موسيقية سورية في كورال اسطنبول الدولي و"بكتب اسمك يابلادي" في "فيديو كليب"

بعد أن نشرت الحرب موسيقاها النشاز، تركت الموسيقية ميساء الحافظ دمشق، متوجهةً إلى بيروت، وهناك بدأت من حيث أوقفتها الحرب في الشام؛ من الأطفال، فهم حسب وصف الحافظ؛ "بكرا الذي يجب أن نبنيه"، بالتعاون مع اليونيسيف أعادت عازفة البينانو والغيتار الموسيقى إلى إيقاع مخيمات السوريين في لبنان، غنت وعزفت ورقصت مع الأطفال وأعادت إلى خيمهم الألوان، خاصة بعدما نظمت مع فنان حلبي نشاطاً يتضمن الرسم والغناء مع الأطفال في المخيمات.

ولأنها تعرفت على مواهب وقدرات واعدة بين الأطفال السوريين المقيمين في المخيمات، عزمت الموسيقية على تأسيس كورال من الأطفال الذين يتمتعون بأصوات مميزة، إلا أن الجهات التي طرقت الحافظ بابها لتمويل مشروع الكورال وضعت العصي في عجلات المشروع، فأوقفت الحافظ فكرتها لكنها لم تلغِها..

اليوم عُرفت ميساء الحافظ في تركيا، على أنها السورية الوحيدة التي تغني في كورال اسطنبول الدولي، وخلال لقاء "زمان الوصل" بالحافظ قالت الموسيقية إنها نجحت في التحدي وأثبتت أن السوريين يتمتعون بكفاءات متميزة.

وتقول الحافظ إنها في بداية قدومها إلى اسطنبول، درَست مادة الموسيقى في أكثر من مدرسة، إلى أن جمعتها المصادفة بالمسؤولة عن كورال اسطنبول الدولي، فعرضت عليها الحافظ العزف والغناء في الكورال، وبعدما نجحت في اختبار المسؤولة عن الكورال، انضمت الحافظ إلى الكورال الدولي، وحالياً هي مساعدة المديرة المسؤولة عن موسيقي الكورال.

وحسب الحافظ، فإن كورال اسطنبول الدولي يضم موسيقيين من ١٣ دولة، والهدف منه تمازج الثقافات الموسيقية بين الدول.

الحافظ أشارت إلى أن كورال اسطنبول بصدد تصوير أغنية على طريقة "فيديو كليب"، تتألف من مقاطع لتراتيل مأخوذة من الأديان المختلفة التي ينتمي إليها موسيقي الكورال، وتقول الحافظ إنها تؤدي في هذه الأغنية الأذان على الطريقة السورية كما يؤدي الأذان في ذات الأغنية موسيقي تركي، مبينةً أن مقامات الأذان تختلف بين سوريا وتركيا.

كما ستدرب الحافظ يوم السبت القادم، الكورال الدولي على غناء أغنية "لو لالي" ومقطع من أغنية "بكتب اسمك يابلادي"، في أغنية مهداة لسوريا سيتم تصويرها على طريقة "فيديو كليب"، موضحةً أنها تحاول محاورة الحس السوري الوطني بعيداً عن أي انتماءات سياسية.

ومن الحفلات المميزة التي شاركت بها الحافظ، حفلة دبلوماسية في مبنى القنصلية الهولندية، وكانت هي عازفة البيانو الوحيدة في الحفلة، مما سلط الأضواء عليها، تقول الحافظ إن السفراء والدبلوماسيين فوجئوا كثيراً عندما علموا أن عازفة البيانو من سوريا، وأنهم أهدوها تحية خاصة متمنين الخير والسلام لبلدها.

وسبق لميساء الحافظ خريجة كلية التجارة والاقتصاد، جامعة دمشق، وخريجة المعهد الموسيقي في دمشق، أن أسست في سوريا معهد هارموني للموسيقا، وعملت كمدرسة لمادة الموسيقا في عدة مدارس في دمشق.

وفي عام ٢٠٠٧ طرحت أول ألبوم غنائي لها قدمت فيه ١٣ أغنية للأطفال، كما درست الحافظ في مدرسة مخصصة للأطفال الذين يعانون من متلازمة "داون" وقدمت برنامجاُ لعلاجهم بواسطة الموسيقى.

في عام ٢٠٠٨ حصلت على شهادة من برلين، بتوعية الأطفال موسيقياً.