أعدمت قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة له أكثر من 82 شخصاً سورياً حرقا غالبيتهم الساحقة مدنيون، إضافة إلى 733 آخرين أحرق عناصر الميليشيات والنظام جثثهم بعد إعدامهم بوسائل مختلفة أثناء عمليات اقتحام أقدموا عليها في عدة مناطق من سوريا.
وكشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها، اطلعت "زمان الوصل" عليه، أن بين الـ 82 الذين أعدموا حرقا، 47 مدنيا منهم 18 طفلا و7 نساء، مؤكدة أن لديها قائمة بأسماء المذكورين جميعا، مرفقة بمكان وزمان ارتكاب الجريمة.
وقالت الشبكة، التي تعتمد شبكة مراسلين ونشطاء في الداخل السوري، إن عمليات الإعدام حرقا التي ارتكبها النظام وحلفاؤه بحق مدنيين بينهم كثير من النساء والأطفال، لم تأخذ اهتماما إعلاميا في وسائل الإعلام المختلفة، رغم شناعتها لجهة الأسباب والدوافع والأسلوب، قياسا إلى ما ضج به الإعلام العالمي بعد إحراق تنظيم "الدولة" للطيار الأردني "معاذ الكساسبة" الذي قيل إنه هاجم مقرات التنظيم ضمن قوات التحالف الدولي الذي تشترك الأردن ودول عربية أخرى به تحت قيادة الولايات المتحدة.
كما كشف التقرير أن 733 جثة تعرضت للحرق بعد القتل بينهم 146 امراة، علما أن ميليشيات النظام استبقوا عمليات حرق النساء باعتداءات جنسية، يضاف إلى ذلك و69 طفلا و22 ماتوا تحت التعذيب قبل أن تحرق جثثهم.
وبلغت تلك المجازر، حسب تقرير الشبكة، 44 مجزرة على الأقل تحمل طابعا طائفيا، وتضمنت المجازر عمليات تعذيب وتنكيل بالضحايا والتشفّي بالجثث بطريقة وحشية وسادية مع كتابة عبارات انتقام طائفية، مؤكدا التقاط بعض الصورة والفيديوهات التي تحمل عبارات تطهير طائفي.
وأبرز جرائم حرق الجثث، حسب التقرير، مجزرة "دير بعلبة" الحي الحمصي الذي اقتحمته ميليشيات شيعية مدعومة بقوات حكومية في 2/4/2012، لترتكب كل أنواع المجازر بما فيها إحراق الجثث على مدى أسبوع كامل، أزهقت، خلالها، أرواح مئات المدنيين وخاصة الأطفال والنساء.
وفي قرية "آبل" اقتحمت قوات النظام مدعومة بميليشيات المرتزقة منازل على أطراف القرية الواقعة جنوب حمص بنحو 12 كم، وأحرقوا أفراد عائلتين يبلغ عددهم 14 شخصا بينهم 6 نساء و4 أطفال.
ووثقت الشبكة آثار الحرق على جثث الضحايا.
كما وثقت الشبكة إحراق 14 جثة من ضحايا مجزرة النبك التي ارتكبتها ميليشيات شيعية عراقية، عقب اقتحام المدينة التي تتوسط المسافة بين العاصمة دمشق وحمص.
وتطرق التقرير إلى جرائم الإحراق بحق مدنيين بعد إعدامهم ميدانيا، مستعرضا أمثلة لمدرسة من دير الزور وعائلة من حمص ومختار حي العسالي بدمشق الذي ذبحه عناصر الميليشيات قبل أن يحرقوا جثته.
وخلص التقرير إلى استنتاجات وتوصيات أهمها أن قوات النظام والمرتزقة الموالين لها تقوم بالقتل حرقا، أو حرق الجثث بعد القتل بشكل منهجي ومتبع في المدن السورية المختلفة على امتداد السنوات الأربع الماضية.
وقالت الشبكة في تقريرها إن تركيز المجتمع الدولي على جرائم تنظيم "الدولة"، وإغفال شبه تام لمجازر قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة له، يشكل ذخيرة للتنظيم تغذيه بالمال والرجال، منطلقا من تغافل المجتمع الدولي لجرائم لا تقل عن جرائمه فظاعة، إن لم تكن أفظع كما أظهر التقرير، ومن هنا ينطلق التنظيم ليؤكد "مظلوميته" وبالتالي شرعنة ما يفعل من قبل أناس قهرهم تجاهل العالم لما يجري بحقهم من جرائم.
وجددت الشبكة دعوتها إلى ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بإنهاء الحرب في سوريا، وتحويل مجرمي الحرب إلى محكمة الجنايات الدولية وأن يضمن مجلس الأمن تعاونا كاملا من قبل نظام الأسد مع لجنة التحيق الدولية المستقلة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية