ضجت صفحات تواصل ومنتديات روسية بصورة لأحد الرهبان وهو يرش ما يسمى "الماء المقدس" على خوادم (سيرفرات) البنك الروسي المركزي، عله يطرد عنها اللعنات، ويوقف تدهور الروبل.
وفي جولة قامت بها "زمان الوصل" على بعض تلك الصحف والمنتديات لمست حجم السخرية الفاقعة من قبل المعلقين الروس بالذات، إزاء دولة تقدم نفسها على أنها مثال للتقدم والحضارة والعلمانية.
وبما إن الشيئ بالشيئ يذكر فقد عرض بعض المعلقين صورا أخرى عن استعانة موسكو تحت زعامة "فلاديمير بوتين" بقدرات الكهنة وطقوسهم، في عدة مواقع، منها المحطات النووية كما يبدو في الصورة "1"، وأخرى في إحدى القطع العسكرية، حيث يحضر الكاهن عدته المتمثلة في إناء معدني، وشيئا يشبه المقشة لغمسه في الماء الموجود ضمن الإناء، ثم نثره على الشيئ المراد "تبريكه" سواء كان سلاحا أو لوحة تحكم في محطة نووية أو حتى سيرفر إلكتروني يتولى تنظيم عمليات المصرف المركزي برمته!
وخلال الأونة الأخيرة، شهدت العملة الروسية (الروبل) تدهورا غير مسبوق جعل الدولار الواحد يعادل 53.5 روبل، علما أن سعر الدولار الواحد كان يعادل 41 روبل في أغسطس/آب الماضي.
وجاء التدهور عطفا على الانخفاض الكبير في أسعار النفط، الذي تعتمد روسيا على عائدات صادراته في دعم اقتصادها، حيث تراجع سعر برميل النفط الخام إلى مادون 69 دولارا، في حين أن موسكو تحتاج أن لاينزل سعر الببرميل تحت خط 90 دولارا حتى تحافظ على استقرار ولو جزئي لعملتها.
وتعد روسيا أكبر منتج للنفط على مستوى العالم بأسره، وهي تستحوذ على حوالي 14% من الإنتاج العالمي، حاجزة لنفسها مقعدا بين كبار المصدرين، حيث تصدر قرابة 7 ملايين برميل يوميا، وهذا الرقم يوضح مدى تأثر الاقتصاد الروسي بأي انخفاض في سوق النفط.
وإلى جانب انخفاض أسعار النفط وتراجع عائدات تصديره، يلعب الفساد وتحكم المافيات دوره في انحدار الاقتصاد الروسي، حيث تصنف البلاد من بين أعلى الدول فسادا حسب مؤشر منظمة الشفافة العالمية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية