أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إلى أي درجة لا يستحي.. د.عوض السليمان*

رسم للفنان موفق قات - زمان الوصل

في أقل من أربع وعشرين ساعة قامت طائرات العدو الصهيوني بقصف مواقع لجيش الأسد مرتين متتابعتين، دون أن يحرك الأخير ساكناً. قبل انطلاق الثورة السورية، كان بشار الأسد يدعي أنه يحتفظ بحق الرد على الغارات الصهيونية، ومع أننا نعلم أنه لن يرد على الإطلاق حتى لو أخرجه العدو من بيته وأجبره على النوم في الملجأ  تحت الطاولة، إلا أنه كان يدعي تمسكه بذلك الحق.

لم يكن وزير الدفاع هو الذي يعلن حق الرد، ولا القائد العام للقوات المسلحة أي بشار الأسد نفسه، ولكن غالباً ما كان يعلن ذلك وليد المعلم، أو جهة إعلامية، بلغة أخرى كان الأسد يعلن عدم الرد في بيانه الذي يذكر فيه الزمان والمكان المناسبين لضرب العدو، بطريقة أشبه بزعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً.

اليوم لم يعد الأسد يعلق على العدوان إطلاقاً، بقي اسمه أسداً وصار فعله أرنباً، فلم يعد يتحدث عن حق رد طويل الأمد، وتوازن استراتيجي، بل أصبح لا ينبس ببنت شفة، يشد لحافه من البرد، ويغطي نفسه جيداً، ويأخذ عشرة أقراص من المهدئ خوفاً من الرد أو الحديث حول الرد.

"الرئيس" لا يستحي بالفعل، وليس في وجهه بقية من حمرة خجل، قامت الطائرات الصهيونية باستهداف جيشه، واستهداف قصره، وكرامته أيضاً، وحذرته بالاسم من أنها ستدوس رقبته الطويلة، إلا إنه لم يرد، اللهم إلا بقصف حمص وحلب ودرعا وتهجير المواطنين السوريين من أرضهم على مبدأ المثل "من لم يستطع للحمار استطاع للبردعة". فكلما ضربته "إسرائيل" وجه صواريخه إلى المدن السوريين ليقتل المدنيين العزل.

لا أدري كيف يشعر برجولته وهو يرى أن سيادته وكرامته تستباح كل حين، ومع ذلك لم يستقل، ولا نعرف رئيساً على وجه الأرض بل مسؤولاً، لعنه الناس كبيرهم وصغيرهم ولم يستقل وكأن شيئاً لم يكن. حتى الذين يلعبون الورق عندما يخطئ أحدهم برمي ورقته يسب بشار الأسد وأباه.

لا يتوقف السوريون والعرب بل والعالم عموماً عن شتم بشار في أبيه وأمه ونفسه وأهل بيته ولكنه لا يستقيل مع ذلك بل يخرج مبتسماً ليحيي شبيحته.

وصل اسم البطة الآفاق، حتى إنك تكتب في غوغل كلمة ألبتة فيصلحها إلى بطة، وتم نشر صور خليلات الرئيس في مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتحسس ولم يستقل أيضاً، ونُشرت رسائل الهوى بينه وبين وضيعات الشبيحة، وتحدث الناس عن نساء يقُدن الأسد من أذنيه، ويركبن ظهره، وبقيت وضاعته أبرز سماته.

 إنه أول رئيس في التاريخ يحكم وقد نسي كرامته في المرحاض. فلم يعد يستطيع الحصول عليها.

ألا يستحي أن يرى بشار شعبه وقد شرد في بلاد الدنيا كلها، ألا يستحي عندما يقوم ضباط إيرانيون صغار بالتحكم به وإلقاء الأوامر عليه. ماذا يشعر عندما يقول حسن نصر الله لولانا لسقط الأسد منذ زمن طويل. وكيف تكون كرامته عندما يرى أطفال سورية في مخيمات اللجوء يموتون من البرد.

ما موقفه عندما يرى أن الدنيا كلها  تحتقره، وتصنفه أسوأ من نيرون وهتلر وجورج بوش ونتنياهو ومناحيم بيغن.

أحب أن أفهم كيف يشعر الرئيس عندما يقلب المحطات الفضائية ويراها تسب أباه وأمه وتلعن أخاه وأخته وتنتقص من شرفه وشرف أهله، ويستمر في الحكم أيضاً.

بالطبع من باع بلاده نفسها للعدو، فلن يهمه أن يبيع كرامته وشرفه أيضاً.

*من كتاب "زمان الوصل"
(148)    هل أعجبتك المقالة (170)

أبو إسحاق

2015-01-30

كيف يكون شرف و كرامة لمن يرسل زوجته وحدها إلى بوتن لطلب دوام المساعدات ؟.


أمين تفات

2015-01-30

أكيد أن عائلة الأسد بالعموم لا تشعر بكرامتها، وعلى الأغلب أنها ليست سورية ..من غير المعقول ان احداً يقتل الناس بكل هذه البساطة وبرودة الدم ويكون ابن بلده.


سورية حرة

2015-01-31

عائلة الاسد أسوأ كابوس عاشه الشعب السوري و آن لهذا الكابوس أن ينتهي ,,,,إذا أردت أن ترى الحثالة بأوضح صورها فانطر إلى بشار الأسد..


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي