رسالة ناصحة ونقدية إلى الأخوة في حركة أحرار الشام الإسلامية بمناسبة إندماجهم الجديد..
إلى أخوة الإسلام والعقيدة وعشاقها وأحرار الشام وحراسها وأسود الشرى وأشبالها وأبناء سوريا وحماتها لاخير لكم فيمن يتزلف ويكيل المديح وهو من أول الشامتين بكم عند التراجع والتقهقر ويفرض عليكم جو المزاودة ويقول أو نرضى الدنية في ديننا فاذا خلا له الجو إشترى وباع وقال سياسة شرعية وحكمة متزنة..
ودع الذين إذا أتوك تنسكوا وإذا خلوا فهم ذئاب قحاف
رسالتي إليكم وأنا لاأطرح نفسي عليكم منظراً ولا عالماً ولا حكيماً وإنما أخ لكم صحبت القادة الشهداء وكانت لي معهم أيام مشهودة ومواقف محمودة كان آخرها إتصال تلقيته من الأمير الشهيد أبو عبد الله الحموي رحمه الله وإستمر لمدة ساعة من الزمان أكد فيه على رغبته الجامحة في تحقيق الإصطفاف السني بمفهومه الواسع والطريقة المثلى وهي الحشد الشعبي وراء هدف بارز وواضح وهو إسقاط النظام السوري وطرد الميلشيات الطائفية وحماية الشعب السوري من القتل والتقسيم والغلو المنهجي والعودة بالثورة إلى روحها الأولى وأهدافها الجمعية وعدم زج الشعب بجدل فكري وديني يفرق ولايجمع وكان ذلك قبل إستشهاد الكوكبة الطاهرة على يد الغدر والإفساد ببضعة أيام.
أخوتي أحرار الشام وإعلموا أن أهم مايترتب عليكم في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أمتنا مايلي :
1- قطع الطريق على هواة المزاودات وعشاق المجازفات الذين لا يرون الدين إلا عروشاً تحيط بها الجواري وتضرب فيها الجزية وينسون أوجب الواجبات في الدين وهو دفع النظام الصائل المجرم وعصاباته الطائفية وهؤلاء المفتونون أول من يغير حين يتغير الحال وتتعثر القدم.
2- الرفض القاطع لكل خطاب أو مشروع من داخل الحركة أو خارجها للإرتباط بتمحور تنظيمي متصلب لايراعي معاناة الشعب ولايقدر إمكانيات الأمة ويزج بها في حرب مع العالم كله يكثر فيها الأعداء ويقل فيها الأصدقاء إرضاء ً لعنتريات موروثة وخطابات رنانة تستعذب التوحش وتستعدي الأمم وتستجلب أوزار الماضي وتقيم إمارتها وخلافتها ودور قضائها على العظام المحطمة والنفوس المتعبة والخيام الممزقة.
والحذر كل الحذر ممن يحاول إبعادكم عن المشروع الواقعي والجهاد المحدود الممكن ضمن حدود الوطن السوري وتشتيت أهدافكم في الدخول بصراعات إقليمية تهدر فيها الطاقات وتضيع فيهاالحقائق وتخلط بكواليسها الأوراق ويطول فيها عمر الطاغوت.
3- العمل على حملة توعية شاملة على مستوى قواعد الحركة لنقل ثمرات المراجعات القيمة التي توصل لها القادة الشهداء في التآخي مع االمكونات الشعبية والثورية وهدم صنم المنهجية وإحياء الأخوة السنية ورفض الغلو والتكفير التنظيمي وضرورة العمل ضمن الإطار الشعبي وترك السلوك النخبوي والعمل على الحشد والتحالف مع موافق المنهج ومخالفه ونصرته ومؤازرته تحت سقف الإسلام وتحقيق إسقاط النظام.
4- القيام بمراجعات علمية وخاصة عند الأخوة الشرعيين حول المفاهيم السياسية كالوطنية والإنتخابات والشراكة المجتمعية والتحالف السياسي والتفريق بين مبدأ الرضا بالشيء وبين قبول التعاقد السياسي وبين الممكن وبين المبتغى وبين الواقع وبين المثال وبين المستطاع وبين المراد وكل ذلك موفور فيما كتب كبار علماء الإسلام في السياسة الشرعية وعلى رأسهم الجويني والشاطبي والعز بن عبد السلام والقرضاوي والريسوني والصلابي وعياش الكبيسي والخادمي والددو الشنقيطي ومحمد عمارة والسنهوري وسعد الدين العثماني وخاصة المراجعات العلمية للفزازي والطرطوسي وكتب الشيخ محمد علي الصلابي الدولة والبرلمان والمصالحة والمواطنة وغيرها.
5- الخروج من سياسة التقوقع التنظيمي والسعي للمزج العسكري والسياسي مع بقية المكونات الثوري وخاصة الجيش الحر ويتحقق ذلك بتبني ميثاق مجلس قيادة الثورة ودعم المجلس بقوة وتقوية قراره السياسي والعسكري والعمل على إنجاحه كمشروع مصيري لإنقاذ ماتبقى من الثورة والعمل على إطلاق موجتها الثانية برؤى جامعة ومتماسكة تستدرك هفوات الماضي وتقطع دابر الغلاة وتؤسس للدولة المسلمة الحديثة ،ويحصل أيضاً بإنجاح القوة المركزية المشتركة والتخطيط للعمليلت المشتركة والمعسكرات التي تحتضن جميع أبناء الثورة بغض النظر عن المنهج الفكري والموروث الثقافي والعمل على تأسيس الجيش الذي يحمي إختيار الشعب ولايختار له أو يمارس الوصاية عليه.
6- السعي الجاد مع بقية مكونات الثورة وعبر مجلس قيادة الثورة لبناء تحالف إقليمي صلب ومتماسك يساعد في إنتصار الثورة وإراحة الشعب وإسقاط النظام وكف عادية الشرور الدولية عن طريق العلاقات المتماسكة مع شركاء الإقليم والأخذ بكل الأسباب الممكنة والوقائية لحماية الثورة من التصنيفات والتهم الملصقة المؤدية للإستهداف الخارجي وتجنب شره.
وختاماً أسأل الله العلي القدير أن يهديني وإياكم سواء السبيل والحمد لله رب العالمين
*كاتب وباحث مهتم بالشأن الإسلامي
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية