تعتبر الرحلات البحرية الطريق الأرخص والأسهل الواصل بين تركيا و"أرض المعياد الأوربية"، ولكن قدوم فصل الشتاء يفرض قوانين خاصة على صفقات التهريب التي تتخذ من المياه الإقليمية معبرا لها.
*إيطاليا تُغرق سفن التهريب
يحكي الشاب ماهر إنه عمل طوال فترة الصيف الماضي في معمل للأواني في اسطنبول، ليجمع مبلغاً يمكّنه من الهروب إلى أوروبا، إلا أن ماهر لم يكن يعلم أن أسعار التهريب تتضاعف خلال فصل الشتاء.
وبعد سؤاله لعدة مهربين حصل ماهر على أفضل سعر للتهريب البحري خلال الشتاء، وهو 6500 دولار.
ويروي تفاصيل الرحلة مبيناً أنه يتم تجميع المسافرين من مدينة "مرسين" أو "أزمير" التركيتين، لينتقلوا بعدها إلى المياه الإقليمية في عبّارات النقل التركية، إلى أن يصلوا إلى المياه الإقليمية، حيث ينزلون من العبّارات ليركبوا السفن التي ستقلّهم إلى إيطاليا.
ووفق سمسار لأحد المهربين، يدعى حمزة، فإن هؤلاء (المهربين) يختارون لهذه الرحلات سفنا قديمة، تبدو كأنها غير صالحة للاستخدام سوى لمرة واحدة وأخيرة، لأن خفر السواحل الإيطالي غالباً ما يقوم بإغراق هذه السفن فور وصولها إلى الشواطئ الإيطالية.
يضيف حمزة: لا يصعد المهرب أو أي من رجاله على السفينة، بل يكتفي المهرب بإرشاد أحد الركاب حول كيفية قيادة السفينة.
ويتابع: لذلك لايهتم المهرب إن كانت السفينة آمنة أو لا.
ووفق السمسار حمزة، فإنه غالباً ما يحتج المسافرون على قِدم السفينة، ولكن بعد وصولهم إلى المياه الإقلمية، يضطرون إلى الركوب.
*"الصفقة"
بحث ماهر عن وسيلة أخرى للتهريب تكون أكثر أماناً من السفر بحراً بعدما علم بتفاصيل خطورة الرحلات في البحر، فأخبره المهرب عن "الصفقة" التي تصل تكلفتها إلى 16ألف يورو، وهي تعتمد على تقديم رشوة لضباط في أحد المطارات الدولية.
وحسب ما علم ماهر، فإن ارتفاع تكلفة الصفقة نابع من كونها وسيلة مضمونة وسهلة وآمنة.
*"الشبيه
يعمل الشاب عمر مساعدا لأحد المهربين الأتراك، كونه يتكلم اللغتين الإنكليزية والفرنسية بطلاقة، ومهمة عمر حسب وصفه تقتصر على إجراء صفقات مع الأوروبيين الموجودين في تركيا والذين يبيعون جوازات سفرهم لاستخدامها من قبل سوري يشبه صورهم الموجودة على الجواز.
ووفق عمر فإنه يتفق مع الأوروبيين الذين يشتركون معه في عمليات "الشبيه"، على التبليغ عن سرقة جوازهم فور وصول السوري مستخدما الجواز إلى البلد الأوروبي.
ويقول عمر، إن الأسعار تبدأ من 6 آلاف يورو، ويرتفع سعر جواز "الشبيه" حسب رغبة صاحبه، حيث يحصل هو على النصف ويقتسم عمر والمهرب الباقي.
ويقول عمر إن المهرب الذي يعمل معه، كان يساعد في تهريب السوريين في رحلات سياحية إلى أثينا، إلا أنه في فصل الشتاء لا يُنصح بالهروب عن طريق الرحلات السياحية، وذلك لأن عدد المسافرين فيها بات قليلا جدا، ما يحفز الشرطة على تفحّص المسافرين وبالتالي يسهل كشف السوريين ويتم إرجاعهم من حيث أتوا.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية