"لا رغبة لي في كتابة أيّ شيء، أنا متعبة بإنسانيّتي، لا بعروبتي. البارحة اجتاحني صقيع اليأس من هذه الأمّة ... البارحة بكيت".
هكذا علّقت الروائية الجزائرية المعروفة "أحلام مستغانمي" على ما يجري للاجئين السوريين في خيم اللجوء على وقع العواصف الثلجية والصقيع والموت برداً، فالعاصفة الثلجية "زينة" اختارت الليل–كما تقول- لـ"تلقي بحمولتها من الثلوج على من لا يملكون للاحتماء منها سوى خيمة من قماش".
وأضافت مستغانمي:"حينما شاهدتُ النساء على التلفزيون منهمكات في الاستعداد للعاصفة بإحاطة خيمتهن بالحجارة كي لا تقتلعها الرياح العاتية. أدركت ليلاً وأنا أستمع لزمجرتها خلف نافذتي، أنّ كلّ تلك الخيام غدت غنيمة للعاصفة، وأنّ أخبار الصباح ستحمل لنا صوراً لأطفال ونساء كفّنهم الثلج بعيداً عن وطنهم سوريا".
وأردفت صاحبة "فوضى الحواس" بحس إنساني راق: "استحيت من امتلاكي سريراً ومدفأة وثياباً صوفيّة، أحسستُ بترف أن يكون لي سقفاً وباباً، وبراداً فيه زادي اليومي من الحليب. ولا حليب لأطفال النازحين الرضّع الذين إن لم يقتلهم الجوع قتلتهم أمراض الشتاء، وغادروا هذا العالم مع فوج المتجمّدين صقيعاً في العراء".
وطلبت "أحلام مستغانمي" في ختام منشورها على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" من سوريا "الكبيرة النبيلة الشفافة المضيافة"- كما أسمتها أن تسامح من خذلها: "سامحينا يا غالية .. كم كبرتِ في عين التاريخ وكم صغرنا".
فارس الرفاعي- زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية