أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أجمل كتاب قرأه المثقفون السوريون خلال العام 2014

سؤال طرحته"زمان الوصل" على عدد من المثقفين السوريين في الداخل والخارج.. البعض تجاوب معنا، بينما تجاهل آخرون.

*أحجار على رقعة الشطرنج
تقول الروائية والقاصة ابتسام شاكوش، إن أفضل كتاب قرأته العام الماضي، عنوانه "أحجار على رقعة الشطرنج" تأليف "وليام غاي كار"، ترجمة سعيد جزائرلي..صادر عن دار النفائس في بيروت، مؤلفه كان ضابطا في المخابرات الملكية البريطانية.
يوضح الكتاب موضعنا بين الدول اﻻستعمارية…وأشارت شاكوش إلى أن الكتاب تحدّث عن الثورات والحربين العالميتين، وتنبأ بحرب عالمية ثالثة تديرها "إسرائيل"، وتكون بدايتها في الشرق العربي، كما تحدث المؤلف عن غياب مشروع عربي أو إسلامي قادر على مواجهة مخططات الغرب.

*الكون الأنيق
أما الشاعر والطبيب البيطري عدنان المقداد، فيرى أن كتاب: "الكون الأنيق" للمؤلف "برايان غرين" أستاذ الفيزياء والرياضيات في جامعتي كولومبيا وكورنيل ترجمة د.فتح الله الشيخ، والصادر عن المنظمة العربية للترجمة، جميل ومميّز جداً، في أسلوب العرض، وترتيب الأفكار، ونوع المعلومات التي يعرضها والنظرية التي يقترحها.

ويضيف المقداد: "يحتاج إلى خلفية علمية إلى حد ما، لكنه قابل للقراءة لغير المختصين. ذلك أنه يخوض في نظريات معقدة بأسلوب مبسّط عن الفيزياء والكون، وآ لية عمله.
يبدأ الكتاب بعرض قضايا ومشكلات الفيزياء التقليدية، وتعارضاتها مع ما تلاها من فيزياء النسبية وفيزياء الكمياء".

ويمتد الكتاب على بضعة فصول يعرض للنظرية الأكثر شيوعاً اليوم وهي نظرية الأوتار الفائقة.
وهي على تعقيدها نظرية جميلة، قابلة للفهم عدا عن قابليتها لأن تكون حقيقة فعلاً، رغم شكلها الذي يبدو أسطورياً، ملخصها أن الكون، رغم كل هذا التنوع والتعقيد الذي يبديه إنما هو مجرد "تجلٍّ" أو انعكاس لمضمون واحد هو عبارة عن أوتار متناهية الصغر.

وهذه النظرية يرجح "غرين" أن تكون هي نظرية "كل شيء" التي كانت حلم العلماء منذ إينشتاين على الأقل.
وأشار المقداد إلى أن المؤلف "براين جرين" قد فاز عن كتابه هذا بجائزة "آفاينتيس" للكتب العلمية من بين 117 كتابا علميا.

*إحياء علوم الدين
ويرى الدكتور هيثم الأحمد -طبيب بيطري، إن كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي، أفضل ما قرأه في العام 2014.
وأشار إلى أن الكتاب يقع في أربعة مجلدات، إضافة إلى مجلد الفهارس.. وهو من أروع ما قدمه الغزالي.
وأكد الأحمد أن الكتاب يحتوي دستورا لسلوك متكامل في الإيمان والعبادة والأخلاق.

وأضاف: "جدير بمؤلف مثله أن يتصدر المكتبات كلها، فالجزء الأول هو ربع العبادات الثاني ربع العادات الثالث ربع المهلكات الرابع ربع المنجيات تجد فيه القرآن والحديث وحكمة الخلفاء والحكماء لا تكاد ترغب في تركه".
وهناك نسخ إلكترونية منه.

*الغذاء والدواء.. وأدب الحياة
ويقول الدكتور محمد إقبال: "أجمل كتاب قرأته بالعام الماضي، هو كتاب الغذاء والدواء، للدكتور طليمات، الصادر في بيروت، خلاصته تؤكد على ضرورة العودة للطبيعه والأكل غير المصنع، وعلى الشخص أن يأكل من بيئته، ومحيطه الجغرافي، وحسب الموسم والابتعاد عن كل ما دخللت إليه يد الإنسان.
وأضاف إقبال قائلا: ومن خلال هذا الكتاب جاء ذكر كتاب "أدب الحياه"، للمرحوم كمال جنبلاط، الذي هو مكمل لهذا الاتجاه ومن عده نواحي أهمها:
يؤكد كمال جنبلاط على أهمية العنصر المعنوي في حياة الإنسان، ويقول:"عبثا يفتش المرء عن سعادة أو رقي أو تحرر في غير هذا الاتجاه...

ولو كان معظم الناس أو أقلية بينهم يشعرون ظاهرا بالحاجة إلى الطعام، أكثر من عوزهم إلى دفء السلام الداخلي، ولكنك إذا استوضحتهم بالنفس الطافحة بالحب الحقيقي، وبرغبة إسعادهم المتجردة عن طموحك لأجل تحقيق سعادتهم، لرأيت أن الذي يعوز العالم يعوز الغني، يعوز الفقير، يعوز الظالم، يعوز المسكين، أكثر من أي شيء آخر، هو السعادة من خلال كسرة الخبز ذاتها، وفي ما يتعدى كسرة الخبز".
وأشار إقبال إلى أن كمال جنبلاط حدَد خمسة أشياء قال إنها تستقطب هذه الطمأنينة، توحي بها، تتنزل بها في النفس، تسير بها وبنا نحو السعادة الحقيقية.

والأشياء الخمس هي: 
1. الصداقة النيرة المجردة التي لا تختلف عن الحب الحقيقي بشيء، لأنها وجه من وجوهه، إذ نرى أفضل ما فينا في الآخر، ويرى هو أفضل ما فيه فينا... فإذا بالمحبة تجمع بين الصديقين، وترفع بهما، وتوحد بين مسارهما النفسي نحو الهدف. الكشف عن الحقيقة الذي يستحق وحده أن نعيش وأن نسعى إليه في هذا الوجود، إذ لا سعادة بدون الارتكاز إلى حقيقة. لا سعادة تامة بدون معرفة الحقيقة الأخيرة لهذا الوجود الظاهر والباطن.
2. الحب الحقيقي أي الزواج الحقيقي، وليس هذا العقد التجاري، "متعني وأمتعك"، كما أضحى عليه وانحدر إليه مفهوم الزواج والحب في عصرنا. في الحب الحقيقي الشامل لكينونة المرأة والرجل، يصبح كل منهما بالنسبة للآخر، كالليل في مقابل من خلال كتاب الغذاء والدواء الذي زبدته هو العوده للطبيعه وللأكل غير المصنع ولكل أن يأكل من بيئته ومحيطه الجغرافي وحسب الموسم والابتعاد عن كل ما دخللت إليه يد الإنسان. 

ومن خلال هذا الكتاب جاء ذكر كتاب "أدب الحياه" الذي هو مكمل لهذا الاتجاه ومن عده نواحي أهمها:
يؤكد كمال جنبلاط على أهمية العنصر المعنوي في حياة الإنسان، ويقول:"عبثا يفتش المرء عن سعادة أو رقي أو تحرر في غير هذا الاتجاه...
ولو كان معظم الناس أو أقلية بينهم يشعرون ظاهرا بالحاجة الى الطعام أكثر من عوزهم الى دفء السلام الداخلي، ولكنك اذا استوضحتهم بالنفس الطافحة بالحب الحقيقي ، وبرغبة اسعادهم المتجردة عن طموحك لأجل تحقيق سعادتهم، لرأيت أن الذي يعوز العالم يعوز الغني، يعوز الفقير، يعوز الظالم، يعوز المسكين، أكثر من أي شيء آخر، هو السعادة من خلال كسرة الخبز ذاتها، وفي ما يتعدى كسرة الخبز."
وحدّد كمال جنبلاط خمسة أشياء قال إنها تستقطب هذه الطمأنينة، توحي بها، تتنزل بها في النفس، تسير بها وبنا نحو السعادة الحقيقية.
1. الصداقة النيرة المجردة التي لا تختلف عن الحب الحقيقي بشيء، لأنها وجه من وجوهه، اذ نرى أفضل ما فينا في الآخر، ويرى هو أفضل ما فيه فينا... فاذا بالمحبة تجمع بين الصديقين، وترفع بهما، وتوحد بين مسارهما النفسي نحو الهدف، الكشف عن الحقيقة الذي يستحق وحده أن نعيش وأن نسعى إليه في هذا الوجود، اذ لا سعادة بدون الارتكاز الى حقيقة. لا سعادة تامة بدون معرفة الحقيقة الأخيرة لهذا الوجود الظاهر والباطن.
2. الحب الحقيقي أي الزواج الحقيقي، وليس هذا العقد التجاري، "متعني وأمتعك"، كما أضحى عليه وانحدر اليه مفهوم الزواج والحب في عصرنا. في الحب الحقيقي الشامل لكينونة المرأة والرجل، يصبح كل منهما بالنسبة للآخر، كالليل في مقابل النهار، وكالعقل في مواجهة القلب، وكالمعرفة في موازاة الحقيقة... يصبحان واحدا في نعيم ذاتهما المتوحدة، لأن الأحدية تكون قد استوطنت قلبيهما وتجلّت في استشراف عقليهما...
3. ووصف كمال جنبلاط العنصر الثالث الموسيقى :
على أنه ترتوي منه الحياة، لأنه نظام كل حياة، وأدب كل حياة، ولأنه يشكل لحمة وسدى كل شيء من الجزء الى الذرة، الى الانسان، الى الكون، السابحات كواكبه ونجومه وأفلاكه ومجراته، وسدمه، لأنه التناغم والانسجام المتحرك والتكامل في كل شيء.
4. واعتبر كمال جنبلاط أن العنصر الرابع التوحيد الذي قصده يتمثل في "مسلكية نظرية وعلمية لبلوغ التوحيد... إذ إن في التشتت الشقاء والأذى، وفي التوحيد الخير والسعادة، فالسعادة لا تتم بدون هذه الوحدة الساجمة المنسجمة التي تربط الأغراض بعضه ببعض.
5. وأخيرا العمل، فإن من مباهج الفكر الدنيا النشاط، وكأن الإنسان يجبر نفسه في ما يعمل، أو كأن عمله يكون دلالة إليه".

ويستعير هنا قولا للحكيم الهندي شري اتتمانندامن تريفندروم "إنما وجدتم لكي تعملوا، وظيفتكم هي العمل". ثم ينبه إلى أنه يجب أن نتنبه دائما وأبدا، وعندما يتم العمل، بأنه لا توجد ابان النشاط أية "أنا" ظاهرة تستطيع أن تدعي أنها الفاعل لهذا العمل أو الصانع لهذا الشيء، هذه الأنا تبرز بعد أن يكون تم الفعل أو الصنع لتدعي الأمر والنشاط الذي كانت غائبة عنه في حين تحققه. ليلاحظ كل منا نفسه، فيرى الحقيقة في ذلك، مشيرا إلى أن أفضل وسيلة للارتفاع إلى هذا المقام هو أن يعمل الإنسان في هذه الحياة متجردا عن فكرة الربح والخسارة.

ماهر رضوان - زمان الوصل
(145)    هل أعجبتك المقالة (159)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي