اكتشفت البعثة الأثرية السورية ـ السويسرية المشتركة العاملة في موقع قصر الحير الشرقي في البادية التدمرية الاجزاء المتبقية من احدى الواجهات المهمة للقصر الصغير الذي بناه الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك.
وأكد الدكتور دينس جينيكان رئيس البعثة عن الجانب السويسري والمهندس وليد أسعد رئيس البعثة عن الجانب السوري أن الواجهة المكتشفة التي يعود تاريخها الى نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن الميلادي تحمل عناصر زخرفية جصية شبيهة بواجهة قصر الحير الغربي المنقولة الى متحف دمشق الوطني كما إنها تضم محاريب وسلسلة من النوافذ خلفها فراغات معمارية من غرف وغيرها مبنية بطوب اللبن منفذة بدقة فنية عالية ما يدل على أهمية المبنى ونوعيته.
وأعرب رئيس البعثة عن الجانب السويسري عن اعتقاده ان هذا المبنى استخدم من قبل الخليفة هشام بن عبد الملك قبل أن يصبح خليفة ويجعله قصراً صغيراً وقام بعدها بإنشاء القصر الكبير الذي يعتبر برأيه مدينة مصغرة تضم مسجداً ومعاصر زيتون ومخازن للحبوب وبضائع وحمامات وبستاناً كبيراً وأقنية للسقاية والكثير من المساكن الموزعة حول القصر حيث تحمل هذه المدينة كل الخصائص المعمارية والتخطيط المدني الواسع مؤكداً أن موقع قصر الحير الشرقي بمجمله له أهمية بالغة في الحضارة الأموية وحكمها في منطقة بلاد الشام كما يظهر الحضور العسكري والاقتصادي والزراعي لسلطة الخليفة من خلال اختياره هذا الموقع عاصمة مؤقتة لإقامته مع حاشيته من أجل الالتقاء بالقبائل العربية التي تنتشر في المنطقة وتتنقل بين بلاد الشام والجزيرة العربية والعراق.
وأكد الدكتور جينيكان ان البعثة ستعمل في مواسمها القادمة بالكشف عن مبنى آخر مطمور في الموقع لم تعرف ماهيته بعد، مشيراً الى أهمية هذه المنطقة التي تعتبر موطن الحضارة ومركزاً سياسياً وعسكرياً مهماً في البادية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية