أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"كسر الحصار" يكلف ريف حمص الشمالي حياة 100 شخص والظروف الجوية تزيد من الموت

شتاء هذا العام هو الأصعب على المحاصرين بريف حمص، فكافة وسائل النقل البدائية عاجزة عن العمل


تواجه عملية إدخال المواد الغذائية والمحروقات والطحين والأدوية إلى ريف حمص الشمالي المحاصر، مخاطر جمّة منها القتل.

وذكر ناشطون لـ"زمان الوصل" أن قرابة 100 شخص، لقي حتفه في السنوات الثلاث الماضية من أبناء ريف حمص الشمالي، وهم يحاولون إدخال المواد الغذائية والمحروقات إلى أهلهم المحاصرين.

وأكد الناشطون لـ"زمان الوصل"، أن معظم هؤلاء قتلوا من قبل طيران النظام، وحواجز الجيش وميليشياته الطائفية المتمركزة بالقرى الموالية له مثل (المشرفة، المختارية، جدرين، الزارة، وكفرنان).

*الظروف الجوية تساعد النظام
ومن الصعوبات التي تعرقل وصول المواد الغذائية للمحاصرين بريف حمص الشمالي، الظروف الجوية، وخاصة في شتاء هذا العام.

وذكر سكان محاصرون في بلدة "طلف"،لـ"زمان الوصل"، أن شتاء هذا العام ساعد النظام في حصار أكثر من 200 ألف شخص بريف حمص الشمالي، والشمالي الغربي، مؤكدين أن كيس الطحين تجاوز سعره حاليا 10 آلاف ليرة، وكيس السكر بـ12 ألف ليرة، والبنزين بـ400 ليرة، وكيلو الخبز بـ250 ليرة سورية. 


وقال أحمد، وهو من سكان قرية "حرب نفسه" بريف حماه، ويعمل "عتّالا، قرب بحيرة سد الرستن، إن ثلوج وأمطار هذا العام، قطعت كافة طرق إمداد المحاصرين بالأشياء الضروية لاستمرار الحياة، من طحين وسكر ومحروقات. وأشار إلى أن طرق إمداد للمحاصرين ترابية وموحلة جدا وخاصة بعد الأمطار والثلوج الأخيرة، حيث لم تعد سالكة، حتى مشيا على الأقدام ولا على الحمير، لدرجة تعجز التركتورات (الجرارات الزراعية) عن الخوض فيها،حيث تعتبر الوسيلة المثلى لحمل الغذاء للمحاصرين. 
وأضاف أن بعض الجرارات غاصت بالوحول، وبعضها سقط بنهر العاصي مع حمولته من الخضار.

*الوحل للركب
في ظل انعدام وسائل النقل البدائية، بين قرى وبلدات الريف الحمصي المحاصر، غامر بعض الأشخاص، وبهذه الظروف الجوية الباردة جدا، بالتنقل مشيا على الأقدام، فماذا كانت النتيجة؟
يقول السيد عبد الرزاق وردة -مدير تربية حمص المؤقتة لـ"زمان الوصل": دفعتنا العملية التعليمية بريف حمص الشمالي للتنقل بين بلداته المحاصرة مشيا على الأقدام، وذلك أثناء تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة في النصف الأول من شهر كانون الثاني/يناير الحالي.

وأضاف وردة قائلا: وصلنا أنا وصديقي محاسب المديرية، إلى مرحلة لا نستطيع سحب أرجلنا من الوحول، حيث غاصت حتى الركب.

وردا على سؤال "زمان الوصل"، عن وسائل النقل العاملة بين الريف الحمصي المحاصر، بعد أن قطع النظام الطرق الرئيسية بين قرى ريف حمص المحرر، قال وردة: كنا نعتمد على الدراجة النارية أثناء متابعة العملية التعليمية، أو نركب الجرار الزراعي.. وفي رحلتنا الأخيرة، لم نشاهد سوى بضع حمير تعاني من الإرهاق بسبب الحمولة الزائدة، ومع ذلك رفض أصحاب "الحمير"، تأجيرنا أحدها، وبالمبلغ الذي يرغبون، لكي نتمكن من تجاوز منطقة الوحل، مؤكدين بأنهم ينقلون محروقات للأفران التي تقدم الخبز للمحاصرين.


وفي ختام حديثه لـ"زمان الوصل"، أكد وردة، المعتقل سابقا لدى النظام، والمصاب بطلق ناري بقدمه، وهو من مدينة الرستن، بأنه تعرض بالصيف الماضي، أثناء متابعته لعمله التعليمي، لعملية قنص من حاجز "الزارة" الموالي، وقد نجا من الموت بأعجوبة. 

*خسرنا آليات بـ50 مليونا
ويقول تاجر الخضار والمواد الغذائية أبو أحمد لـ"زمان الوصل" إن شتاء هذا العام هو الأصعب على المحاصرين بريف حمص، فكافة وسائل النقل البدائية عاجزة عن العمل بهذا الشتاء القاسي، والذي خرّب كافة الطرق التي أسسناها سابقا.

وأشار أبو أحمد، الذي لم يعد يهاب قصف النظام، إلى أنهم فقدوا، هو 
وزملاؤه التجار خلال سنوات الحصار حوالي 100 شخص يعملون معهم كعمال، إضافة إلى آليات بقيمة 50 مليون ليرة، بعضها تزحلقت وسقطت بنهر العاصي نتيجة الأمطار، وبعضها دمّر نتيجة استهدافها بقذائف حارقة من حواجز النظام.

ماهر رضوان - زمان الوصل - ريف حمص
(110)    هل أعجبتك المقالة (130)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي