أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الغباء السّـنّـي.. د.عوض السليمان*

دمشق المحتلة - زمان الوصل

يحق لإيران أن تفاخر ببطولاتها وأن تنتشي بانتصاراتها في ظل الغباء السني الذي يوفر لها غطاء تستطيع من خلاله أن تحتل الدول العربية المسلمة واحدة تلو الأخرى، وتعيث فيها فساداً دون أن يردعها أحد.

في الوقت الذي يذل فيه الحكام العرب جبهاتهم في البيت الأبيض ويتوسلون الولايات المتحدة الأمريكية الدفاعَ عن كراسيهم، تستمر طهران متعاونة مع واشنطن في  خطوات حقيقية لتحقيق نفوذها الفارسي من جهة والعقدي الشيعي من جهة أخرى.

وبينما تقوم إيران مثلاً بتدمير اليمن السني واحتلال صنعاء أعظم عواصم التاريخ، يجتمع مجلس التعاون الخليجي بدوله الست وملياراته التي لا تعد، لا ليرسل قوات درع الجزيرة  من أجل تحرير اليمن، وإنما بالكاد ليدين احتلال الحوثيين لصنعاء. وليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل تقوم دول يدعي حكامها الإسلام، ولا نعتقد، بمساعدة إيران بالسلاح والمال على احتلال اليمن، أقصد بذلك دولة الإمارات الفارسية أو لنقل الشيعية التي تقوم بمحاولة إفساد البلاد العربية والإسلامية كلها وإسقاطها في يد الغرب وفارس، ابتداء من اعتدائها على المسلمين في بورما، ومساعدة الحكومة هناك في القضاء على السّنّة، ثم وقوفها مع فرنسا في احتلال مالي، مروراً بمؤازرتها السيسي في مصر، ومن قبل وقوفها مع القذافي وجريمتها الحالية في  مناصرة الأسد، ووقوفها المستمر إلى جانب إيران في قتل السنة في سورية، ووصل الأمر إلى درجة التآمر مع العدو الفارسي ضد الشعب الإماراتي نفسه من خلال تسليم جزره العربية لطهران.

يصرح كيري من الرياض، أنه سيراقب كل خطوة إيرانية قد تزعزع استقرار المنطقة، في الوقت الذي يؤكد فيه على ضرورة العمل مع طهران لتحرير العراق من الإرهاب السني. وقد صدق الكذوب، فهو يراقب فعلاً تلك التحركات ويدعمها، بل ويقاتل إلى جانب فارس لتدمير مدن السنة في العراق، وذبحهم في سورية ولبنان واليمن، وقريباً في البحرين وغداً في السعودية نفسها.

في ظل الغباء السني، تقوم الأردن بضرب الرقة المسلمة، وتقوم الإمارات بدعم الشيعة، و تقصف طائرات السيسي الشعب الليبي المسلم، وفي ظل الغباء نفسه تصمت السعودية عن احتلال اليمن.

في ظل الغباء السني تنعق وسائل الإعلام العربية السّنّية حول مجرمي تنظيم الدولة والنصرة والإخوان المسلمين والصائمين والمصلين، وتهاجم تسميات عمر وخالد، وتصمت في الوقت نفسه عن سبي زينب مرتين ولبيك يا حسين. وفي ظل ذلك الغباء، تظهر صحف عربية ،كتابها أشد صهيونية من نتنياهو نفسه.

في ظل الغباء السني،  يصرح مستشار حسن روحاني منتشياً، أنه سيعيد أمجاد الإمبراطورية الفارسية، ويجعل عاصمتها بغداد، ويسيطر على المنطقة كلها، بل وسيقاتل الوهابية والإرهاب والعثمانيين الجدد، بلغة أخرى سيقضي على السنة ويحتل عاصمة العباسيين.

ما كان لهذا الأخرق أن يتفوه بتلك الكلمات لولا الدعم الأمريكي من جهة والغباء السني من جهة أخرى.  

الغباء السني الرسمي لا يجرؤ على مجرد الرد على التصريحات الإيرانية، حتى إن اجتماع الجامعة العربية لم يتطرق إلى هذا الأمر ألبتة، فكيف لنا أن نحلم أن تقوم الدول السنية بتحرير الأحواز والجزر المحتلة في الخليج العربي، فضلاً عن دمشق وصنعاء وبغداد.

في ظل الغباء السني، يحج العرب إلى البيت الأبيض بدل مكة، فتأمرهم واشنطن بمحاربة السنة أنفسهم، وترك الشيعة وإيران ليفعلوا  ما يشاؤون. وفي ظل ذلك الغباء تقوم دول السنة وعلى رأسها السعودية بمحاربة مصادر قوتها ونقاط تماسكها.

هؤلاء عشرون مليون مسلم في سورية يبادون  بأيد إيرانية أمريكية واتفاقات دولية وغباء سني بالطبع.

*من كتاب "زمان الوصل"
(151)    هل أعجبتك المقالة (169)

بشير الزعبي

2015-03-13

وفي ظل الغباء السني، تشتري إيران الاسلحة وتجهز مفاعلها النووي ويشتري بدو الإمارت، وحفاة السعودية، الماعز المؤصلة والنوق الأصيلة.


اسماعيل كيالي

2015-03-13

شكرا د. عوض السليمان ، فقد كفيت ووفيت في وصف هذه الدول السنية ، واصفا إياها بالغباء، وياله فعلا من غباء مركب ، بل يرقى الى دور الخيانة ، لكن للأسف هذه الحقيقة المرَّة قد غابت وطمست مدة طويلة من كتاب هذا الموقع وغيره من المواقع المحسوبة على الثورة السورية وأخواتها مخافة إغضاب تلك الحكومات ، خاصة في مصر ، عندما تواطأت تلك الدول التي عنيتها وبصورة وقحة وعلنية مع عسكر مصر ودعمت الجنرال الصغير الطامح الى الكرسي ولو كان ذلك بسفك الدماء البريئة ، وإعادة الأوضاع الى أسوأ ماكانت عليه قبل الثورة ، والأنكى من هذا أن تلك الدول قد كلفت السيسي بالقيام بدور العراب للثورة السورية وإعادة تأهيل الوريث الدموي ا‌لأرعن ..


سورية حرة

2015-03-13

حكامنا هم سبب البلاء و غبائهم منقطع النظير ...لن يغفر لهم التاريخ و ستلعنهم الأجيال القادمة ....و الله سيقتص منهم ..وفي النهاية لهم جهنم وبئس المصير.


علي أحمد

2015-03-13

لأنك شيعي ربك الخميني والمهدي، تتكلم عن غباء السنة، السنة ليسوا أغبياء، بل الغبي هو أنت ايها الشيعي وكذلك جريدتك المدفوعة من قبل إيران. يا اصحاب المتعة.


سلام الحلبي

2015-03-13

مايقوم به الحكام العرب ليس بغباء ولكنه عمالة وخيانة في سبيل الحفاظ على كراسيهم. لم يعد بالنسبة لهؤلاء الخونة مفهوم الأمن القومي أو القطري موجودا بل مفهوم أمن الكرسي وفقط. أنا ألوم شعوبهم الذين يتفرجون على الزحف الفارسي وإخوانهم في العراق وسورية واليمن يقاومونه بكل وسيلة بينما حكامهم ردهم لايتجاوز حناجرهم وبيانات ذليلة تمثل من أصدرها...هذه البلاد هي للشعوب وهي الباقية وعليها أن تأخذ زمام المبادرة وتدافع عنها.


أبو عمّار

2015-03-13

العنوان غير موفّق، أهل السّنّة والجماعة ليسوا أغبياء، وإنّما ابتلاهم الله بقيادات جبانة، تخاف على كرسيها أكثر من خوفها من الله... والعنوان الأصح هو غباء حُكّام العرب.


بشير الزعبي

2015-03-14

مشان النبي ...مشان الله...مشان الله صوركم وطبعكم تشوفولي تعليق العبقري علي أحمد.


سليمان

2015-03-14

ومن الغباء السني، أن تكون جريدة شيعية وكاتب شيعي مثل هذه الجريدة ومثل هذا الكاتب.


أحمد نصوح

2015-03-15

ليس ذكاء وعبقرية إيران وليس غباء من حكام السنة ..ووصفه بالغباء هو تدليس .. بل إن الحقيقة التي لا يجهلها عاقل هو أن المسلمين منذ أن فقدوا دولتهم وتمكن منهم عدوهم الغرب الكافر المستعمر أصبح أمرهم بيد أعدائهم وما هؤلا ء الحكام الرويبضات إلا أدوات حقيرة بيد أسيادهم في الغرب يستعملونهم للقضاء على الإسلام والمسلمين في توزيع مكشوف للأدوار القذرة ...ولا خلا ص للمسلمين إلا بنبذ حكامهم وإقامة دولتهم من جديد.


زلمة سعودي

2015-03-15

يعيني عليكم، يعني نحن الخليجيين طلعنى أغبياء وما نفهم شي،يعين مين عباقرة زمانهم في وجهة نظرك؟ اهل السنة الذين جعلوا النصيرية يحكموهم 50 سنة؟ ام اهل السنة الذين يرقصون فرح بغزو الكويت؟.


أبو إسحاق

2015-03-15

التعليقات لا تخفي عبقرية الكاتب طبعا. و إني أرى ببعض التعلقات ما يأكد فكرة العنوان : الغباء السني. فإن حكام البلاد المسلمين السنة ربما ليسوا سنة أصلا إذ كفر بعضهم كفرا صريحا لا نقاشَ فيه. نحن الشعوب عندنا غباء شديد. و من تثبيت هذه الفكرة من يقول إن الكاتب شيعي : و هذا الكلام يدل على غباء شديد و لعل أصحاب هذه الفكرة سنة. أ و ليس غباء أيضا أن تبقى الشعوب السنة خلف حكامهم الذين باعوا دينهم و وطنهم للأمريكان من أجل كرسي ؟ أ لا يدل أيضا هذا على غباء عميق ؟.


التعليقات (11)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي