عمّ الغضب الشارع المسيحي، إثر اعتقال مجموعة مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) لرجل الدين المسيحي "كبرائيل داوود" ومرافقيه في الحي المسيحي بمدينة المالكية بريف الحسكة الشمالي أمس.
وأفادت مصادر سريانية من القامشلي لـ"زمان الوصل" بأن مجموعة مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) حاصرت أحد المنازل في مدينة المالكية، عقد فيه اجتماع بين المندوب البطريركي من دمشق القس "كبرئيل داؤود"، و"احيقار رشيد" مسؤول تجمع "شباب سوريا الأم"، و"سركون القس" مسؤول مكتب الحماية السرياني (السوتورو) وإداريين من اللجنة الاجتماعية بالمالكية، واعتقلت الجميع وصادرت أسلحة عناصر الحراسة.
وأضافت المصادر: إن (PYD) تذرع بدخول سيارات مسلحي "السوتورو" السرياني الى مدينة المالكية قادمة من القامشلي دون علمه خلال مرافقتها للقس.
ولفتت إلى أن الحزب ينصب ثلاثة حواجز على الطريق الواصلة بين مدينتي القامشلي والمالكية، ولا يمكن أن تمر أي سيارة دون أن يعرف بها مسلحوه. واعتبر (PYD) دخول السيارات المسلحة دون إعلامه مسبقاً، ودون إعلان سبب زيارة القس تحديا له وعدم اعتراف به.
وأشار إلى أن مسلحي الحزب أطلقوا سراح المعتقلين وعددهم أكثر من 15 بين مسلحين ومدنيين، بينما صادروا الأسلحة، وسط استنفار في القامشلي تحسباً لأي ردة فعل من مسلحي "السوتورو" على هذا التصرف.
وأجمع نشطاء سريان في الحسكة تواصلت "زمان الوصل" معهم، أن هذه التصرفات من (PYD) تهدف إلى توجيه رسالة تهديد إلى السريان، والهمس في آذانهم أن أيام البعث لاتزال موجودة، والإشارة إليهم بأنهم مهددون ويمكن لمسلحي الحزب اعتقالهم بأي لحظة يريدون، متسائلين ما ذا يعني احتجاز القس "داوود" كاهن كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس في دمشق خلال زيارته إلى مسقط رأسه مدينة المالكية؟
مؤكدين أن هذا الفعل ليس إلا ترهيب للمسحيين بكافة أطيافهم ودفعهم للهجرة خارج الوطن، الأمر الذي لا تختلف نتائجه كثيرا بالنسبة لهم عن ممارسات تنظيم "الدولة" بحقهم في منطقة الخابور مؤخراً.
ويتقاسم حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) مع قوات النظام السيطرة على مدينة القامشلي، في حين ينتشر مسلحو "السوتورو" في الأحياء المسيحية ضمن المدينة، كما تنتشر مجموعات مسلحة مسيحية في مناطق سيطرة PYD في ناحية تل تمر ومنطقة المالكية بعضها موالٍ للنظام.
محمد الحسين - الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية