أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جبهة النصرة تجنب درعا الوقوع في الفخ.. د.عوض السليمان

نعلم كما تعلم جبهة النصرة، أن محافظة حوران مؤهلة أكثر من غيرها للانتصار على بشار وإسقاطه

لم تكن فكرة إعلان دولة إسلامية في درعا بريئة تماماً، ومع اقتناعنا أن دافعها الأول عقائدي بحت، إلا أن لديها دوافع أخرى لا نبرأ المخابرات الغربية منها، والأمريكية خاصة. وللذين لم يتابعوا هذا الموضوع، فقد أعلنت جبهة النصرة، أو لنقل بعض من أعضاءها عن رغبتهم في  إنشاء إمارة إسلامية في محافظة حوران، وقد أصروا على ذلك وتقدموا في الموضوع نوعاً ما، واتجهت الأمور إلى إعلان الدولة بالفعل.

هذا ما حذرنا منه مباشرة، فهو يعني بشكل أو بآخر، أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا، على الفور، بقصف مدينة درعا والاعتداء على أهل حوران، ومحاولة القضاء على الثورة التي انطلقت من درعا أصلاً.

نعلم كما تعلم جبهة النصرة، أن محافظة حوران مؤهلة أكثر من غيرها للانتصار على بشار وإسقاطه،  وذلك لأسباب كثيرة، أهمها قرب المدينة من العاصمة، وشدة بأس ثوارها، وتلك الانتصارات التي سيسجلها التاريخ لأهل حوران، خاصة الأخيرة منها في الشيخ مسكين ونوى.

ما حدث في الشمال من اعتداءات أمريكية مستمرة على المدارس والجامعات والبنى التحتية، يدلل دون أدنى شك، على رغبة أمريكية بالقضاء على المؤسسات الحيوية، ومصادر رزق السوريين، وفي مرحلة أخرى تهجير المسلمين السنّة من البلاد وتوطينهم في الدول المجاورة وأوربا وتسليم سورية إلى إيران، بالإضافة إلى إنشاء الدولة الكردية التي ستكون حربة أمريكا المتقدمة باتجاه تركيا.

تريد واشنطن إعادة السيناريو في درعا. ولا نشك أن المخابرات الغربية بالعموم كانت في أشد الرضا عند تناثر الأنباء عن احتمال إعلان الإمارة الإسلامية في الجنوب، إذ يحصل الغرب على فرصة ذهبية بتدمير درعا وإجهاض ثورتها. وبتخويل من مجلس الأمن الذي صنف سابقاً جبهة النصرة كحركة إرهابية. وما صنفها كذلك إلا في انتظار فرصة مثل هذه، ينقض فيها على شرارة الثورة وشعلتها.

أضف لذلك فإن تدمير الجناح العسكري للثورة في الجنوب، يعود بمكاسب كثيرة على الغرب وعلى الولايات المتحدة بالتحديد، فالأسد يخاف من ثوار درعا أكثر مما يخاف من غيرهم، وذلك بسبب قرب المسافة بين قصره وساحة القتال، وبالتالي فهو مستعد أن يقدم أي تنازلات للولايات المتحدة بمقابل قصف المدينة و تدميرها، بما في ذلك تسليم أجزاء من سورية ولبنان إلى الكيان الصهيوني، وهذا بالضبط ما تطمع الإدارة الأمريكية فيه.

العقلاء والنشطاء والحكماء وكثير من الكتاب والصحفيين يستحقون الشكر لانخراطهم في نقاش قيادات جبهة النصرة حول خطورة الموضوع، والتفكير في الفخ الذي قد نقع فيه من خلال إنشاء هذه الدولة. ولا شك أن استجابة الجبهة التي التقت بأكثر من مائة فصيل من الكتائب الثورية تستحق الشكر على هذا القرار. فقد وقعت الجبهة كما بقية الفصائل في دار العدل في المدينة، على ميثاق بالعودة إلى محكمة الجيش السوري الحر، وهي محكمة شرعية لا تناقضُ ما يطمح إليه السوريون والمهتمون بالشأن السوري.

أجزم أن ثوار جبهة النصرة أدركوا حجم الخطر الهائل الذي قد يعرضون له محافظة حوران في حال إعلانهم للإمارة الإسلامية، ولا شك أن قادة الجبهة استوعبوا الموقف العالمي جيداً، واستفادوا من الدرس الذي حدث في الشمال. كما أرادوا تجنيب الثورة السورية فخَ الاقتتال البيني، أو توجيه السلاح إلى غير بشار الأسد العدو الأول. أضف إلى ذلك أن معظم عناصر الجبهة في درعا هم من أبناء المحافظة وتربطهم أوثق العلاقات مع إخوانهم في الجيش الحر، وإن فهمهم للمجتمع والعلاقات في حوران أدى إلى هذه النتيجة الطيبة.

آملين في الوقت نفسه أن تلتزم الكتائب الثورية في درعا جميعها بما تم التوقيع عليه في دار العدل حفاظاً، ليس على درعا فحسب، بل على الثورة السورية كلها.

من كتاب "زمان الوصل"
(147)    هل أعجبتك المقالة (158)

محمد الزعبي

2014-12-05

دكتور، هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة، جبهة النصرة ستعلن الدولة في مرحلة لاحقة، الآن لا تستطيع بسبب وقوف 113 فصيلاً في الطرف الآخر للإعلان.


أبو إسحاق

2014-12-07

لا أعرف متى يعلَن الإمارة الإسلامية و لكني أعرف متى يسقط نظام بشار السفاح و هو اليوم الذي تكون كل الفصائل الثورية يدا واحدة. و الذي يحدث حاليا في حوران يدل على وحدة الصف و الحمد لله..


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي