أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مجنون حافظ الأسد.. خطيب بدلة*

كان حافظ الأسد، كما تعلمون، يعشق المديح - ارشيف

لم يكن أحدٌ من المواطنين السوريين يدخل إلى القصر الجمهوري أيام حافظ الأسد إلا بـ أمره، أو إذنه، أو موافقته. وعلى الرغم من عدائه الشديد للأديان، وبالأخص الدين الإسلامي؛ فقد كان يستضيف، في المناسبات الدينية، وخاصة في ليلة السابع والعشرين من رمضان، لفيفاً من رجال الدين، على مائدة الإفطار. 

ولدى وصول وفود المشايخ من المحافظات إلى القصر كان رجال الأمن يفتشونهم تفتيشاً صارماً، ثم يحيلونهم إلى رجال المراسم الذين يشرحون لهم الطريقة المثلى لمقابلة الرئيس أثناء الدخول، ثم أثناء التوديع، ويُفهمونهم أنه لا يجوز أن يمسك الضيفُ بيد الرئيس طويلاً عند المصافحة، أو أن يقول له شيئاً خاصاً، أو أن يطلب منه شيئاً ما، ويجب ألا تتجاوز المدة الزمنية المخصصة لكل واحد خمسَ عشرة ثانية.

وفي مرة من المرات؛ وبينما كان الأسد يودع وفدَ محافظة إدلب، في قاعة مراسم الوداع، إذ رفع عضو الوفد الحاج عبدو يده إلى أذنه، وفتح فمه على مصراعيه، وصاح موالاً سبعاوياً يتضمن مديحاً بلا حدود لهذا الرئيس (اللقطة) الذي ظفرت به سورية في غفلة من الزمان، ويجب عليها، أي سورية، أن تتمسك به، ولا تفلته من يدها مهما طال الزمان وكلف الأمر.

وكان حافظ الأسد، كما تعلمون، يعشق المديح، لذلك استطرفَ الموقف، واندمج فيه، وبمجرد ما تحرك رجال المراسم من أماكنهم، لإجبار الحاج عبدو على سد بوزه، أوعز إليهم أن يتركوه وشأنه، وحينما انتهى الحاج عبدو من صياح آخر خانة من الموال، مد يدَه مصافحاً إياه، وهنأه على رخامة صوته (مع أنه جعاري للغاية!)، وعلى براعته في تأليف المواويل السبعاوية، وتنعمه بالصحة والوجه الوضاء رغم وقوفه على عتبة السبعين من العمر.. والحاج عبدو‏ مشقرق، فرحان، يكاد لا يصدق هذا العز الذي بلغه. 

فلما سأله الأسد إن كان له طلب خاص، قال: أي نعم سيدي، لدي طلب واحد، هو أن تزورني في بيتي! 
ابتسم حافظ الأسد وقال له: أتشرف.    

اعتباراً من هذه اللحظة التاريخية أصبح لقب الحاج عبدو: "الحاج أتشرف". ذلك أنه، بعدما عاد إلى البلد، روى حكايته للناس مع الرئيس عشرات المرات، إفرادياً وجماعياً، وكان يؤكد لهم، في خاتمة الرواية، كل مرة، أن الرئيس قبل الدعوة، وقال له: أتشرف! 

وذهب ‏"الحاج أتشرف"‏ إلى محل الدهانات، فاشترى عشرة سطول دهان زياتي، مع رطلين من الجبصين، وتعاقد مع معلم دَهَّان مصيوت على ضرب جدران الدار بزومين دهان على الناشف، مع ترميم الثقوب التي أحدثها الزمن في الجدران. فلما انتهى منها أصبح شغله الشاغل اصطحاب أصدقائه إلى الدار ليسألهم رأيهم فيما إذا كانت قد أصبحت تليق بمقام السيد الرئيس حافظ الأسد الذي قال له حينما دعاه للزيارة: أتشرف.   

كان بعضهم يُشفقون عليه، ويخشون من تكبده المزيد من النفقات فيقولون له: أي نعم. صارت ممتازة... وأما بعضهم الآخر فكانوا يمازحونه، ويصنعون له المقالب، لأجل الضحك والتسلية، وهذا ما جعل الحاج خيرو ينفرد به جانباً ويشرح له أن الرئيس لا يمكن أن ينزل فوق سطح الدار بالهليوكبتر، ولن يأتي راكباً طرطورة ذات ثلاث عجلات حتى يدخل في زواريب هذه الحارة القديمة بحرية، إنه يأتي ضمن رتل سيارات مراسم لها أول وليس لها آخر، وبالتالي، إذا كنت جاداً في استقباله يجب أن تكون دارك على المحلق، حيث تمر سيارات المراسم والحرس بسهولة.

باع "الحاج أتشرف" الدار، وباع فوقها الزيتونات، والحير، والجفتلك، والحاكورة، واشترى أرضاً معدة للبناء على المحلق، وبناها على ذوقه، معتمداً على استشارات الحاج خيرو وبعض المقربين الذين كانوا يرسمون له احتمالات دخول الرئيس، وجلوسه، ومغادرته.. دواليك حتى انتهى من تشطيبها.. ووقتها حصل أمرٌ غريب. لا شك أنه قد حصل بفعل فاعل. فبينما كان يتمشى أمام الدار، ومعه الحاج خيرو، إذ وصلهما صوت مؤذن جامع شعيب يقول: سبحان مَن تفرد بالبقاء، سبحان من تعزز بالكبرياء، سبحان من كتب على عباده الموت.

قال الحاج خيرو: سبحانه وتعالى. يا ترى مين مات؟

تابع المؤذن يقول: أخوكم بالله الحاج عبدو.. الملقب "الحاج أتشرف" انتقل من الدنيا الفانية إلى الآخرة.
الأمر الغريب الآخر الذي حصل. وهو أن الحاج أتشرف مات بعد يومين من هذه المزحة.  

*من كتاب "زمان الوصل"
(329)    هل أعجبتك المقالة (241)

مراقب ثوري

2015-02-21

والله عندك من الغباء اللامحدود ياكاتب هذا المقال فإنك والله تعلي من شأن الأسد من حيث تدري أو لا تدري وربما أنك متآمر في بدلة ثوري ، إنك بما كتبت تبرهن بالدليل القطعي كم كان حافظ معبوداً من شعبه حتى السنّة فلا عتب إن كانوا بملء أفواههم دوماً يهتفون إلى الأبد إلى الأبد ياحافظ الأسد ، أقسم لو كنت على رأس هذه الجريدة لفصلتك من العمل بتهمة التآمر.


خطيب بدلة

2015-02-22

السيد مراقب ثوري.. بعد التحية أولاً- غبائي اللامحدود ليس من يدي بل هو من عند الله ولا أستطيع له دفعاً.. يعني مثاما أنت ذكي خلقة الله أنا غبي. ثانياً- القصة واقعية وحصلت بحذافيرها، وقد قال لي غبائي إن نشرها يفيدنا في معرفة كيف استطاع ذلك الجنرال الحقير أن يستولي على عقول البسطاء أمثالك وأمثال الحاج عبدو. ثالثاً- ننتظر منك قصة بارعة خالية من الغباء. ودمتم..


خالد عبدالله

2015-02-22

السيد خطيب بدلة المحترم تابع ما تكتبه فأنت رائع ولا تهتم لأقوال المراقبين الثوريين فالكلاب تنبح و القافلة تسير..


أبو الشمقمق

2015-02-23

‏‏ إلى ربيع الشام ...................... لست ربيعاً ولاخريفاً ...بل وضيعاً مضيعاً تهرف بما لاتعرف ...ترفع عقيرتك وتنبح كالجعاري المرفوس بحافر حمار ..إذا رجعت إلى التاريخ القريب ، ستجد أن 99 من السوريين ، كانوا يصرخون كل صباح والمسدس على أصداغهم : أمة عربية واحدة ...قائدنا إلى الأبد ......!!! ولايعني ذلك انهم يمجدون حافيز أو يقدسون أنيسة ...وإذا كنت بطلاً الآن ، فأنت فأر سابقاً ... فلاتبعنا مراجل ...!! لاتلق الكلام جزافاً دون علم ، لأنه قد يأتي شخص ما ويلقمك حذاء اً عتيقاً .....!.


نيزك سماوي

2015-02-23

انا يلي بدي أعرفو هالمراقب ثوري عن جد وحقيقة وإلا ثور والأرجح الثانية ، الصفحة السوداء في حياة الشعب السوري بسبب ذاك المجرم الخائن العميل صديق كوهين وما فعل لنفسه من هالة بسبب رعبه وإرهابه وإجرامه ضد بحق سوريا وشعبها فقد على تخريب وإفساد كل شيء في سوريا وجعل من رغيف الخبز حلم للسوري ومن بون السكر وبون الرز وبون الشاي وبون زيت الجرابيع وبون القهوة وبون الجرة وبون علبة المحارم وبون علبة المعكرونة حتى أصبح الكذب والنفاق صفة لكل سوري كي يمشي حاله ويحمي طيزه كما قال لي أحدهم عندما سألته لماذا كل هذا النفاق والهتافات والشعارات بالروح بالدم نفديك يا حفظ وحافظ أسد رمز الثورة العربية زإلى الابد فقال لي : حمينا طيزنا من هالمجرم يلي العالم كله واقف معو وأضاف ما سمعت ليش أيام المجرم رفعت الأسد عندما أراد أن يكون رئيس عندما مرض المقبور فقلت له ما هي : فقال صار يرددو : حيدو نحن البعثية حيدو ورفعت أسد بعد الله منعبدو ، إذن ليس مجنون حافر ورفعت بل كان الشعب السوري كله مجنون غصب عنو ويلي ما بيكون مجنون بيجن عند فروع المخابرات المجرمة القذرة المنتشرة في سوريا أكثر من إنتشار الأفران والمشافي والسرافيس ولا يسعني عند الختام إلا أن ألعن روحه لذاك المجرم المقبور وإلى لعن ذاك الوريث الأمعة الأهبل الأشد إجراما والذي سيكون عام 2015م حسب ما أقرأ الأحداث عام تصفيته نهائياً.


بكري أبو راشد

2015-02-24

إلى نيزك ..الخ يا قاريء الأحداث يافرفور إنتا أيامه المعدودة التي لاتعد كلها عبرت وشهوره المعدودة التي لاتعد كلها عبرت ورمضاناته المعدودة عبرت ولاتعد ويبدو أن سنواته بل إعادات إنتخابه لن تعد ، كفانا ضربا بالمندل والرمل !! يبدو أنه لاأمل لدينا ، وسندعي النصر ونحن نشهق آخر أنفاسنا وعلى الدنيا السلام يا نيزك تحت أرضي.


أيهم السوري اوطني

2015-02-24

قصة ظريفة لا أرى فيها ما يدين الرئيس حافظ الأسد....ولكن يبدو أن من يكره شخصا لأي سبب طائفي أو عن جحشنة..... يعتبر أي شيء يتعلق به مريبا و مدعاة لنقده...و لكككككك قال أدالبة و ثورجية ....شو نسيتو .... و لحقتوا الثورة.....و لك يلعن أبو هالزمن ..


محلل موضوعي

2015-02-24

إلى أيهم السوري الوطني أحسنت وأجدت وكما قال الشاعر : لا عيب فيهم سوى أن سيوفهم بهنّ فلولٌ من قراع الأعادي والمبغضون لمّا ماشافو فيه عيب صاروا يشوفوا حسناتو عيوب ،. والمثل بيقول : الحساد أرادوا يعيّبوا الورد ولما ماشافو فيه عيوب قالولو بغيظ : من إيش خدودك حمر؟؟؟!!! ههههههههه.


خطيب بدلة

2015-02-24

خطيب بدلة من كاتب بجريدة تشرين وتطبيل للنظام وتملق الى عضو اعتلاف ومعارض ما اشبه النظام بمعارضيه فعلا .. نفس الفساد واللصوصية والحقد والتعالي لن تنتهي مآسي سوريا الا برحيل النظام كاملا والمعارضة قشة لفة.


معاوية الأموي

2015-09-15

والله يا استاذ خطيب ما ضوعنا إلا بعض أمثال الحاج أتشرف، من أهل السنة اللي كانوا ينافقوا بلا حدود للطاغية الملعون، كان بحارتنا بالشام واحد يطلع بالاعراس والزفات ومشهور إنو كان يردد المواويل بالعراضة الشامية.. أو ل ما يبدأ العراضة يبدأها بمقولة: بدي ابعت برقية للقيادة القطرية، حيي فيا الحزبية وحيي فيا ابوسليمان اللي عطانا الحرية !!! رغم ما كان حدا مجبره على هالشي، بس هيك نفاق، ورغم بعض الشباب كانوا يحذروه إنو ما في داعي لهالنفاق هاد... بس كان راسو يابس..520.


التعليقات (10)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي