لمملمت أستراليا وإيران قضية خطف وقتل رهائن في مدينة "سيدني"، دون ضجة، ناسبة الموضوع إلى اختلال نفسي أصاب الخاطف الإيراني.
واللافت أن وسائل إعلام كثيرة سارعت لنشر وإبراز الخبر، ووصف الحادث بـ"العمل الإرهابي" ونسبته لتنظيمات "إسلامية"، وذلك قبل أن تتضح هوية الخاطف وجنسيته، ولما تبين الأمر لهذه الوسائل تجاهلت الخبر كليا أو أدرجته بشكل مقتضب.
ولكن اللافت أكثر أن أستراليا التي وقع فيها هذا الحادث الإجرامي، "لفلفت" مع طهران القضية، بل وتوافقتا على استخدام نفس المصطلحات في توصيفه، معتبرتين إياه حادث عنف، لاحادثا إرهابيا، ومنوهتين بـ"الاضطراب النفسي" الذي كان يعاني منه الخاطف.
وكان الخاطف الإيراني "هارون مونس" قد كشف بفعلته، ما يمكن تسميته النفاق الدولي الواضح في هذا الملف، كما كشف أن الإرهاب له ألوان في عرف هذا المجتمع، وأنه خاص بالتنظيمات "السنية" دون غيرها.
فقد ضلل "هارون" وسائل الإعلام حين رفع في مكان الاختطاف راية سوداء مكتوبا عليها بحروف بيضاء لفظ الشهادة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، وهو ما استنفر وسائل إعلام كثيرة حول العالم، وجعلها تحذر من عمل إرهابي كريه.
ولما اتضحت هوية الخاطف وجنسيته، اكتفت أستراليا الرسمية باعتبار الحادث "عنفا ناجما عن دوافع سياسية"، منوهة بأن الخاطف الذي روع مجموعة من الأستراليين وتسبب بمقتل اثنين منهم، هو رجل مختل نفسيا، وأن السلطات الأسترالية كانت علم بهذا الاختلال!
بدورها، قالت الخارجية الإيرانية إن "استخدام أساليب غير إنسانية وخلق حالة من الخوف والرعب باسم الدين الإسلامي الرحيم أمر لا يمكن تبريره في أي ظروف كانت"، مضيفة: "السوابق والحالة النفسية لهذا الشخص الذي هاجر إلى أستراليا قبل عقدين، قد تناولناها مرارا مع المسؤولين الأستراليين".
وانتهت أزمة احتجاز الرهائن بمقتل الخاطف الإيراني هارون مؤنس (49 عاما)، الذي قدم أستراليا عام 1996. كما قتل اثنان من الرهائن وأصيب 4 آخرون.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية