنوبية لبيروت. ووفق ما هو مقرر فإن العائلات وبعض المقربين سوف يحضرون كل مراسم الاستقبال، فيما تُتخذ ترتيبات خاصة لوسائل الإعلام التي ستقوم بتغطية الحدث، فيما تكون شاحنات وفرق من الهيئة الصحية الإسلامية في استقبال أجساد الشهداء، التي يفترض أن تسلمها إسرائيل في توابيت خاصة كتب على كلّ منها معلومات عن تاريخ الاستشهاد ومكانه، قبل أن تُلف بالعلمين اللبناني والفلسطيني ثم تُنقل الى حيث تُفرز في وقت لاحق، قبل أن تنظم خلال الأيام التالية رحلات التشييع التي سوف تغطي جميع الاراضي اللبنانية.

إسرائيل تنقل الأسرى من هداريم إلى مركز آخر

وحسب الناطق باسم إدارة السجون في إسرائيل فإن «السجناء الخمسة سينقلون من سجن هداريم الى منطقة الحدود الاسرائيلية ـــــ اللبنانية»، وهذا أمر متعارف عليه، حيث تبادر مصلحة السجون الى إبلاغ المعتقلين بقرار الإفراج عنهم، وتجري عملية توضيب أغراض المعتقل الذي يمضي وقتاً سريعاً في وداع رفاقه، قبل أن يُنقل الى مركز توقيف آخر، وفي هذه الحالة يكون قريباً من مكان الإفراج، وهو ما يعني نقل الأسرى الخمسة الى مركز توقيف في المناطق الشمالية، قبل أن تتم عملية التسليم والتسلّم في وقت لاحق بواسطة الوسيط نفسه أو الصليب الأحمر الدولي الذي يوجه عادة أسئلة الى المفرج عنهم عما إذا كانوا يرغبون في عدم العودة الى بلادهم أو الانتقال الى بلاد أخرى.
وكانت الحكومة الاسرائيلية قد تسلمت يوم أمس، تقرير حزب الله عن جهوده للتقصي عن مصير الطيار الإسرائيلي المفقود، رون أراد، وفي المقابل سلمت الدولة العبرية مبعوث الأمم المتحدة، الوسيط الألماني، غيرهارد كونراد، ملفاً عن مصير أربعة دبلوماسيين إيرانيين، اعتبروا مفقودين إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. وذكرت صحيفة هآرتس أنه وفقاً لمصادر أمنية إسرائيلية، ستتواصل في الأيام القريبة المقبلة الإجراءات المطلوبة لإخراج الصفقة الى حيز التنفيذ يوم الأربعاء أو الخميس المقبل، ما لم يطرأ تغيير ما.
وعن مضمون تقرير حزب الله، ذكرت صحيفة معاريف أن التقرير المكتوب باللغة العربية، مكوّن من ثمانين صفحة، إضافة الى ملحق خاص يجيب عن أسئلة إسرائيل عن أراد، مشيرة الى أن «التقرير لم يوفر أجوبة عن السؤالين الأساسيين اللذين طلبتهما إسرائيل: مصير أراد ولماذا لم ينجح (حزب الله) في تقديم دليل حسي على أنه ليس على قيد الحياة، من خلال دليل قاطع مثل الـ«دي ان اي». وبحسب الصحيفة، فإن «التقرير خلص الى وجود معقولية مرتفعة بأن أراد توفي ومكان دفنه غير معروف»، ونقلت عن مصادر إسرائيلية قالت إنها مشاركة في صفقة التبادل أن «حزب الله يتعامل مع موضوع أراد باعتباره قضية مغلقة، ويتوقع من إسرائيل أن تغلقها بدورها».
وذكرت مصادر إسرائيلية أنه «فور تسلم تقرير حزب الله، وُزعت نسخ منه على رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وستعقد جلسة مشاورات حوله، لأن القرار النهائي (في الصفقة) منوط بمدى جدية التقرير والرأي الاستخباري فيه»، بينما نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر وصفتها بالمطلعة أنه «رغم أنهم في إسرائيل عرفوا مسبقاً أن حزب الله لن يصل الى حل اللغز، لكن من المتوقع إجراء نقاش جديد حول التقرير، وإن كان حزب الله قد التزم بالشروط التي وضعتها إسرائيل»، مضيفة أنه «اذا ما تمّت المصادقة على الصفقة في الجلسة، التي ستُعقد يوم الثلاثاء (غداً)، يتوقع أن تتم عملية التبادل على معبر رأس الناقورة يوم الأربعاء أو الخميس المقبلين».

مسار تحقيقات طويل

وبحسب مصادر مطلعة فإن التقرير الذي أعدّه حزب الله يتضمّن شرحاً مفصّلاً لبرنامج عمل طويل بدأ بصورة غير رسمية في السنوات الأخيرة، ولكنه أخذ منحىً خاصاً بعد إنجاز صفقة التبادل في كانون الثاني من عام 2004.
ويتضمّن شروحاً مفصلة لآليات البحث والتحقيقات التي أجريت في أكثر من مكان ومع عدد كبير من الاشخاص، ونتائج هذه التحقيقات، مع خلاصة تؤكد فشل الحزب في الحصول على أدلة ملموسة وقاطعة على مصير أراد، مع ميل كبير الى أنه قتل في لحظة ما وأن مكان دفنه ظل مجهولاً، علماً بأنه خلال هذه الفترة تلقى حزب الله أكثر من «إخبارية» عن جثث مجهولة مدفونة في هذه القرية أو تلك من مناطق البقاع، وتبيّن بعد فحصها وإرسال عيّنات منها الى إسرائيل لمطابقة الحمض النووي أنها لا تعود الى أراد. ويشير التقرير الى أن التحقيقات أسهمت بالحصول على عدد من الوثائق منها رسائل كان أراد قد كتبها الى أفراد عائلته خلال فترة احتجازه لدى حركة «امل» إضافة الى أغراض شخصية، علماً بأنه سبق للحزب أن قدم للوسيط الألماني وللوسيط الدولي بعض هذه الأغراض في إطار إظهار جديته في متابعة الملف.
ورغم التقدير بأن الحكومة الاسرائيلية تتجه لإقرار الصفقة من جديد، عبّرت مصادر إسرائيلية عن خشيتها من أن «يبدي كل من رئيس جهاز الشاباك يوفال ديسكين ورئيس جهاز الموساد مائير دغان تحفظهما عليها، ويتوقع أن يضعا العراقيل أمامها، كما فعلا في جلسة الحكومة الاسرائيلية في التاسع والعشرين من حزيران الماضي، عندما تمت المصادقة عليها»، لكن المصادر نفسها ذكرت أن «مسؤول ملف الأسرى والمفقودين الاسرائيليين عوفر ديكل، سيدفع باتجاه إتمام الصفقة، لأنه يعتقد بوجوب
استكمالها».
وفي السياق نفسه، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن «منسق شؤون الأسرى والمفقودين، إيلان بيرن، نقل بدوره نسخة عن تقرير حزب الله الى عائلة رون أراد، إضافة الى رسائل كتبها أراد بخط يده خلال الفترة الواقعة بين سقوطه في الأسر واختفائه عام 1988، وهي رسائل يقول حزب الله إنه وجدها في إطار التحقيقات التي أجراها للتقصّي عن
مصيره».

الأخبار - زمان الوصل
(101)    هل أعجبتك المقالة (130)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي