تعرضت بعض السدود في محافظة درعا منذ عدة سنوات, لبعض الانزلاقات والتشققات ما أدى إلى خروجها من دائرة الاستثمار وتقلص المساحات المروية المستفيدة منها وبالتالي إلى تراجع الإنتاج الزراعي في الأراضي المحيطة لها.
ولمعالجة أوضاع هذه السدود وإعادة تأهيلها من جديد واستثماره في ري بعض المشاريع الزراعية عمدت وزارة الري إلى صيانتها وترميمها عن طريق تلزيمها إلى بعض شركات القطاع العام المنفذة لمشاريع المياه وسنحاول في هذا الموضوع تقديم صورة شاملة عن واقع تلك السدود والصيانة التي تتم فيها حالياً مع عرض أسباب التأخير في إنجاز الكثير من أعمال الترميم وفق البرامج المحددة لها وذلك من خلال المعلومات التي لدينا وكذلك المعلومات التي رصدناها خلال الزيارة الميدانية لوزير الري لتلك السدود أواخر شهر حزيران من العام الحالي.
سد الشهيد باسل الأسد
يعتبر هذا السد من أكبر سدود المحافظة. حيث يبلغ حجمه التخزيني 20 مليون متر مكعب من المياه, وتروي شبكته 1800 هكتار, وباشر فرع مؤسسة الإنشاءات العسكرية بدرعا وهو الجهة المنفذة بصيانته بتاريخ 28/10/2007 بتكلفة تقديرية تبلغ 135,817 مليون ل.س وبمدة عقدية تصل إلى 730 يوماً وقد أوضح المهندس يعقوب الجنادي مدير فرع الانشاءات العسكرية بالمحافظة في حديثه أمام وزير الري خلال جولته على السد يوم 18 من شهر حزيران أن نسبة الإنجاز في مشروع ترميم السد المذكور بلغت41% .
وتضمنت الأعمال المنجزة 97% من حفريات المفيض وحفريات خطوط صرف المياه الراشحة بالإضافة إلى تمديد كامل القساطل والردميات الحجرية للوجه الأمامي, وقد برر مدير فرع الجهة المنفذة التأخير في إنجاز بعض مراحل العمل حتى الآن إلى وجود كميات كبيرة من المياه في بحيرة السد التي حالت إلى الآن دون تحرك الآليات وتنفيذ إجراءات الصيانة.
تأهيل سد غدير البستان
ويأتي هذا السد في المرتبة الثانية بالمحافظة من حيث سعته إذ تبلغ طاقته التخزينية 10 ملايين م3 من المياه وتروي شبكته 900 هكتار من أراضي نوى والناصرية وغيرهما, ويقوم مشروع سدود المنطقة الجنوبية التابع للشركة العامة للمشاريع المائية بإعادة تأهيله وصيانته منذ تاريخ المباشرة في 4/7/2007 بتكلفة عقدية تقدر ب 279,681 مليون ل.س على أن تنتهي كافة أعمال الترميم في 3/7/.2009
وكشفت المعلومات التي أدلى بها المهندس جورج ابراهيم مدير مشروع سدود المنطقة الجنوبية أثناء زيارة وزير الري الأخيرة للسد بأن نسبة الإنجاز في أعمال صيانة السد تبلغ 18% .
ويعود السبب في تأخير الأعمال وتدني نسبة الإنجاز إلى موسم الأمطار الذي أعاق حركة الآليات مدة أربعة أشهر إلى جانب التأخير بتوريد بنود الردميات من فلاتر وحجارة التي تشكل نسبة 69% من القيمة الاجمالية للعقد لفترة تزيد على 8 أشهر.
وفي سد تسيل
وكانت المحطة الثالثة في جولة السيد وزير الري المشار إليها آنفاً في سد تسيل حيث أظهرت المعلومات التي قدمها المهندس موسى الحريري مدير فرع الشركة العامة للمشاريع المائية بدرعا وهي الجهة المنفذة لمشروع صيانة السد أن نسبة الإنجاز تبلغ حتى الآن 70% من قيمة العقد الإجمالية البالغة 75,521 مليون ل.س وقد انتهت المدة العقدية المقررة لإنجاز مشروع صيانة السد في الشهر الثاني من العام الحالي.
وبرر المهندس الحريري التأخير بوجود مياه مخزنة في بحيرة السد حالت دون تنفيذ بعض الأعمال المطلوبة على حين برره المهندس محمود الكعر مدير الموارد المائية بدرعا بنقص الآليات الهندسية لدى الجهة المنفذة ويذكر هنا أن الطاقة التخزينية للسد هي 6 ملايين م3 ويروي حين استثماره 600 هكتار.
صيانة سد عدوان
وهو من أصغر السدود التي تتم صيانتها حالياً. إذ لا تتجاوز طاقته التخزينية 5 ملايين م3 وتروي شبكته 580هكتاراً وتم التعاقد مع فرع الشركة العامة للمشاريع المائية بدرعا لصيانته وإعادة تأهيله من جديد خلال مدة عقدية قدرها 500 يوم بدأت منذ 27/2/2008 بكلفة 65 مليون ل.س تقريباً, إلا أن الجهة المنفذة لم تقم حتى الآن سوى بتنفيذ بعض الحفريات في مفيض السد. وأفاد مدير المشروع أن السبب في ذلك يعود لعدم توافر عارض يتولى توريد المواد اللازمة لأعمال الصيانة في السد مع العلم بأن الجهة المنفذة قامت بالإعلان عن توريدها عدة مرات.
أخيراً
وعلى الرغم من أهمية زيارة السيد وزير الري إلى مواقع السدود التي تتم صيانتها حالياً في تسريع عمليات الإنجاز وتذليل الصعوبات التي تعترض سير العمل فلابد من الاعتراف بأن مشاريع إعادة تأهيل السدود المذكورة قد تأخرت كثيراً, كما أن قرارات وزارة الري المتعلقة بإصلاح هذه السدود وإعادة تأهيلها قد تأخرت أيضاً فعلى حين أن أغلب الانزلاقات والتشققات في بعض السدود المذكورة قد حصلت منذ عام 2004 فإن التعاقد على معالجة تلك التشققات لم يبدأ إلا بعد مرور سنوات عليها ما أ دى إلى هدر كميات كبيرة من المياه وخروج مساحات كبيرة من أراضي المزارعين بالمنطقة من دائرة الاستثمار لعدة سنوات وتكبيدهم المزيد من الخسائر المادية, ترى هل تأخذ توجيهات وزير الري الخاصة بتسريع أعمال الصيانة في سدود درعا وإنجازها وفق البرامج الزمنية طريقها للتنفيذ على أرض الواقع ?.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية