كما لو أنه يؤدي دور "جودي" الذي جمع فيه بين الخبث والبلاهة في مسلسل "ضيعة ضايعة" حاول الممثل "باسم ياخور" أن يغطي "السموات بالقبوات" كما يقال متحدثاً عن وقوفه مع"الناس الذين دفعوا ثمناً باهظاً في الأزمة من كل الأطراف" حيناً، ومجاهراً بالدفاع عمن قتل وشرد هؤلاء الناس، في حالة من ازدواجية التفكير لطالما امتاز بها فنانو نظام الأسد.
الياخور في جلسة حوار مع عدد من الفنانين أدارتها المذيعة "رابعة الزيات" أعلن صراحة أنه مع ما اسماها "الدولة السورية" ويقصد بها نظام الأسد الذي يعلن تأييده له في نهاية الجلسة، ولكنه -كما قال- "متعاطف مع الناس الذين دفعوا ثمناً باهظاً في هذه الأزمة من كل الأطراف، وعاد ليكرر قائلاً "أنا مع بلدي أنا مع انو قد ما اختلفنا بوجهات النظر نقبل بعضنا".
وتابع في نفس الحلقة المفرغة:"أنا مع انو الخلاف لا يجب أن يتحول إلى إلغاء للآخر" وطبعاً هذا الكلام يعني به الثورة والثوار أو المعارضين– مدعياً أن "المعارضين الذين طالبوا بهامش حرية صادروا رأي الموالين لأنهم قالوا نحن مع النظام، "هدروا دمنا هددونا عائلاتنا هددونا بأهالينا هددونا بالقتل".
ويتابع ياخور مخاطباً المعارضين: "ببساطة شديدة اليوم أنتوا عم تطلبوا الحرية خلينا نصدقكم، منحوها لغيركم".
وعلى طريقة رمي الكرة في مرمى المعارضة يستدرك ياخور: "اليوم كل الممارسات اللي صارت تخلو من حق التعبير للآخر وتطالب بالحرية" ويضيف–"أنا ما عم أفهم كيف بدنا نصدقها هذا كذب".
ويرسل ياخور كلامه على عواهنه حينما يدعي دون دليل واحد أن كلمة مجتمع مدني أو دولة مدنية ممنوعة من التداول بين المعارضين، وأن "التنسيقيات نفسها التي كانت تحمل أغصان الزيتون وتطالب بالحرية صارت تطالب بدولة الخلافة والدولة الإسلامية".
ويضيف: "هل هذه الثورة اليوم-التي تسمى ثورة- قائمة على هذا الفكر" ويردف ياخور من تلقائه:"معنى ذلك أن شرطها غلط من الأساس".
ويتوجه الممثل السوري للمذيعة متسائلاً: "اليوم تفضلي قوليلي إذا بدي قول جيش حر قديش تعداد نسبة الجيش الحر من الفصائل اللي عم تقاتل ع الأرض"، ويجيب بأسلوب يخلو من اللباقة كما لو أنه يؤدي دور جودي في مسلسله "ضيعة ضايعة" : "حقيقة هني عبارة عن شوية فراطة قدام ميليشيات إسلامية متشددة جداً بدها توقّع مشروع الدولة".
ويختم كلامه: "لا أنا مع الدولة، أنا مع رئيس هاي الدولة وأنا مع الدولة السورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد".
ويضيف بلهجة تحد:" فليعجب هذا الكلام من يشاء ولا يعجب من يشاء"
وعلق الممثل المعارض "جلال الطويل" موجهاً كلامه لباسم ياخور: "مع احترامي الشديد وبكل حرية، لن ولم يعجبني هذا الكلام".
وأضاف:" وقت كانت التنسيقيات وطبعاً (من لسانك هذا الكلام) حاملة أغصان الزيتون وكان جيش الأسد عم يقتلها ليش ما قلت لا؟ ليش ما وقفت بوجه القاتل"، ليش ما كنت حر برأيك؟
وتابع الطويل:" ليش ما حمّلت المسؤولية للمذنب؟": "ليش ما وقفت أو واسيت أو تعاطفت مع المقتول والمظلوم".
وحول وصفه للجيش الحر بـ"شوية فراطة"، رد الطويل قائلاً إن"التعبير سيء" وأردف:"طيب أنت حر، ولكن غيابك عن الشارع السوري الحقيقي وتسترك خلف الخوف والمصلحة مقابل الدم الذي يسفك والأعراض التي تنتهك هذا ليس إنصافاً بل هو الخذلان":
وتوجه الطويل لياخور قائلاً:" لماذا أنت ضد داعش الآن وقد فعل الأسد ما هو أسوأ من داعش في بداية الثورة مع الثوار أصحاب أغصان الزيتون؟
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية