مع عودة الحديث عن الأساليب الوحشية التي استخدمتها "واشنطن" في تعذيب المعتقلين الإسلاميين لديها، لاسيما في معسكر "غوانتنامو"، كشف تقرير إعلامي عن الرجل الذي صمد صمودا أسطوريا في وجه أعقد وسائل التعذيب الأمريكية، ورفض البوح بأي معلومات.
وقالت شبكة "سي إن إن" "خالد شيخ محمد" هو الوحيد الذي قهر تقنيات الاستجواب لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، مذكرة بأنه العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وأخضع "شيخ محمد" لعمليات تعذيب عبر الإيهام بالإغراق 183 مرة، لكنه تمكن من تجاوزها، ليكون المعتقل الوحيد الذي تمكن من "إفشال نظام الاستجواب" الذي تفاخرت "CIA" مرارا بنجاحه المطلق، وعدم قدرة أحد على مقاومته.
وكانت التقارير التي ترفع الاستخبارات إلى مسؤولي البيت البيض، تشير إلى أن تقنيات "الاستجواب المشدد" التي تتضمن عمليات إيهام بالإغراق نجحت في انتزاع معلومات من "شيخ محمد"، ولكن المقابلة التي أجراها المفتش العام لـ"سي آي إيه" مع المحققين المشرفين على الاستجواب أعطت صورة مغايرة تماما.
وورد في نص المقابلة مع المحققين أن شيخ محمد "كان يكره كثيرا تقنية الإيهام بالإغراق، ولكنه تمكن من إيجاد وسيلة للتغلب عليها والتعامل معها".
وتنقل المقابلة عن أحد المحققين قوله إن "شيخ محمد" تغلب على نظام الاستجواب و"قهره"، موضحا أن القيادي في تنظيم القاعدة، كان يتفاعل بشكل أفضل مع أساليب الاستجواب غير العدائية.
وعلى غرار سواه من السجناء، كان "شيخ محمد" يدلي بمعلومات عند تعذيبه، ولكنه سرعان ما يتراجع عنها بعد توقف التعذيب، كما كان يقدم معلومات مغلوطة، كتلك التي أدلى بها في إحدى المرات حول مخطط لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، والتي قالت الاستخبارات عنها إنها "مفبركة".
وتتمثل آلية الايهام بالإغراق في تقييد المعتقل وتثبيته على الأرض وهو ملقى على ظهره، مع وضع قطعة قماش أو ما شابه في فمه، وتغطية وجهه بشيء يحجب بصره، ثم سكب الماء على وجهه بحيث يتوهم أنه يغرق.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية