السوري الأسمر في لبنان!

نشرت صحيفة "النهار" اللبنانية مقالاً لشاب يدعى حسين حزوري تحت عنوان "الحمرا ما عادت لبنانية… التوسّع السوري غيّر هويّته" ونرد على المقال الذي لا يخلو سطر فيه من العنصرية الواضحة والتمييز العرقي.
هناك سؤال يؤدي بنفسه إلى إجابة وهو كيف للدولة اللبنانية أن تنخرط في حرب العنصريين من أتباع حزب الله في حرب قذرة ضد الإنسان ولا شيء سوى الإنسان؟، يقول الياس خوري في مقال نشرته القدس العربي "الآن صار بوسع اللبنانيين أن يفخروا بأنهم ينتقمون من بؤسهم بفرض البؤس على البؤساء. افتخروا أيها الحمقى صار بإمكانكم ان تعطوا الفيزا، وان تذلوا طالبيها. هذا هو انتقام الجبناء".
سؤال آخر: كيف تسمح الصحافة اللبنانية لنفسها الانخراط في القذارة نفسها التي انخرط فيها السياسيون وراء حزب الله في حربهم العنصرية والطائفية ضد الإنسان ولا شيء سوى الإنسان؟!، أوليس الأقل عيبا أن يعترفوا بسمرة صحافتهم المائلة للصفرة.
حسنا نحن سمر يا حسين، من لون هذا الذهب المقمقح على سهول أرض الستة آلاف عام من الحضارة لا نشبه ظلام ليلكم الذي فرغتموه من أضواء الميلاد حين اغتلتم مساجد وكنائس دمشق مرتين ولا عمامة سيدكم ولا نشبه بياض هتلر النازي ولا رايات سلامكم الذليلة مع مجرمي العصر ولا نحن يا حسين مخططون كحمار وحش له في كل يوم موقف يتغير ويتبدل حسب صفقات دون الحد الأدنى من الأخلاق
التي تعارف عليها الآدميون.
ما ذنب السوريين يا عزيزي العنصري إن كانت الحضارة تلحقنا أينما ذهبنا تطغى وتعم المكان أضواء ميلاد مدن جديدة، لقد بعثنا الحياة ببلدان اللجوء التي نفينا إليها، جعلناها تزدهر صار فيها صناعات وتجارة ومحلات وثقافة ومطاعم بنكهات دمشقية، أنقذناكم من تدهور اقتصادي حسب خبراء، لم تحاول لمساتنا السحرية متعمدة صبغ أو طمس لونكم الأبيض الخالي من علامات التاريخ وسطوره ولو أنها فعلت، فما ذنب مطعم الفاروق إذا ترك اللبنانيون مطعم مربوطة وحجوا إليه؟!، وما ذنب اللكنة الدمشقية في جمالها وطغيان روعتها، وما ذنب الشاب الأسمر إذا راق لصبايا لبنان الجميلات؟!.
الحمرا ليست مريضة، ولم تغب ملامحها، الحمرا تحاول استعادة عافيتها فأمست تشبه أختها الدمشقية، نحن سنبقى ننزل إلى الحمرا لنعطيها فرصة بناء نفسها لنرسمها لوحة تشكيلية تشبه أختها الدمشقية بأصالتها، سيبقى الخمسون مقهى ومطعما الذين تم استحداثهم بعد الثورة ملتقى للفنانين والمثقفين والحقوقيين والأطباء وجلسات الحوار السورية اللبنانية.
نحن باقون يا حسين ونتمدد ولكن ليس بالمعنى المتجرد والمتطرف الذي علمك إياه من تشبههم، ولكن مكتوب على العالم أن يشبه دمشق. وعليك إن كنت جادا في القلق على الحمرا أن تطالب بنقل سفارة قاتلكم وأبيه من شارع المقدسي إلى الضاحية الجنوبية، وعليك أيضا أن تقلق من قيام حزبك باحتلالها كما فعل في الألفين وسبعة.
لا أخفيك يا عزيزي حسين أني حين قرأت مقالك تخيلتك أبيض آريا "شق اللفت"، ولكن لما رأيت صورتك عرفت لما قررت ميا خليفة العمل كممثلة أفلام إباحية في أمريكا ولا أستبعد أنها هربت من أمثالك السمر الذين ينتقدون سمراوات بلدهم، دعني أحاول مصالحتك مع نفسك على أمل شفائك من عقدة الريف الذي أتيت منه مهديا اياك أغنية الفنان السوري الملتزم فهد يكن، علك تقرأ قليلا من التاريخ وتعتذر...
ولاد الأرض السمرة ضحكتهم فوارة تطليعتهم حرة وجبتهم منارة
مهما عريو وجاعو ومهما بليلن ضاعو
عمرن ما بهونوا وعمرن ما بينباعو
هني الشجر الواقف وصامد بالأرض الدوارة
ولاد الأرض السمرة هني اليوم وبكرا
بايديهن فرح الإنسان وبعيونن غضب البركان
ولاد الأرض السمرة بضلو بالأرض عنوان الحضارة
نبيل شوفان مشاركة لـــ"زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية