خطت تركيا خطوتين كبيرتين على طريق استعادة "وجهها" العثماني، بكل ما تتضمنه ملامح هذا الوجه من ارتباط بالعروية والإسلام، عبر روابط العلم والثقافة.
وجاءت الخطوتان على المستوى التعليمي في المراحل الإلزامية، التي يدرس فيها ملايين الطلاب ممن يشكلون قوة تركيا وزادها المستقبلي، في سعيها نحو مزيد من التقدم العلمي والاقتصادي، فضلا عن الثقافي.
أولى الخطوتين جاءت بمبادرة من الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الذي أوعز إلى المؤسّسات التعليميّة التركيّة، لتبني سياسة تعليميّة، تبرز مساهمة العلماء المسلمين في العلوم والثقافة العالمية، مركزا على ضرورة تعليم التلاميذ الأتراك أن مكتشفي القارة الأميركية هم البحارة المسلمون، الذين سبقوا "كريستوفر كولومبوس" إليها بـ300 عام.
ويرى "أردوغان" أن الطلبة الأتراك أصبحوا يركزون على الإنجليزية، ويعرفون الشخصيّات الأجنبيّة، ولكنّهم في المقابل لا يعرفون أي شخصيّة إسلامية أو تركيّة مهمة. معلقا: "إن سألتهم عن أينشتاين، فإن أياً منهم يستطيع أن يجيبك، لكن إن سألتهم عن ابن سينا، فإن معظمهم لن يعرفه".
ولم يكتف "أردوغان" بذكر الشخصيّات العلميّة أو الدينيّة، بل انتقل إلى الشخصيّات الثقافيّة والشعراء والمغنين، قائلا: "هناك من أبنائنا من يحفظ أسماء معظم مطربي البوب الأجانب، لكن لا أحد منهم سمع باسم نشأت إرتاش (أحد كبار مغنيي الموسيقى الشعبيّة التركيّة).. يستطيعون أن يستمعوا إلى بيتهوفن، لكن عليهم أن يعرفوا العطري وديدة أفندي"، وهما من كبار موسيقيي العصر العثماني.
وحدد "أردوغان" مايريد بدقة، حين قال: "أريد أن أكون واضحاً، هناك مسؤوليّة كبيرة ملقاة على أكتاف وزارة التعليم وإدارة التعليم العالي، وهي إعادة كتابة التاريخ لتظهر مشاركة الشرق الأوسط والإسلام في العلوم والفن... وأنا كرئيس لبلادي، لا أستطيع أن أتقبّل أبدا أن حضارتنا أدنى من الحضارات الأخرى... وعلى الشباب أن يشعروا بالثقة وليس بالدونيّة".
ويقدر عدد طلاب المرحلة الإلزامية في تركيا بحوالي 16 مليون طالب، علما أن هذا الإلزام يشمل أي مواطن تركي من سن الخامسة حتى الثامنة عشرة، كما نصت على ذلك قرارات صدرت في 1997.
أما الخطوة الثانية فجاءت مع قرار صادر عن وزارة التعليم التركية بجعل اللغة العثمانية مادة إلزامية داخل جميع الصفوف الثانوية.
وجاءت القرار في ختام أعمال "مؤتمر التعليم القومي التاسع عشر"، االذي استغرق 3 أيام، وتمت فيه مناقشة عدة ملفات مهمة، وعلى رأسها إلزامية تعليم "العثمانية".
وقد خرج المؤتمر بنتيجة مفادها أن الأتراك هم الشعب الوحيد الذي ليس لدية إمكانية قراءة الكلمات المكتوبة على قبور أجدادهم العثمانيين، وهذا يعد عيبا كبيرا لا يمكن التغاضي عنه.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية