أظهرت دراسة نشرت الاثنين ان أكثر من 1500 طفل يعيشون أو يعملون في شوارع لبنان ثلاثة أرباعهم تقريبا من السوريين ويعيش أغلبهم من التسول أو البيع على أرصفة الطرق.
وأكثر من 75 في المئة من أطفال الشوارع في لبنان لا يحملون الجنسية اللبنانية.
وعدد الأطفال المتسولين في المدن اللبنانية هو أحد أكثر الاثار الماثلة للعيان لأزمة اللاجئين في البلاد. ويستضيف لبنان أكثر من 1.5 مليون سوري هربوا من الحرب الأهلية في بلادهم ليسجل أعلى نسبة في العالم للاجئين مقابل السكان.
وخلصت الدراسة التي أجرتها منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومؤسسة (انقذوا الأطفال) الدولية الخيرية ان 1510 أطفال يعيشون أو يعملون في الشوارع.
وقالت الدراسة إن هؤلاء الأطفال يكسبون في المتوسط ما لا يقل عن 12 دولارا يوميا وإن أكثر من نصفهم تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و14 عاما.
وقالت الدراسة "التدفق الأخير للاجئين من سوريا وكثير منهم من الأطفال فاقم هذه المشكلة بالتأكيد لكنه ليس بأي حال من الأحوال السبب الرئيسي أو نتيجة لعيش الأطفال بالشوارع أو عملهم فيها."
واضافت إن الاقصاء الاجتماعي والفقر والجريمة المنظمة واستغلال الأطفال بشكل عام من أسباب المشكلة.
وقالت الدراسة - التي شاركت فيها أيضا وزارة العمل اللبنانية - إن 43 بالمئة من الأطفال الذين يعملون يتسولون بينما يمثل البائعون منهم في الشوارع 37 بالمئة.
المشكلة ان هناك عدد من الأطفال لا يتوسّلون الناس من تلقاء نفسهم لشراء وردة اوعلكة او غيرها. ولا يكون الفقر والعوز دائماً دافعاً لتوسّلهم. هم في الحقيقة ضحايا مافيات وعصابات تستغلّهم وتجني الربح من خلالهم.
وقال رجل أمن في شركة خاصة في بيروت، يتابع من دون قصد حركة عمالة الاطفال منذ سنين "تستأجرهم هذه العصابات من أهاليهم، وفي حالات كثيرة، يكون صاحب العصابة نفسه أباً لطفل الشارع نفسه. يوزع أطفاله وأطفال الناس على مناطق مختلفة، يزوّدهم بضع ورود فارضاً بيعها بأكملها، يتجوّل بينهم لمراقبتهم وتزويدهم مزيداً من الورود حين تَنفد منهم، ثمّ يعود في نهاية اليوم او الليل لجمع ما جنوه خلال ساعات عملهم".
وقالت الدراسة إن معظم الأطفال الذين دخلوا سوق العمل تتراوح أعمارهم بين سبعة أعوام و14 عاما وإن 42 بالمئة غير متعلمين. وتعمل الأغلبية أكثر من ستة أيام في الأسبوع وثماني ساعات ونصف الساعة في المتوسط يوميا.
وظاهرة أطفال الشوارع ليست موجودة في لبنان وحده، فبحسب تقرير اللجنة المستقلة للقضايا الإنسانية الدولية التابعة للأمم المتحدة، هناك من مئة مليون إلى مئة وخمسين مليوناً طفل يهيمنون في الشوارع. وفي العالم العربي، يرواح عددهم ما بين سبعة ملايين إلى عشرة ملايين في الشارع، على ما أظهر إحصاء صدر عن المجلس العربيّ للطّفولة والتّنمية.
صحف
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية