توقّع مزارعون بريف حمص الشمالي، أن يكون الموسم الزراعي لهذا العام، وخاصة الشتوي منه، ممتازا في حال استمرار هطول الأمطار خلال الأشهر الـ4 المقبلة كما كان خلال شهري اكتوبر -تشرين الأول، ونوفمبر-تشرين الثاني. وقال المهندس الزراعي محمد الأحمد لـ"زمان الوصل" إنّ المساحات المزروعة بالمحاصيل الشتوية (قمح-شعير-بقوليات) بريف حمص الشمالي، تفوق 50% عما كانت عليه العام الماضي، الذي أمتاز بقلة أمطاره...
وشهدت محافظة حمص، كغيرها من المحافظات السورية، خلال الأسابيع الماضية أمطارا غزيرة جدا بالمنطقة الغربية منها (قلعة الحصن-وادي النضارة)، ومتوسطة الشدّة بالمنطقة الشمالية والشرقية منها، أدت إلى تحويل خريف المحافظة إلى ربيع، وشكّلت نحو 50% من المعدل السنوي العام، وبزيادة 100 ملم عن أمطار العام الماضي كاملة.
وذكر مدير النشرة المطرية بريف حمص، أنّ كميات الأمطار الهاطلة هذا الموسم، بلغت في منطقة الرستن 250ملم، وفي الحولة 300ملم، وفي قلعة الحصن ومرمريتا 500ملم.
من جانب آخر قال مزارعون بريف حمص، خلال لقاءات متفرقة مع "زمان الوصل": إنّ نصف المساحات الزراعية في ريف حمص الشمالي (تلبيسة-الزعفرانة-الرستن-البرج-الحولة)، والتي تعد من أخصب الأراضي الزراعية بالمنطقة العربية، بقيت دون زراعة للعام الثالث على التوالي بسبب حواجز النظام، وهجرة الفلاح لأرضه إلى خارج سوريا.
وقدّر مهندسون زراعيون ميدانيون مساحة هذه الأراضي القريبة من القرى الموالية للنظام وحواجز جيشه بحوالي 50 ألف دونم، إنتاجها السنوي لا يقل عن 5000 طن من الحبوب والخضار والفواكه.
وردا على سؤال "زمان الوصل"، لماذا لا يتم التفاوض مع القرى الموالية للنظام والمجاورة لقرى ريف حمص الشمالي، والشمالي الغربي، قال مزارع من بلدة "طلّف"، أرضه الزراعية الخصبة بقيت بورا للسنة الثالثة على التوالي، وهي مصدر دخله الوحيد لـ"زمان الوصل": "حاولنا أن نتواصل مع من كنا نظن أنهم أصدقاء وجيران بالأرض، ولكن اكتشفنا بأنهم جمعيا يعملون مع ما يسمى بجيش الدفاع الوطني"، مشيرا إلى أن قريته فقدت في العامين الماضيين، أكثر من 10 مزارعين كانوا يحصدون أرضهم الزراعية، أو يحرثونها حيث خطفهم أو قتلهم عناصر حواجز الشبيحة والنظام المتمركزة بقريتي "جدرين والحميرة" المجاورتين لبلدة "طلّف" التركمانية من الجهة الشمالية، ما أدى إلى نزوح معظم سكان القرية إلى تركيا و لبنان.
*750 ألف هكتار
من جانب آخر علمت "زمان الوصل"، أن ما يقارب 750 ألف هكتار -وهي نصف المساحة الإجمالية تقريبا المخصصة لزراعة الحبوب في سوريا- ما زالت خارج الاستخدام الزراعي للعام الثاني على التوالي، وهذا ما أدى لانخفاض إنتاج سوريا السنوي من القمح في العام الماضي إلى نصف مليون طن، وهو أدنى إنتاج لها منذ ربع قرن على الأقل، حيث كان يصل إنتاج سوريا في المواسم الزراعية الجيدة، إلى ما يقارب 3 ملايين طن قمح سنويا.
بعد 40 عاما من زراعة "فاكهة الشتاء".. مليون شجرة "كستناء"بريف حمص إنتاجها لا يتجاوز 3 أطنان
ماهر رضوان - ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية