أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أجود أنواعها في بادية تدمر.. "الكمأة" أكلة الأغنياء والبدو الرحّل وحلم الفقراء وغنيمة مخابرات البادية

أدت الأمطار الغزيرة، التي هطلت هذا العام، إلى نمو ثمار "الكمأة"، بكميات كبيرة في باديتي تدمر وديرالزور، وذلك بعد فقدانها من الأسواق السورية على مدار السنوات الثلاثة الماضية، بسبب الجفاف وقلة الأمطار في بادية الشام. 

وذكر مواطنون قادمون من مدينة تدمر، إن ثمار "الكمأة" متوفرة بكميات مقبولة في سوق الخضار بتدمر منذ قرابة الشهر تقريبا، بسعر يتراوح ما بين (1000-5000) ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، أي ما يعادل (5-20) دولارا، بينما كان سعرها في عام الثورة السورية، يتراوح ما بين (500-1000) ليرة سورية،أي ما يعادل(5-10) دولارات. 

*من تدمر إلى دمشق
وقال أحد تجار الكمأة السورية، في مدينة تدمر لـ"زمان الوصل" إنّ كل المعطيات الأولية، تشير إلى أن موسم هذا العام من ثمار الكمأة سيكون جيدا، فالكميات الموجودة في سوق الخضار بتدمر مقبولة، بالرغم من قلة البدو الرحّل الذين يقومون باقتلاعها، وجمعها من باديتي السخنة ودير الزور..مشيرا إلى أن النظام قام في السنوات الثلاث الأخيرة بتهجّر وقتل معظم سكان البادية من البدو الرحّل، حيث يستهدف طيرانه، وبشكل يومي تقريبا، التجمعات السكنية الصغيرة في البادية، وكل شيء يتحرك هناك، موضحا بأن هؤلاء يعدّون خبراء بجني ثمار "الكمأة"، التي كانت تشكّل لهم مصدر رزق سنوي.

وأضاف: نقوم حاليا بشراء الكمأة من سوق تدمر، ونشحنها إلى دمشق، حيث تباع هناك في أسواق الخضار بالشعلان وباب توما بسعر (7000) ليرة سورية للكيلو غرام الواحد للنوع الجيد، مشيرا إلى أنّ "الكمأة"، تعتبر وجبة لا غنى عنها للدمشقيين، ولو لمرة واحدة في العام.

*الزبيدي أغلاها
وردا على سؤال "زمان الوصل"، عن أجود أنواع الكمأة، قال التاجر التدمري، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن للكمأة عدة أنواع وأسماء، تختلف من دولة إلى أخرى، ففي المغرب يسمونها "الترفاس"، وفي الجزيرة العربية، يسمونها "الفقع"، بينما تسمى "بنات الرعد"، أو "بنت الرعد" في السودان.

وأوضح أن للكمأة عدة أنواع منها "الزبيدي"، الذي يعتبر أفضل نوع في العالم، وتشتهر بها بادية السخنة (ريف حمص الشرقي)، حيث يمتاز هذا النوع بكبر حجمه، ولونه قريب من الأبيض، وهناك "الخلاسي"، حجم أصغر، وقريب من اللون الأحمر، و"الجيبي"، لونه أسود، و"الهوبر"، لونه أسود، وما بداخله أبيض، وحجمه صغير جدا، تشبه حبّة البندق، ويظهر هذا النوع قبل ظهور الكمأة الأصلية.

*الكمأة من المن
تعتبر ثمار "الكمأة"، التي تنمو بشكل طبيعي في بادية الشام، فطرا صحراويا، من ألذ وأثمن الفطريات الصحراوية، تظهر عادة مع أواخر الشتاء، على عمق يتراوح ما بين (5-15) سم عن سطح الأرض، ويستمر سوقها حتى نهاية فصل الربيع، وكان السوريون سابقا، يتداولون أخبار العثور على الكماة، وخاصة المميزة منها.

ويقول الأطباء إنّ للكمأة فوائد صحية كبيرة، أهمها، علاج المياه الزرقاء والبيضاء، التي تصيب العين، كما تمنع تدهور الأبصار.

وورد ذكرها في حديث شريف وصحيح {الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين}. وسابقا، قبل قيام الثورة السورية، وفي مثل هذه الأيام، كانت تتزاحم أرتال السيارات الخليجية، القادمة من السعودية، وبقية دول الخليج، بالمئات للحصول على (بنت الرعد السمرا)، إذ تعتبر بادية الشام عامة، وبادية حمص خاصة، من أغنى مصادر الكمأة بالعالم.

*الكمأة ومخابرات النظام
قسم كبير من سكان تدمر، والبادية، لهم ذكريات أليمة مع موسم "الكمي"، كما يطلقون عليه باللهجة المحلية، ومباشرة يتذكرون العميد "صبرا"، رئيس فرع البادية بتدمر، خلال الفترة الواقعة مابين (1995-2005)، حيث كان العميد "صبرا"، يقوم سنويا، بمصادرة كافة كميات "الكمأة"، القادمة من البادية، ويبعها لحسابه الشخصي، أو يقوم بإهدائها لرؤساء الأفرع الأمنية بالعاصمة دمشق، ومن يعترض مصيره الاعتقال والتعذيب..فمعظم سكان تدمر وريفها، عندما تذكر أمامهم "الكمي"، يتذكرون مباشرة رئيس فرع البادية سيئ الذكر "صبرا".

ماهر رضوان -ريف حمص -زمان الوصل
(1201)    هل أعجبتك المقالة (1471)

جابر

2019-05-24

لم أكن اعلم أن الكمأة موجودة في بلدي السودان...لكم الشكر.


2020-01-25

الحمادة في ليبيا غنية بهذا النبات.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي