بعد 4 سنوات مثل "قرط الصوَّان" كما يصفها أهل حوران، وفي خبر خرج من "كابيتول هيل" وليس من "البنتاغون" كما هو مفترض، قالت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية: "توصلنا إلى اتفاق مبدئي لتدريب وتسليح مجموعات من المعارضة السورية، وإن واشنطن "تنوى توقيع الاتفاق مع تركيا قريبا".
الاتفاق الذي ينص على تدريب 15000 ألف مقاتل على ثلاث سنوات، ليس واضح المعالم، وأغلب الظنّ أنه يشبه كل ما هو أمريكي اليوم، يشبه خطها الأحمر ما قبل الكيماوي ثم مساومتها على أداة القتل دون المجرم، ورفضها دعم المعارضة المسلحة، وحراستها للزحف الإيراني على المنطقة بل والتنسيق مع الحوثيين ضد "القاعدة" في اليمن، ومع الأسد ضدَ "داعش".
تقول الأخبار إن رهطاً من مسؤولي إدارة أوباما استقالوا بسبب الموقف الملتبس في الملف السوري، وليس بعيداً في ملف إيران.
يتحدث "عارفون" عن صمت استراتيجي يلحُّ عليه الرئيس الأمريكي، فيما المنطقة تغرق يوماً بيوم على وقع أفلامٍ لرعاعٍ جاؤوا من مجاهل التاريخ يرعبون العالم بجرائم يجري توثيقها بتقنيات لا تستخدم إلا في هوليود، "شاريو - كرين" و"جيمي جيب" وإضاءة وفلاتر ومؤثرات و"فويس أوفر" من مستوى محترف.
من دير العدس في حوران إلى الملاح وحردتنين في حلب، مئات القتلى من ميليشيات جاءت من إيران وأفغانستان والعراق ولبنان، رسائل بالغة الأهمية يبدو أنها تصيب المبعوث الدولي ديمستورا بالخيبة، وتضع أوباما في حرج شديد، فواشنطن تكذب في توصيفها للمعارضة المسلحة "المعتدلة" التي تبحث عنها، إنها تستخدم الباب الدوار، إذا ضعُفت المعارضة يجري تنشيط مبادرات التهدئة وتمرير فكرة انعدام البدائل عن الأسد، وإن أثبتت عُلوّ كعبها على الأرض يتم توسيع زاوية "الباب الموارب" نحو الجيش الحر.
مع انتصارات حوران وحلب يتعزز الاعتقاد بأن الأمريكيين هم أساس المشكلة، وأن أوباما يتعامل مع قضية الشعب السوري على طريقة المثل الشامي "مقسوماً لا تأكل .. وصحيحاً لا تقسم .. وكُل حتى تشبع"، ولابأس بمزيد من الوقت على شاكلة ثلاث سنوات لتدريب بضعة آلاف، إنهم يتاجرون بوجع الشعوب، ويجبرون العالم على محاربة طواحين الهواء، ويدفعون لتحريره من الإرهاب بوهم التصريحات، فيما يخرج دكتاتور قتل 300 ألف إنسان وشرّد الملايين على شاشاتهم مرتاحاً ليقدم مرافعات في خطر الإرهاب وأخطاء الغرب.
يقول المنطق إن ما وصلت إليه المنطقة هو من نتائج وصول رئيس أسود إلى البيت الأبيض، ويقول البعض إنها أمريكا يا سادة.. ويذكرني هذا بشيء كتبته مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات .. أعيده وفي ذهني قول المتنبي في كافور مصر:
ـ العالم ينتظر جلاء «الخيطين».
ـ الأسود إن دخل البيت الأبيض
هل يفتح عيناً أغمضها عن بؤس العالم
أم يغمضُ كلتا العينين.
ـ جربنا الأبيض في الأبيض
لم يحدث في حب الهيكل
أن «حمارا» أخلف أو «فيلاً»
مازال الأخوان النّدان
المُستبقانِ لقهر العربِ
هما الندَّين.
ـ إن سكن الأسود في الأبيض
أو سكن الأبيض في الأسود
«أعدس» يا حق «وأبصل»
فالعملة لن تكتمل بلا.. وجهين.
ـ هل أفشي سراً ..
أن لا أمل بسدِّ الدَّين.
ـ والقادم إن حالفه الحظ..
«مردوداً - يبقى - بالفلسين».
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية