أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأسد جزء من الحل .. الدكتور عزت السيد أحمد

الأسد جزء من الحل، هٰذا التعبير ليس بالجديد علىٰ مساحات البحث عن حل للثورة السورية أو للصراع علىٰ أرض سوريا. لأن الثورة تحولت إلىٰ صراع كثير من الأطراف علىٰ أرض سوريا علىٰ حساب السوريين وحدهم، والرابح غير السوريين.

منذ سنتين بدأ الأمريكان، قادة الحل واللاحل، قادة الحرب والسلم في العالم، بالتنغيم من بعيد عن إمكانية بقاء الأسد، عن إمكانية أن يكون يكون جزءاً من الحل، ورويداً رويداً وصلت الأمر إلىٰ التصريح والمباشرة في القول لا بأن بشار جزء من الحل بل بضرورة بقاء الأسد علىٰ رأس سوريا. ليس لمحاربة الإرهاب ولٰكنَّ لعدم وجود بديل عنه يضمن الاستقرار في سوريا، علىٰ أساس سوريا حارة بسويسرا أو بالسويد يعمها الأمن والأمان والهدوء وراحة البال. 
أمريكا بهٰذا التصور تقول في الحقيقة لا يوجد بديل يرضي أمريكا أفضل من بشار الأسد، ولا تعني أنَّهُ لا يوجد في سوريا بديل عن بشار الأسد، البديل بدائل لا واحد، ولٰكنَّ فيما يبدو أن كل البدائل المتوقعة، أقول المتوقعة أمريكيًّا أقل من أن ترضي المطالب الأمريكية مثلما يفعل بشار الأسد... ولذۤلك تجاوزت أمريكا فكرة أن يكون الأسد جزءاً من الحل إلىٰ فكرة ضرورة بقائه.

تصريح دي ميستورا قبل أيام بأنَّ الأسد جزءٌ من الحلِّ هي جزءٌ من هٰذا السياق لا يبتعد عنه. ولا اعتراض من جهة المبدأ علىٰ أن يكون الأسد جزءاً من الحل... إذا كان سيكون ثَمَّة حلٌّ.
ولٰكن، قبل أن نفكر في أن يكون أو لا يكون جزءاً يجب أن ندرك ما هو بحكم البداهة وهو أن محض طرح أن يكون كذا أو فلان جزء من الحل في صارع كبير أو صغير يوحي بالضرورة بوجود مشكلة في وجوده في الحوار علىٰ طريق الحل. لنتذكر منذ البداية كيف كان اشتراط أن تكون إيران جزءاً من الحل في حين أنَّها كانت تنفي أي دور لها في سوريا، وفي الوقت ذاته ما مسوغ طرحها جزءاً من الحل في الثورة السورية وهي ليست دولة شقيقة ولا مجاورة، وحَتَّىٰ لو كانت شقيقة ومجاورة فما مسوغ وجودها جزء من حل أزمة داخلية سوريَّة؟!
.
إذن علىٰ ضوء ما كان، ومما يبدو عرفاً فإنَّ محض طرح ان فلان هو جزء من الحل فإنه إضمار مسبق لتعطيل الحل. وهٰذا اعتراف ضمني سلفاً بأن الأسد صار خارج الحل. ومع ذۤلكَ، لنقف عند أن يكون بشار الأسد جزءاً من الحل. ولم لا؟ لم لا يكون جزءاً من الحل طالماً أن ذۤلكَ يقود إلىٰ الحل؟! المطلوب هو البحث عن حل، وضع الإصبع علىٰ الحل لا وضع العصي في العجلات.
إذن لا اعتراض من جهة المبدأ علىٰ أن يكون الأسد جزءا من الحل، ولٰكنَّ بأي معنى وكيف وما الآلية، وما معنى أن يكون الأسد جزءاً من الحل؟
هل هو جزء من الحل لمدة سنة، سنتين، ستين سنة؟
هل هو جزء من الحل أم هو الحل؟
والسؤال الأكبر والأهم والأخطر: ما هو الحل؟
الذي يريدون وضع العصي في العجلات وتفعيل شيطان التفاصيل هم الذين سيطرحون آلية تطبيق الحل. الحل يرسم آلياته ولا مشكلة في ذۤلكَ أبداً. هٰذا لا يعني أننا ننكر احتياج أيِّ حل إلىٰ آلية للتنفيذ. إطلاقاً. ولٰكنَّ محض الاتفاق علىٰ الحل سيفرز محاور آلية التنفيذ الأساسية التي تقبل النِّقاش والسِّجال علىٰ أيِّ حالٍّ، وتحتمل أن يكون هناك أكثر من طريق لها. المهم هو الاتفاق علىٰ الحل وإقراره.
في عودة إلىٰ تصريح دي ميستورا الذي يظن أن جاء بالذيب من ذله، والتهليل الروسي الإيراني الأمريكي الهندي المريخي لهٰذا الاكتشاف. أكرر ما قلته منذ بداية الثورة السورية إلىٰ اليوم عشرات المرات: الثورة السورية، الشعب السوري، يبحث عن حل، يريد حلاً لا يريد صراعاً. الشعب السوري غير مسرورٍ أبداً بما وصل إليه حاله. ولٰكنَّ الحل بيد النظام وليس بيد الشعب. النظام هو الذي يستطيع أن يضع حدًّا للمأساة وليس الشعب. ولٰكنَّ النظام لا يريد أي حل غير تكريساً قيصراً أكثر قيصيرية مما سبق، والشعب لن يقبل بأي حل بعد أن خسر ما خسر. 

مشاركة لـ "زمان الوصل"
(160)    هل أعجبتك المقالة (166)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي