بين نزار ونذير هل يمكن لحلم تجديد الجوازات أن يطير؟.. رئيس التحرير

كنت أتمنى أن لا يدخل حلم السوريين الصغير بمماحكات المعارضة وشدها وجذبها.. لكن للأسف دخل حلم "تجديد جواز السفر"، وفك حصار السوريين ممن انتهت جوازات سفرهم ولم يجدد لهم النظام لأسباب سياسية بحتة.. دخل في معركة ربما تكون كسر عظم بين فريقين، لم يتمكنا أصلا من فك حصار السوريين "الواقعي" في الغوطة وحمص، فكيف بفكهم حصار المحاصرين خارج الوطن بسبب أوراق رسمية.

في هذه المادة سأسرد وقائع تعرفها "زمان الوصل" حول الأمر، وهي بمثابة شهادة لله ثم للسوريين..

باختصار.. تمكن فريق قوي في "الائتلاف الوطني" من الحصول على عدد كبير من لصاقات تجديد جوازات السوريين المطابقة للصاقات التي يستخدمها النظام ومن نفس المصدر تقريبا، ويمكن من خلال هذه اللصاقة تجديد الجواز لمدة 6 سنوات أو أقل، حدث هذا بغطاء رسمي من دولة وغض بصر من دولة أخرى. وبقيادة المعارض نذير الحكيم، وعدة أسماء.

ومع وصول اللصاقات إلى تركيا، بات حل معضلة تجديد الجوازات قاب قوسين أو أدنى، وفق معلومات لا تقبل التشكيك.

في الجهة المقابلة، تعمل سفارة الائتلاف في الدوحة منذ أكثر من سنة على حل المعضلة التي أربكت حركة الكثير من السوريين، واستعدت لذلك بأجهزة لكشف الجوازات المزورة وآلية شبه كاملة لتجديد الجوازات بحسب المعايير العالمية، لكن بلصاقات جديدة خاصة بالمعارضة -مختلفة عن لصاقات النظام-، بجهود من سفير "الائتلاف الوطني" في قطر نزار الحراكي… علما أن المسار الأول في تركيا لم ينسق مع المسار الثاني في قطر.. لتكون المفاجأة أن هناك نوعين من اللصاقات للتجديد.. يفترض أن تصدر عن جهة واحدة هي "الائتلاف الوطني"، وسفارته بالدوحة التي تعد جزءا عضويا منه.

اتصل بي السفير نزاز الحراكي بعد نشر سبق "زمان الوصل" حول تجديد الجوازات في تركيا عبر الائتلاف، وأكد أنه تواصل مع بعض الشخصيات وأكدوا له دقة الخبر، وهو ما أثار استغرابه، علما أنه أرسل كتبا للائتلاف منذ فترة رئاسة معاذ الخطيب مرورا بأحمد الجربا وصولا لهادي البحرة، أوضح بها ماتقوم به السفارة في قطر، والتكلفة المالية والجهود الكبيرة التي قدمتها الخارجية القطرية لإنجاح الأمر.

تبدو خريطة تجديد الجوازات اليوم كالتالي: فريق نذير الحكيم دفع ملبغا كبيرا للحصول على لصاقات طبق الأصل عن لصاقات النظام، وآخر (سفارتنا في الدوحة) تكلف دفع مبلغ كبير بدعم قطري لتجهيز آلية التجديد.. رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة "ضايع" بين الفريقين، ووعد بحل الأمر من خلال اعتماد التجديد من سفارة الائتلاف في الدوحة، لكنه قد لايمتلك قوة تمكنه من فعل ذلك.

أما "هادي البحرة" رئيس الائتلاف فلم يقرر بعد ماذا يفعل، علما أن الفريقين سيبدآن التجديد بداية العام القادم.

بعد نشر "زمان الوصل" خبر التجديد، بدأ كل فريق ببث تصريحات صحفية لإلغاء الآخر تلقفتها بعض المواقع، وهذه مؤشرات عامة للتصادم إذا لم يحلّ الأمر.

نشرنا الخبر لنشكل رأيا عاما ضاغطا على المعارضة؛ كي تتحرك بشكل جدي دون معارك جانبية، وتضع حلا نهائيا لموضوع الجوازات، حتى لو كانت البداية بالتجديد وليس بمنح جواز جديد.

ملحوظة: لم يصلني دليل على سوء نية أي من الطرفين، أو أي أهداف مالية لهما مطلقا حتى اللحظة.

المطلوب: أن تحترم المعارضة تضحيات السوريين، وتترفع عن أي مهاترات قادمة، وأن يضطلع رئيس الائتلاف هادي البحرة، والذين وردت أسماؤهم بهذا التقرير بمسؤلياتهم اليوم قبل الغد. 

سألت أحد العارفين من أعضاء الائتلاف "العميقين": ماذا عن تجديد الجوازات في سفارة الائتلاف في قطر ودور السفير الحراكي.. فأجاب حرفيا:"اللصاقات جاهزة وموجودة في مقر الائتلاف وعددها مئات الآلاف من اللصاقات، وقد طبعت في أوروبا والسعر سيكون 75 دولارا، وقد طبعت الجوازات ولم تأتِ بعد، السفير نزار الحراكي خارج المعادلة وليس له علم بالأمر.. الآن المشاورات هي من صلاحيات الائتلاف والحكومة".

للتذكير:  

هذه قصاصة يسرد بها سفير الائتلاف في فرنسا جهوده لتجديد جوازات السوريين نشرتها "زمان الوصل" قبل أكثر من سنة.. وهي ضمن ملف أرسل للائتلاف في حينها، طبعا لم يثمر كل هذا عن شيء:

وهذه وثيقة تلخص بالتاريخ جهد للمجلس الوطني - فشل طبعا - لتجديد الجوازات، نشرتها "زمان الوصل" سابقا: