رأت ورقة "تقدير موقف" أصدرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن جميع عبارات المجاملة التي استدعاها الطرفان الإسرائيلي والأميركي، خلال زيارة نتنياهو الأخيرة، لم تفلح في إخفاء حقيقة التوتر في العلاقة بينهما.
وبدأ نتنياهو خطابه بالإشادة بالعلاقة الوثيقة التي تربط بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي بقيت "دوما فوق السياسة، وينبغي أن تبقى دومًا فوق السياسة".
ولم ينس نتنياهو أن ينوّه بما قدّمه أوباما لإسرائيل من مساعدات "معلنة وغير معلنة" على مدى السنوات الست المنصرمة من رئاسته.
وردّ أوباما على ذلك بالتذكير بأنّ علاقة الطرفين "غير قابلة للكسر"، كما دعا الكونغرس الى الاستمرار في دعم إسرائيل، وتقديم المساعدات اللازمة لتمكينها من حماية نفسها.
غير أنّ التصريحات عن متانة العلاقة وعرى التحالف الذي لا ينفصم، حولتها تصرفات نتنياهو إلى عبارات جوفاء، كما رأت الدراسة.
وفي خطابه أمام الكونغرس بذل نتنياهو جهده في تفنيد ذرائع إدارة أوباما في سعيها للتوصل إلى اتفاقٍ مع إيران حول برنامجها النووي، ومن ثمّ نسف جهدها في هذا السياق.
كما رفض نتنياهو دعوةً من أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس للاجتماع بهم على انفراد كمخرجٍ من حرج تهديد بعضهم بمقاطعة كلمته، وهو ما أدى فعلًا إلى مقاطعة العديد منهم للكلمة احتجاجا على الإهانة التي ألحقها برئيسهم.
وذكرت ورقة "تقدير موقف" أن علاقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ وصوله إلى البيت الأبيض مطلع عام 2009، مع نتنياهو تميزت بالتوتر والتنافر، وقد زادها سوءا تصرفات نتنياهو التي وصلت إلى توجيه إهانات بالغة لأوباما من دون خشية من أي تداعيات.
وذكرت الدراسة أنه من الواضح أنّ العلاقات الأميركية -الإسرائيلية تمرّ بمرحلةٍ غير مسبوقة من التوتر.
إلا أنها أكدت على أنه لا ينبغي أيضا عدم الذهاب بعيدا في الحديث عن انتهاء التحالف الوثيق الذي يجمعهما، مشيرة إلى أنه رغم التلميحات الصادرة عن البيت الأبيض بأنّ إدارة أوباما قد تعاقب إسرائيل عبر رفع الحصانة القانونية عنها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإنّ الواقع يكذب هذه النيات.
ودعمت الدراسة رأيها بأنه "في الوقت الذي كانت فيه مستشارة الأمن القومي سوزان رايس تندّد بقبول نتنياهو لدعوة إلقاء خطابٍ في الكونغرس، كان كيري يقدّم مرافعةً دفاعيةً عن إسرائيل في "مجلس حقوق الإنسان" في جنيف، متهمًا المجلس بـ "الهوس" بما وصفه "مزاعم" ارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان".
وعلى الرغم من أنّ البيت الأبيض قرّر عدم إيفاد مسؤولين "رفيعين جدًا" مثل نائب الرئيس الذي اعتاد أن يحضر مؤتمر اللوبي الإسرائيلي "إيباك" في واشنطن، فإنه أوفد سوزان رايس وكذلك السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سمانثا باور، ليؤكدا مرة أخرى على عمق العلاقات الخاصة التي تربط بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وهذا يعني، حسب الدراسة، أنه على الرغم من الضرر الكبير الذي ألحقه نتنياهو بالعلاقة مع إدارة أوباما، فإنه لا ينبغي المراهنة على حصول افتراق في العلاقات بين الحليفين في المدى القريب.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية