لو أن المعركة ضد الشبيحة اعتمدت على مبدأ العين بالعين الذي تنبه إليه ثوار حماة مؤخراً، لاختلفت موازين القوى على الأرض، ولسقط نظام الأسد منذ أمد بعيد.
ومبدأ العين بالعين الذي أعلن عنه في حماة يقضي بأن يقوم الثوار بقصف المناطق الحيوية التابعة للأسد وشبيحته، والاعتماد على قطع الكهرباء والماء عن الأحياء والقرى الموالية للأسد، بحيث يتم القضاء على الرفاهية التي يوليها الأسد لشبيحته.
ويهدف الأسلوب العسكري الجديد لإجبار أتباع الأسد على إطلاق سراح مئات المعتقلات من نساء السنة، والتوقف عن اعتقالهن وإهانتهن.
أؤكد أن الثوار في سورية عموماً قد تأخروا في فرض هذه المعادلة على العدو، والتي كان يجب أن يتم تنفيذها منذ أربع سنوات كاملة. ولقد نادينا بذلك مراراً، خاصة بنقل المعركة إلى الساحل الذي يزود الأسد بالشبيحة والسلاح وبالجريمة أيضاً.
تقوم طائرات الأسد بقصف المدن السنية وتدميرها وترويع أهلها، بينما تتنعم القرى العلوية بالرفاهية التامة والمدارس والمساعدات المالية والعينية، وتُطلق أيديهم في النهب والسلب كيف يشاؤون، ولهذا كان من الطبيعي أن يحاول الثوار القضاء على تلك الرفاهية أو بالأحرى العربدة على حساب الدم السوري. فإذا توقفت الميزات التي يتمتع بها شبيحة الأسد، فإنهم سيعيدون حساباتهم ألف مرة قبل أي تصرف قد يقطع عنهم الكهرباء والماء ومواد التدفئة، وما أسهل أن يتخلى مثل هؤلاء المجرمين عن سيدهم إذا تعرضت مصالحهم لخطر كما حدث في الفترة الأخيرة في بعض مناطق جبلة والقرداحة.
من غير المعقول أن تدور الحرب والإبادة في قرى السنة، بينما يشعر الساحل بالأمن والهدوء والاستقرار، ومن غير المعقول أن يتوجه شبيحة الأسد إلى المدن السورية السنية فيحرقون محاصيلها الزراعية ويبيدون ثرواتها، بينما يدافع السنة عن بيوتهم بدل مهاجمة الشبيحة في مناطقهم. ولا يعقل أن ينتظر السوريون أن تصل الإمدادات كل يوم من قرى الساحل المؤيدة لبشار الأسد دون تحريك ساكن.
إذا أراد الثوار النصر على هذا العدو الجائر المتوغل في دماء السوريين وأعراضهم، فلا بد أن يعمم مبدأ العين بالعين على ثوار سورية كلهم، ولا بد أن تنتقل المعركة سريعاً إلى الساحل السوري فيتم نقل القتال إلى مركز الإرهاب والتشبيح، ولا بد أن يتم استهداف عشرات آلاف القذائف والأسلحة المخبأة هناك، والتي تتحرك كل يوم لقتل المدنيين والأبرياء في عموم سورية.
على الجيش الحر والفصائل المقاومة كلها، أن تعلم أن النظام يقطع الكهرباء عن كل سورية بينما لا يتوقف شبيحته عن استخدامها في كل وقت، وأنه يحرم السوريين من الماء النظيف، بينما لا ينقطع الماء في بعض المدن الموالية لحظة واحدة. وزد على هذا أنهم ينهبون خيرات المدن السورية كلها وثرواتها ليضعوها في خدمة الشبيحة لحضهم على القتال.
ألا يكفي آلاف حمزة الخطيب الذين مُثل بهم، أ لا يكفي آلاف روان، وآلاف قاشوش، حتى نعلم أننا لا نستطيع الانتصار على الإرهاب إلا بالقضاء على مصدره وتجفيف منابعه ولا يتأتى هذا إلا من تطبيق ما توصل إليه ثوار حماة من مبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.
نفهم الضغوط التي تقوم بها جهات متعددة لعدم نقل المعركة إلى الساحل تنفيذاً لأوامر الغرب ومحاولة للقضاء على المسلمين السنة، وتغيير الواقع السكاني لسورية، ولكننا نفهم أيضاً أن على الثائر السوري ألا يسمع إلا أنّات المغتصبات والثكالى وألا يرى إلا آلام الجرحى والمهجرين، وأن يضع نصب عينيه أنه لا قضاء على الإرهاب إلا باستئصال رأسه.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية