يرجع تاريخ مدينة بانياس إلى العهد الفينيقي حيث حملت عبر تاريخها العديد من الأسماء مثل بالانيا ولوكازو وكانت تابعة لمملكة أرواد ودخلت في حلف معها إلى جانب كارنة وعندما احتلها الصليبيون سنة 1098ميلادية دعوها فاليتي واتبعوها إمارة أنطاكية.
وحكمت المدينة من قبل عائلة آل منسوير إلى جانب قلعة المرقب ثم تنازلت عنها فيما بعد لفرسان المستشفى فرسان القديس يوحنا ولم يتمكن السلطان صلاح الدين من تحريرها إلى أن جاء عهد السلطان قلاوون عام 1285 ميلادي حيث تحررت.
وقد ذكرها المؤرخ آرنست رينان عام 1860 ميلادي عندما أشار إلى وجود بناء مربع صغير ذي تزيينات في وسطه نقش يوناني غير واضح المعالم يقول .. على شرف أهل بانياس في سورية المستقلين قام أنتيوخوس أحد ملوك السلاجقة الملقب بديفيلوس ابن مينودور بتشييد هذا المعبد وإقامة التماثيل على نفقته الخاصة.
وذكر مروان حسن رئيس دائرة آثار طرطوس أنه في عام1924 ميلادي أجريت في المدينة تحريات اثرية عثر فيها على آثار رومانية ولم يبق من معالمها الا بعض الاشارات وعدد من الأعمدة الغرانيتية وتيجان الأعمدة وأثناء حفر الكبل المحوري عثر على بقايا مسرح روماني يعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي وفي عام1986 عثر على مدفن جماعي قرب مدرسة ابن خلدون يرجع تاريخه إلى القرن الأول الميلادي يتألف من خمسة قبور فردية متلاصقة مع بعضها مبنية بالحجر الرملي تعلوها ركة دبش مع الكلس وقليل من الرمل والبحص البازلتي.
وعثر داخل المدفن على قناع ومجموعة خواتم ذهبية احدها ذو فص محفور عليه ألفيوس آلهة الخصب وزوج اقراط ذهبية ذات حبة كروية تعلوها صفيحة دائرية يلتصق فيها سيخ ذو أربع حبيبات ومجموعة نفخات زجاجية ومجموعة حلقات حديدية ومجموعة عرى وحمالة سرج برونزية ومجموعة أرجل برونزية فريدة من نوعها يعتقد بأنها أرجل لطاولة خشبية صغيرة وصحن وغطاء برونزي متطاول وأجزاء أبريق ووريقات ذهبية دائرية واخرى ذات ثلاثة فروع تزيينية واجزاء قفل دلاية برونزية تحمل صورة بطة.
وأضاف حسن أنه في عام 1988 تم أيضاً التنقيب عن مدفن جماعي اخر في موقع تلة الفارس بجانب الطريق العام وهو مدفن عائلي يرجع إلى القرن الأول الميلادي محفور بتربة بركانية على شكل غرفة سقفها قبة تتوزع فيهاالمعازب على الجوانب وعددها ستة واحد منها غير مكتمل وقد تم الدفن فيها على طريقتين الأولى توابيت فخارية والثانية توابيت خشبية وتضم مجموعة من اللقى الاثرية منها تمثال لافروديت طوله 28 سنتيمتراً من الرخام البلوري وهو عبارة عن نسخة طبق الاصل لتمثال افروديت "صناعة براكزتيل الفنان اليوناني الكبير".
ويمثل التمثال امرأة عارية متناسقة الجسم ممشوقة القد تستر عورتها بيدها اليمنى وكأنها خجلى إلا أن الرأس تعرض للحت نتيجة الرطوبة وأمراض الرخام ويبدو أنه كان مثبتاًَ على الجسم بواسطة قطعة معدنية كما وجد أيضاً جرة فخارية مغزلية وقوارير زجاجية ومرايا وأوان برونزية وفخارية بينها مبخرة مخرمة فريدة من نوعها.
أما عن النقود في بانياس فقد أشار رئيس دائرة آثار طرطوس إلى أن بعض القطع النقدية التي عثر عليها في بانياس حملت رسمال "هيرا كلوس" البطل الاسطوري لابسا فروة أسد وممسكا الدبوس كما عثر على نقود اخرى عليها إله يركب عربة هو بعل وتحيط به هالة شعاعية وكذلك نيمن إلهة الكون والقدرة رسمت بشكل نقوش بارزة.
ويقول مدير آثار طرطوس أنه في عام 1994 ميلادي تم تنفيذ حفرية في الأرض الزراعية الكائنة إلى يسار الطريق الذاهب من بانياس إلى اللاذقية جنوب المشفى الوطني أدت إلى اكتشاف ارضية من فسيفساء القرن13 الميلادي تهشمت أطرافها وحجارتها من النوع الكبير تم انزال عنصر كتابي فيها بالاحرف اليونانية القديمة في الجانب الجنوبي منها بطول 204 سنتيمترات وعرض44 سنتيمتراً مرتبة وفق ثلاثة أسطر متتالية ترجمتها كما يلي..
السطر الأول المسيح المنجي أو المساعد الأمين السطر الثاني ليكن أسم الرب مباركاً دوماً السطر الثالث له ولأبنائه أو مع أبنائه ويتوسط هذه اللوحة حوض دائري محفور بالأرض قطره170سنتيمتراً جدرانه مبنية بحجارة مطلية بطبقة ملاط كلسية مصقولة يبرز منها مسندان حجريان صغيران لتسهيل عملية النزول والصعود وله أرضية فسيفساء حجارتها عادية كبيرة خالية من أي عنصر تزييني يتوسطها جرن محفور بعمق 50 سنتيمتراً وقطر90سنتيمترا جدرانه حجارة دبش مطلية.
كما تم العثور على قناة مائية على درجة كبيرة من الاهمية تقع بالقرب من بانياس وتصب على الشاطئء مقابل صخرة المنشحة وهي محفورة بالصخر على أعماق مختلفة من 3 إلى 4 أمتار يمكن السير فيها بسهولة وتتخللها فتحات للتهوية والانارة ولم يحدد طولها بعد وذلك بسبب أغلاق جزء منها بالحجارة والردميات وينتظر من عمليات التنقيب المقبلة كشفها وتحديد تاريخها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية