أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نقل المعركة إلى داخل دمشق .. عدنان الصباح المقداد



يلجأ نظام الأسد إلى قصف دوما والغوطة الشرقية بشدة، فلم يعد هناك بيت إلا وتعرض لصواريخ غراد والبراميل المتفجرة في حرب إبادة لم يسبق لها مثيل توحي بتصعيد جنوني للنظام. ويقوم النظام بقصف لبعض المناطق التي تحت سيطرته داخل دمشق العاصمة. لا شك أن نشر الفوضى وتخريب ما تبقى والإجهاز عليه ونهبه كخطوة أخيرة قبل رحيله وما التدمير الحاصل في الغوطة الشرقية إلا من هذا القبيل. من هنا نرى أن النظام يستبق الأحداث ويريد أن يعطي صورة عما سيحدث في حال انتشار الفوضى في دمشق. 
إن قصف المراكز الأمنية ومناطق الشبيحة في دمشق خلط الأوراق، لا شك أن نقل المعركة إلى داخل دمشق _ عقر دار النظام ، ومعقله الأخير في الجنوب السوري_ يهدد وجوده ويهزه ويزعزعه. ولكن إذا قامت هذه الخطوة على أسس مدروسة، بحيث تكون موجعة له، وربما سوف تؤدي إلى انهيار النظام . وخاصة في حال أقدمت جميع الفصائل على التنسيق في قراراتها وتوجهاتها. 

إن دمشق هي معقل النظام في الجنوب، وإيران ترى التهديد القادم من الجنوب وتخطط لوقف تقدم الثوار، وهذا يعني أن الخطر الذي تشكله انتصارات الثوار في الجنوب بات يهدد وجود النظام ، وكل المؤشرات تدلل على قيام إيران بحشد جميع الفصائل الشيعية لمواجهة الجيش الحر وتحاول تحقيق نصر من خلال الاستيلاء على الجنوب السوري ، لوضع هذه المناطق تحت سيطرتها وسيطرة حزب الله .
لا شك أن المواجهة في الجنوب مصيرية ولكنها تحمل فكرة جديدة بالنسبة لحزب الله وإيران وتشكل بدء عملية للاستحواذ بشكل مستقل عن النظام وسوف تكون معارك إيرانية بحتة تحمل طابع الاحتلال الإيراني للأراضي السورية المباشرة لتكون قاعدة لها خارج إطار النظام . 
التطور الجديد الذي بدأت تلوح ملامحه في الجنوب السوري منذ الضربة الإسرائيلية للعناصر الإيرانية في القنيطرة ، وما تلاها من حشد للقوات الشيعية واحتدام المعارك الآن ، ليس فقط لوقف تقدم الثوار نحو دمشق ، بل هناك ما هو أبعد من ذلك . فمن المعلوم أن كافة المناطق التي تحتلها الفصائل الشيعية الآن هي مناطق إيرانية بحته وتحت السيطرة الإيرانية المباشرة.
هل هناك ما ينذر بالنهاية؟ وهل ستنجح إيران بوقف زحف الثوار والاستيلاء على الجنوب ؟ أم سينجح الجيش الحر في صد الهجوم الإيراني ؟؟ فيما لو استطاع الجيش الحر دحر القوات الشيعية سيكون الطريق أمامه مفتوحا إلى دمشق . فهل سيحرض هذا الهجوم فصائل الجيش الحر على توحيد قوتها؟ من خلال التجربة تمتلك فصائل الجيش الحر في الجنوب قدرات قتالية عالية إضافة إلى السلاح ، وما تزال المعارك في بدايتها بين كر وفر .
إن اقتراب ثوار حوران من دمشق سيزيد من الفوضى في قلب العاصمة، وذلك سيدفع النظام الى تصعيد عمليات الاعتداء على الأهالي والإسراع في نهب المدينة وتفريغها من الثروات وربما يقصف المناطق المدنية داخل دمشق لترويع الناس وقد يلجأ إلى استخدام أوراقه الأخيرة ومنها الكيماوي. 
يقول لي البعض ان نهاية بشار ستكون على شاكلة نهاية القذافي، فهو ما يزال يحفظ بالمساحة التي يتوهمها رغم انه لا يتحكم إلا بجزء صغير من سوريا، فهو لن يقدم على أي تنازل ولن يتوقف عن القتل والتدمير حتى لو لم يبقى معه سوى حي واحد، فقد تحول إلى مجرم بحكم الاعتياد، ولن يوقفه شيء ، وفي نهاية الأمر سيقبع في أحد الأحياء منتظرا من يقتله.
ويوما بعد يوما تكبر الكارثة وفي الزاوية المظلمة يقبع حزب الله ومعه الايرانيون وفصائلهم الشيعية دعاة حماية المقامات الشيعية والعتبات المقدسة وكل من يتباكى على نظام الطائفة ولن يستطيعوا استمهال النهاية المحتومة .
هناك تحول واضح في مسار الثورة السورية، وانقلاب في موازين القوى لصالح الثورة وخاصة بعد معركتي الشمال والجنوب إذ بدا خطاب النظام وأنصاره يتحدث عن معارك فاصلة في حربهم. فالأسد ما يزال يراهن على البقاء مستندا إلى المزاج الدولي والى داعميه الإقليميين.

(168)    هل أعجبتك المقالة (180)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي