أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من 50 ألف رأس إلى 6 آلاف.. الثروة "البقرية" بريف حمص المحاصر تنقرض

تذبح وتباع بأبخس الأثمان نتيجة ارتفاع كلفة تربيتها - زمان الوصل

تشير المعلومات الت حصلت عليها "زمان الوصل "، إلى أن الثروة الحيوانية "البقرية"، بريف حمص الشمالي المحاصر، في طريقها للانقراض، إذا لم تسارع الجهات المعنية بالحكومة المؤقتة، والمنظمات الزراعية الدولية، بالحفاظ على ما تبقى من أبقار ودعم المربين.

وقالت مصادر زراعية بالريف الحمصي المحاصر لـ"زمان الوصل": كانت الثروة الحيوانية "البقرية" في السابق تشكّل مصدر رزق أساسيا لحوالي (40%) من سكان ريف حمص الشمالي، والشمالي الغربي، وأعداد الأبقار بتناقص كبير جدا، فمن أصل (50 ألف) رأس بقر كانت موجودة بريف حمص الشمالي، في العام 2010، لم يبقَ منها حاليا سوى (6000) رأس موزعة كما يلي: (1000) رأس بمنطقة تلبيسة، (900)رأس بالرستن، (1200) راس بالزعفرانة،(2500)رأس بالحولة، و(400)رأس بقر بقرية "طلّف".

وذكر الطبيب البيطري أحمد الحمود، أن عدة عوامل ساهمت بتدهور الثروة الحيوانية "البقرية"، وتناقص أعدادها بشكل كبير جدا، مشيرا في حديثه لـ"زمان الوصل "، إلى أن عملية الحصار المفروضة على الريف الحمصي الشمالي، منذ أكثر من عامين، تعد أحد العوامل الأساسية وراء التدهور الكبير بالثروة الحيوانية بشكل عام، والأبقار بشكل خاص، إضافة إلى عمليات القصف اليومية التي يقوم بها جيش النظام، والميليشيا الطائفية التابعة له، ما أدى لنزوح حوالي (40%) من مربي الثروة الحيوانية للدول المجاورة، كتركيا، والأردن ولبنان.

وأشار البيطري الحمود إلى ما حدث للثروة "البقرية" بمنطقة الحولة، عندما أشتد عليها الحصار من قبل النظام، حيث باع المربون أبقارهم بأبخس الأثمان، للقرى المجاورة، أو للقصابين.

ووصل كيلو لحم البقر حينها إلى (350) ليرة فقط.. مؤكدا أن تعداد الثروة البقرية بمنطقة الحولة كان يقدّر بـ(20 ألف) رأس.

*1500 ليرة للبقرة يوميا
ويقول تاجر أبقار ومربي عجول بمنطقة الزعفرانة لـ"زمان الوصل": لا تلوموا الفلاح الذي باع بقراته بهذه الظروف الصعبة،فصاحب الأسرة عاجز حاليا عن تأمين الخبز لأطفال الصغار.. مشيرا إلى أن مصروف البقرة الحلوب يوميا، يقارب (1500) ليرة سورية، ما بين علف وتبن وأدوية بيطرية، وهذا يعني أن عملية تربية الأبقار حاليا غير اقتصادية وخاسرة جدا، وخاصة إذا كان الموسم المطري شحيحا كما حدث بالعام الماضي.

من جانبه ناشد مربي الأبقار خضر الريان، الحكومة المؤقتة، والمنظمات الزراعية الدولية، ضرورة الحفاظ على ما تبقى من سلالات محلية، من أبقار، وأغنام، وماعز، قبل أن تنقرض نهائيا. 

وردا على سؤال "زمان الوصل"، عن سبب غياب الدعم للثروة الحيوانية بريف حمص الشمالي من قبل الجهات الداعمة الشعب السوري، قال المربي الريان: هناك منظمة دولية وحيدة،تدعى (Aug) تقوم منذ عام تقريبا بتقديم دعم محدود جدا لمربي الثروة الحيوانية بريف حمص الشمالي المحاصر.

وأشار إلى أن هذا الدعم، لا يخفف من نفقات التربية سوى (10%) فقط، حيث تقدم المنظمة المذكورة اللقاحات مجانا، والأدوية البيطرية بسعر التكلفة، وتدعم أسعار العلف بـ(15%) في بعض الأحيان، ولا يستفيد من دعمها كافة المربين، كما ساهمت المنظمة المذكورة، بتأمين حوالي (20) فرصة عمل للفنيين البيطريين، والأطباء بالمنطقة براتب شهري، يتراوح مابين (175-200 دولار أمريكي)..

* 2000 ليرة لكيلو اللحم 
تناقص أعداد الأبقار بالريف المحاصر، أدى إلى ارتفاع كبير بأسعار المنتجات الحيوانية، من لحوم وألبان وحليب.

وخلال جولة لـ"زمان الوصل "، على أحد الأسواق الرئيسية بقرية "طلّف"، سجّلت الأسعار التالية: كيلو اللحم البقري بـ(2000) ليرة،بينما كان يباع قبل عامين بـ(350) ليرة. 

وكيلو الحليب البقري بـ(100) ليرة، كيلو لبن البقر بـ(150) ليرة. كيلو السمن الحيواني البقري بـ(1300) ليرة، سعر العجل (للذبح) يتراوح ما بين (300-500) ألف ليرة سورية، أي ما يعادل ثمن سيارة في عام قيام الثورة السورية، وغير متوفر بكثرة. 

وكيلو علف "البيليت" الخاص بالبقر الحلوب بـ(125) ليرة، كيلو التبن الأحمر والابيض بـ(50) ليرة سورية.

ماهر رضوان - زمان الوصل
(126)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي