جورج قرداحي وبحبك يا حمار.. عدنان عبدالرزاق*

ليس من رابط البتة، بين الإعلامي جورج قرداحي، الذي أحسده على مهنيته، وبين أغنية المطرب الشعبي سعد الصغير "بحبك يا حمار" لكني ملزم بعنوان لمقالتي من جهة، ووجدت في ربط الحمار مكان ما يريد قرداحي عامل جذب، من جهة ثانية.
أما لماذا هذه التوأمة بين حمار سعد الصغير وتاريخ جورج قرداحي، فربما تعود لصدمتي بما قاله الإعلامي قرداحي على شاشة الممانعة الفضية "المنار" حول شأن يخصني أكثر منه ومن حزب الله صاحب دكان المنار، "هناك دول لا تستحق الديمقراطية، وسوريا كشعب لا يمكن أن يحكم إلا بنظام كنظام بشار الأسد".
وأعطي لنفسي حق النقد وبعض التفنيد، ليس من المبدأ الديمقراطي الذي اختبأ قرداحي خلفه، فحرم السوريين من حقهم بالديمقراطية وتداول السلطة وتوزيع الدخل، وتركهم لخيار أعرج ديكتاتوري وكأن لسان حاله يقول: السوريون ليسوا من النضج ما يكفي ليمارسوا الديمقراطية، والحل القمعي والشكل الديكتاتوري، هو الأنسب وربما الوحيد الذي يصلح لهم ويمارس عليهم.
بل -حقي– من قبيل تصويب خطأ انطلى على أعلام إعلاميين كقرداحي ويسوق لتأصيله كثر من إخوة "سورا ربينا" في لبنان التعددي الديمقراطي الذي تليق لشعبه كل أشكال الحريات بما فيها المثلية وطلاء الأظافر بالأسود وخرز الشفاه وأجفان العيون، بمسامير تقلع عين كل حاسد آثم.
قصارى القول: ربما لم يقصد الإعلامي النجم أن الشعب السوري غير مجهز بعد ليعش بحرية وكرامة، لأن نظرة سفير النوايا الحسنة ليست من الدونية للبشر فما بالكم بشعب أخ وشقيق، وأكاد أجزم أن صاحب "الميركس دور" يعي أن الديمقراطية ممارسة وتراكم ويبدأ تطبيقها وشرعنتها من أعلى، كما شطف الدرج تماماً، وكل مافي الأمر أن منقذ "ال بي بي سي" ونقطة ارتكاز "مونتي كارلو" في السابق، كساه الحرج في استوديو ممانع، فنطق كفراً لإرضاء الحزب الناشر ليقينه وهو الحقوقي، أن الشعب السوري في موقع "الجمل الطايح" وليس من مدافع لمقتول، متناسياً شق تخصصه الثاني السياسي أنه "من سره زمن ساءته أزمان".
نهاية القول: ليست المرة الأولى، والأرجح لن تكون الأخيرة، التي يساهم الأشقاء في لبنان وموظفو إعلامه في تشويه قضية السوريين، فيغرقون في نتائج ما آلت إليه ثورتهم، والتي سيقت إليها غصباً، من الأشقاء وأصدقاء الشعب السوري، بعد أن عزف نظام الأسد الوريث على ثلاثية الأسلمة والتسليح والتدويل، فتوحد الجميع على دفن آخر ثورات الربيع العربي في عاصمة الأمويين، قبل أن تتطاير شررها لقوائم عروش من تدفع للقرداحي وأمثاله الآلاف ليربح سواه المليون.
أما بالنسبة لمحبة الحمار، فليس شرطاً لأنه مطواع يسير أنى يريد ممتطيه، أو لأنه يطاطئ ويهدل أذنيه ولا يرى أبعد مما ترسمه سياط قائده، بل يكفي أنه حمار وله من الأسماء "أبو صابر وابن شنة وابن دلام وأبو زياد والجورف -العرد -العكموس -العمكوس -الكسعوم -المكراف -النخة -الكباص -العلج -الفيدار -الجلعد -الأخطب -الصعل -الصلصل -المصلصل -الصلاصل -الهمهيم -الدبل -النهاز -الكندر والكندير والكنادر -القلح -القلو -المعضض -المحلج –المحلاج" ... حتى يُحَب ويدافع كثر من الحمير عنه.
*من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية