أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

العرب السنة ..كلمة السر.. محمد مالك


ان المراقب للاوضاع الجارية في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا يلحظ وجود مكونين متضادين: مكون معتدل مسالم و آخر متطرف عنيف. يتكون المكون الاول من العرب السنة. بينما يتكون المكون الآخر من العلمانجيين و الشيعة و العلويين و المجوس و النصارى و الصابيئن و الكرد و ما ترك السبع و معظم الانظمة الرسمية.

و يلاحض ان المكون الاول يتعرض لضربات متتالية من اصحاب المكون الثاني بصورة تشير بكل وضوح لاستهداف ممنهج يرمي في نهاية المطاف الى تفتيت اصحاب هذا المكون و هم الكتلة السنية (العرب السنة ).

و لعلي ابرز في النقاط التالية الاطراف التي تستهدف العرب السنة مع ابراز الشواهد التي تؤيد ما اذهب اليه:

اولا ترى تلك الدولة الخليجية الكبرى التي سبقت الاشارة اليها ان اي تجمع عربي سني يجب ان يكون تحت عبائتها و الا فلا. فلا تقبل باي تجمع سني خارج اطار فهمها للاسلام كما انها لا تقبل باي تجمع عربي قومي قد يهدد زعامتها. و قد راينا كيف تمت ازاحة عبدالناصر و صدام بعد تالق نجمهما. اما الان فنرى كيف تحارب الاسلام السياسي بكل ما اوتيت من قوة. ذلك لانها تريد ان تبقى زعيمة هذه الكتلة من العرب السنة. بناءا على ذلك فهي لا تتورع عن التحالف مع اي كان لاجهاض مثل هذا التجمع. و قد راينا مثلا كيف ساعدت الحوثيين للسيطرة على اليمن للتخلص من الاسلام السياسي هناك المنافس لايدلوجيتها. نرى ايضا انها تدعم (من تحت الطاولة) العلمانجيين و الشيعة و النصارى و الصابيئن و الكرد وغيرهم من الشراذم المتعصبة لكي يشكلوا حجر عثرة امام بروز او تكون اي تجمع عربي (سني او قومي). و قد هيات لتحقيق ذلك كل امكانياتها: خذ مثلا الهبة المالية للجيش اللبناني و التي هي في حقيقة الامر لتقوية الجيش (المكون من غالبية مسيحية) ضد اي قوة سنية (طبعا الشيعة لهم جيشهم الخاص بهم!). خذ مثلا اخر كيف تدافع الماكنة الاعلامية لهذه الدولة عن كل مكون باستثناء العرب السنة؟ دفاعها عن المالكي سابقا و العبادي حاليا الكرد كوباني الخ؟ايضا الضيوف الذين تستضيفهم فهم في غالبيتهم من هذه النوعية في حركة مقصودة لتهميش العرب السنة؟ بل يصل الحال حتى الى استخدام اللهجات العامية (السوقية) و العزوف عن استخدام اللغة الفصيحة.

ماذا عن موقفها الفعلي من سوريا و الماساة هنالك؟ ايضا تتخوف هذة الدولة من ان يؤدي التغيير الى المجيء بنظام سني مدعوم من تركيا ينقل العدوى اليها في نهاية المطاف. لذلك فهي غير متحمسة للضغط على الدول الغربية لدعم الثوار المعتدلين. و كل الدعم الذي قدمته هو مجموعة من البطانيات تستطيع اية دولة اخرى ان تقدمه. 

و الحقيقة ان هذه الدولة لا تعتبر ايران عدوا لها لان ايران لا يمكن ان تنافسها على زعامة العالم السني بينما يمكن ان تاتي المنافسة (العدو) من العالم السني. لذالك تشن ماكنتها الاعلامية هجوما كاسحا على تركيا مثلا لانها المنافس المحتمل!

ثانيا ايران. هناك صدام حضاري بين العرب و الفرس بدا منذ ما قبل الاسلام و قد ادى هذا الصدام الحضاري الى نشوء عداوة و كراهية بين الطرفين وبعد الفتح الاسلامي (او الاحتلال العربي) لبلاد فارس ازداد الفرس حقدا على العرب باعتبارهم احتلوا بلدهم و قضوا على حضارتهم و بدءوا يكيدون لهم من تحت غطاء الاسلام فاخترعوا التشيع (و هو ديانة اكثر منه مذهب) و صاروا يتحالفون مع اي جهة معادية للعرب السنة.

ثالثا بعض الاقليات والطوائف. حيث يكن بعض هذه الشراذم كره و حقد شديدين للعرب السنة. فالشيعة يعتقدون ان السنة مسؤلون من مقتل احد ائمتهم (حسين بن علي) عندما خرج على معاوية بن ابي سفيان. فالشيعة في ايدولوجياتهم يعتبروا ان العدو الاول و الاخير لهم هم السنة.
 اما المسيحيون فيكرهون العرب السنة لانهم يعتقدون انهم يمثلون الاسلام الذي جاءهم من جزيرة العرب و احتل ارضهم و قوض اركان ديانتهم بعقيدة مخالفة. الكرد (او الاكراد) يكرهون العرب السنة بدافع عنصري لا اكثر.

رابعا الغرب. هنا نتكلم عن صراع حضاري فهناك تاريخ حافل بالحروب بين الغرب الصليبي و الشرق الاسلامي (اشير هنا الى الفتوحات الاسلامية و الحروب الصليبية) و لذلك تحرص الدول الغربية دائما على ابقاء العرب السنة متاخرين و ذلك عن طريق ابقائهم محكومين من قبل ديكتاتوريات فاسدة مستبدة اما لذا ما حاول اي نظام سني الخروج من عنق الزجاجة و التقدم خطوة فالخيار العسكري جاهز. و قد راينا مثلا كيف خلقت المبررات لاسقاط نظام صدام السني العربي لمجرد انه ربما كان يفكر بالحصول على اسلحة كيماوية او غيرها في المستقبل بينما احجم الغرب عن فعل اي شيء للنظام العلوي قي سوريا رغم كل ما ارتكب من جرائم و ذلك لان الاية معكوسة هنا فالنظام علوي و الضحية عربي سني بينما في العراق النظام سني عربي و الشعب في اغلبيته شيعي كردي. مثال اخر تدخلهم بتحالف دولي و مناحة اعلامية عالمبة لانقاذ اربيل و كوباني عندما اقترب منهما المسلحون بينما لم يحركوا ساكنا عندما احتلت الموصل ثاني اكبر المدن العراقية (تصوروا لو كانت البصرة مثلا). 
مثال ثالث هو الشعب السوري (العربي السني) الذي يتعرض لمجزرة يومية منذ اربع سنوات. هل لو كان الشعب السوري مسيحيا او شيعيا او اية طائفة اخرى هل كان ليترك وحده هكذا؟ 

الغرب ينظر الى العرب السنة باعتبارهم العمود الفقري للعالم الاسلامي الذي يعتبرونه عدوهم الحضاري و التاريخي لذلك لا ينفكوا يتآمرون عليهم و يتحالفون مع الاقليات الاخرى كالشيعة الذين لا يشكلون اي تهديد للغرب و سجلهم نظيف تماما. بل على العكس من ذلك فالتاريخ يذكر حالات من التحالف الشيعي الغربي ضد المسلمين (السنة) كما حدث مثلا ايام الدولة الصفوية و التحالف الشيعي الايراني الفربي عند احتلال العراق فالمصالح متبادلة!
انظروا مثلا الى (المسلسل المكسيكي الممل) المتمثل بالمفاعل النووي الايراني. فالغرب يتفاوض و يقدم الاغراءات لايران منذ اكثر من عشرين عاما بشان مفاعلها النووي و لكنه لم يتحدث مطلقا عن الخيار العسكري او الفصل السابع. قارنوا ذلك بالموقف من العراق ايام صدام مثلا.
و الحقيقة ان الغرب لا يعتبر ايران عدوا. فهي عدو عدوهم (العرب السنة)! 

خامسا المتطرفين من العرب السنة. حيث يقوم هؤلاء بتشويه صورة الاسلام المتسامح و اعطاء المبررات للاخرين للهجوم على الاسلام و بالتالي الهجوم على العرب السنة معتقدين بان هؤلاء المتخلفين يمثلون العرب السنة. 
سادسا اسرائيل. و عداؤها للعرب السنة غني عن الوصفز حيث اذاقتهم و ما تزال الويلات و تسببت بالكثير من كوارثهم.
سابعا العرب السنة انفسهم! فالعرب السنة ليسوا فقط مستهدفين بل هم ايضا مساكين و ذلك للا سباب التالية:
اولا عدم وجود زعامة او مرجعية سياسية او دينية تجمعهم او تتبنى حقوقهم خصوصا بعد ان اصبحوا اقلية وسط هذا البحر المتلاطم من الكراهية و الحقد الدفين.
ثانيا انخراطهم بشكل غبي و ساذج في تنفيذ مخططات الاعداء. انظروا مثلا الى بعض العشائر السنية في العراق حيث تقوم بالتضخية بابنائها و القتال جنبا الى جنب مع المليشيات الطائفية العفنة بعد كل ما فعلته و تفعله بالسنة من قتل و تهجير و اغتصاب! فلماذا لا تقف على الحياد على الاقل و تترك الحكومة و الغرب يتعاملوا مع هذا الوضع الذي تسببوا به بعد احتلال العراق؟

في سوريا ايضا تقوم بعض فصائل المعارضة بالقتال مع المليشيات الكردية العميلة للنظام! حيث تركت هذه الفصائل النظام يفتك باخوانهم في حلب و حمص و حماه و غيرها و هبوا للدفاع عن كوباني الخالية من المدنيين اصلا.

ثالثا تسامح العرب السنة المبالغ به تجاه الاقليات الاخرى مما ادى الى تماديها في التآمر. حيث كان يجب على العرب السنة فرض عقد اجتماعي يحدد العلاقة مع الاحرين على اساس لكم دينكم و لي دين. فهل من المعقول مثلا ان يترك العلويون في سوريا يسيطروا على الجيش و الامن و المخابرات و الاقتصاد و السياسة الخ في بلد يشكل العرب السنة فيه 85 بينما لا يتجاوز العلويين السبعة بالمئة؟

اخيرا تناقض العلمانجيون و القومجيون العرب مع انفسهم. حيث انهم يهاجمون السنة بحجة مهاجمة الاسلام ولكنهم لا يتورعون عن خلع رداء العلمانية و الجلوس في حضن زعيم معمم في دولة شيعية كلما دعتهم تلك الدولة لحضور مؤتمر ما. كما ان القومجيون العرب لا يتورعون عن الاشادة و التفاخر بكل القوميات باستثناء القومية العربية!

ختاما يجب ان لا يفهم من كلامي هذا انني ادعو الى الانغلاق و التعصب. بالعكس فالاسلام بالمفهوم القرآني الذي اؤمن به يشمل جميع البشر (الذين آمنوا و عملوا الصالحات). و آيات القرآن واضحة في الدعوة للعيش بسلام و محبة بين افراد الجنس البشري (و الحيواني ايضا).





مشاركة لـ "زمان الوصل"
(153)    هل أعجبتك المقالة (162)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي