أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حذاء امرأة من دوما وغدي فرنسيس.. د. حازم نهار

قتلها بشار الأسد.. وتمنت غدي فرنسيس لها "الشوي".. طفلة من دوما - زمان الوصل

في أواسط نيسان 2011، بعد نحو شهر على انطلاقة الثورة، جرى بالصدفة حديث بيني وبين شخص يعيش في منطقة "حضارية" في دمشق كما يعتقد، وفي سياق الحديث نطق أمامي منفعلاً بالعبارة التالية: "مو معقول تيجي وحدة متخلفة من دوما تعلمنا الحرية". 

في الحقيقة، لو قام هذا "الكائن" بشتمي شخصياً لما حرك خلية في جسدي، ولكان الأمر بالنسبة لي قد مر مرور الكرام من دون أدنى اكتراث به.

لكنني قمت، على غير العادة، بالرد على ما سمعته بشكلٍ قاسٍ آنذاك: إن حذاء امرأة من دوما خرجت تهتف للحرية، أنبل من جميع تلك العقول التافهة لأولئك النسوة التي تنظر إليهن على أنهن حضاريات، وهن لسن أكثر من كائنات غبية ترتدي أفضل الألبسة. 

كان هذا الكائن "المتحضر" يستحق هذا الرد بالطبع، لكن ما كان يليق بي أن يصدر عني مثل هذا الرد، خصوصاً أنني غير مقتنع بتعميم صفة ما على أي كتلة بشرية استناداً إلى انتمائهم الجغرافي أو العرقي أو الديني أو الجنسي، فالتمايزات بين البشر فردية بالضرورة. ولذلك حزنت من نفسي واعتذرت منها أولاً على ذلك السلوك.

لكن اليوم أقول، من دون اعتذار، وبكامل الثقة، ومن دون وجود أي احتمال للاعتذار مستقبلاً، إن حذاء تلك المرأة الدومانية التي رفعت صوتها تنادي بالحرية أنبل وأشرف وأعز من رأس ذلك الكائن المسمى غدي فرنسيس، المحسوب زوراً وبهتاناً على البشرية.

زمان الوصل
(145)    هل أعجبتك المقالة (158)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي