أعاد رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو تعيين الرئيس السابق لجهاز المخابرات في منصبه الاثنين بعد ساعات من اعلانه انه تخلى عن خططه الترشح في الانتخابات البرلمانية في انتصار على ما يبدو للرئيس رجب طيب إردوغان الذي عارض ترشحه.
وكان اردوغان قد عارض خطط حقان فيدان التي اعلنها في الشهر الماضي باعتزامه الترشح عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في يونيو حزيران.
وقال إردوغان الذي يتطلب الدستور منه أن يبقى فوق السياسات الحزبية بوصفه رئيسا للدولة إنه "لا ينظر بإيجابية إلى ترشيح فيدان" لكنه سلم بأن الأمر يرجع إلى رئيس الوزراء داود أوغلو.
ولم يعط فيدان الذي يراه البعض مرشحا محتملا لمنصب وزير الخارجية سببا لسحب ترشحه.
وقال في بيان مقتضب "على طريق خدمة بلادي وشعبي سأحاول دائما أن أؤدي بصورة ملائمة واجباتي التي كلفت بها."
وبعد ساعتين أبلغ نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج الصحفيين بعد اجتماع للحكومة ان داود أوغلو أعاد بالفعل تعيين فيدان لرئاسة جهاز المخابرات.
وقال مصدر في مكتب داود أوغلو إن رئيس الوزراء بحث مع إردوغان انسحاب فيدان ووافق عليه.
ولم يخف إردوغان الذي انتخب رئيسا في أغسطس آب الماضي بعدما قضى أكثر من عشرة أعوام في موقع رئيس الوزراء أنه عازم على الاحتفاظ بقبضة حازمة على السياسات.
وترأس أمس اجتماع الحكومة للمرة الثانية منذ توليه رئاسة البلاد ليخرج على خط سابقيه الذين كانوا يقومون من خلال المنصب بدور شرفي.
ويريد إردوغان أن يحصل حزب العدالة والتنمية على أغلبية أقوى في يونيو حزيران كي يساعد في تمرير التعديلات الدستورية من خلال البرلمان وإقامة نظام رئاسي كامل في تركيا حيث يمتلك رئيس الوزراء سلطات أكبر من الرئيس حاليا.
وكان فيدان واحدا من أقرب المقربين لإردوغان كرئيس للمخابرات.
ولو كان دخل البرلمان والحكومة في ظل رئاسة داود أوغلو لأصبح ينظر اليه كحليف قوي لرئيس الوزراء وكثقل محتمل يوازن قبضة إردوغان.
وعلى الرغم من حفاظهما على مظهر الوحدة فقد بدأت علامات توتر تظهر بين إردوغان وداود أوغلو.
وسافر داود أوغلو إلى نيويورك الأسبوع الماضي لمحاولة تطمين المستثمرين بعد انتقادات شديدة وجهها إردوغان للبنك المركزي مما اثار اعصاب السوق.
وأشارت تصريحات إردوغان يوم الجمعة- بأنه سيكون سعيدا إذا عاد الرئيس السابق عبد الله جول إلى حزب العدالة والتنمية- إلى توترات على ما يبدو.
وكتب مراد يتكين رئيس تحرير صحيفة حريت اليومية قائلا "إردوغان يحاول إيجاد سبل لفرض سلطته على الحزب الذي أسسه لضمان تأييد نموذجه الرئاسي القوي."
"ولكن هذه الخطوات قد تشكل مزيدا من الضغط على الحزب الحاكم."
رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية