رفض وزير التّعليم والعلوم الروسيّ ديمتري ليفانوف طلباً كان قد تقدّم به رئيس مجلس الإفتاء الروسيّ رافيل غانوتدين لارتداء الحجاب في المدارس.
ويترواح عدد المسلمين في روسيا بين 20 و25 مليون شخص، في غياب أرقام رسمية، علماً أن الاحصاءات الرسمية لا تشمل أي ذكرٍ للدين أو العِرق.
واعتبر ديمتري ليفانوف أنّ السّلطات لا ترى أيّ أسباب لمراجعة القواعد العامة للزيّ المدرسي للأطفال، والّتي تحمل الطّابع العلمانيّ.
واعتبر مراقبون ان الحجاب ملفوظ في مدارس روسيا باعتباره قد يشعل الانقسام بين الشعب الروسي ويكون بذرة لنمو الفكر المتطرف والمتشدد.
ويخشى الكرملين من عودة اسلاميين متشددين ولدوا في روسيا للانضمام إلى متمردين يسعون لإقامة دولة إسلامية في الشيشان وأقاليم أخرى تقطنها اغلبية مسلمة في المنطقة الجبلية بجنوب روسيا.
وكان رئيس مجلس الإفتاء الروسيّ طالب الرئيس فلاديمير بوتين، بالسَّماح للطالبات المسلمات في المدارس الروسيَّة بارتداء الحجاب.
وقال رافيل غانوتدين: "أتوجّه إليكم بصفتي مفتياً وأباً يدافع عن قيمنا وتقاليدنا وحفيداتنا وبناتنا ومستقبل قوّتنا الجميلة والرائعة".
واعتبر غانوتدين أنَّ الحجاب ليس سوى غطاء متواضع لا يمثّل أيّ تحدٍّ للمجتمع الروسيّ.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد امتنع في وقت سابق عن اتخاذ موقف حاسم من مسألة منع أو إجازة ارتداء الحجاب في المدارس.
وقال بوتين وفقا لوكالات الأنباء الروسية "يجب دوما التصرف باحترام كبير للمشاعر الدينية للناس". وأضاف "نحن لدينا دولة علمانية، وعلينا أن نرتكز على هذا الأساس تحديدا".
وقال بوتين "علينا أن نرى كيف يحل جيراننا هذه المسألة في الدول الأوروبية"، مشددا على "وجوب اتخاذ إجراءات بهدوء تجنبا لإهانة أحد".
ولكن الرئيس الروسي أكد -في نفس الوقت وجوب "التفكير في اعتماد لباس مدرسي موحد على الصعيد الإقليمي أو حتى البلدي"، وذلك ليشعر الجميع بأنهم "متساوون".
وقد فسرت وسائل الإعلام تصريحات بوتين بأنها موقف مؤيد لمنع ارتداء الحجاب.
وستدرس المحكمة العليا في روسيا بعد ايام دعوى ضدّ منع ارتداء الحجاب في مدارس جمهوريّة موردوفيا الروسيّة.
وكانت المحكمة العليا قد صادقت على منع الحجاب في مدارس إقليم ستافروبول الجنوبي، المجاور لشمال القوقاز.
وأيدت المحكمة العليا الروسية في وقت سابق حكما من محكمة أدنى يحظر ارتداء الحجاب بإقليم ستافروبول في شمال القوقاز الروسي.
وقضى الحكم السابق بأنه يحق للدولة أن تطالب بملبس "ذات صبغة علمانية" لضمان "حقوق متساوية" لجميع الأطياف.
وكانت مديرة مدرسة في قرية بمنطقة ستافروبول (جنوب غرب) قد منعت خمس تلميذات من دخول المدرسة إذا لم يخلعن الحجاب، مبررة قرارها بأن نظام المدرسة يمنع ارتداء الرموز الدينية.
وأثار هذا القرار سجالا في روسيا التي يرتكز القسم الأكبر من مسلميها في في مناطق مسلمة تاريخيا مثل شمال القوقاز وتتارستان.
يشار إلى أن ارتداء الحجاب مقبول في بعض المدارس بأقاليم ذات أغلبية مسملة مثل الشيشان وتتارستان، لكن السلطات في بعض الأقاليم ذات الأغلبية المسيحية تسعى إلى حظره قانونيا.
وادرجت روسيا العشرات من الكتب الدينية على لائحة الإرهاب من بينها بين صحيح البخاري وكتيبات الأدعية التي تضمّ آيات قرآنية وأحاديث نبوية.
وبلغت المنشورات الدينية التي أُدرجت على "لائحة الارهاب" 68 عنواناً بينها بعض أمهات الكتب الاسلامية.
وقد حظرت الحكومة الروسية ترجمة "صحيح البخاري" و"حصن المسلم" و"دعاء الى الله".
وكانت محكمة تتارستان الروسية، أصدرت حكماً بوضع "صحيح البخاري" في قائمة الكتب الأكثر تشدُّداً ومنع تداوله.
واعتبرت المحكمة أن الأحاديث الموجودة في الكتاب تُثير الكراهية العرقية والدينية، وأمرت بمنعه وتنفيذ القرار بوضعه ضمن الكتب المتطرفة المحظورة في روسيا، وطالبت بحجبه في المواقع الإلكترونية.
وكان مفتي القسم الأوروبي نفيع الله عشيروف اعتبر ان كتاب "دعاء الى الله"، وضع لتعليم المسلم الروسي أن الدعاء يوجه الى الله مباشرة وليس عبر وسطاء.
وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية