أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل يوجد شيء اسمه "المعارضة السورية"؟ .. خطيب بدلة

على إثر الأزمة السياسية التي عصفت بالائتلاف الوطني السوري مؤخراً، كتب الأستاذ سمير سعيفان على صفحته الفيسبوكية متمنياً لو أن أعضاء الائتلاف الوطني اختلفوا، أو تصادموا مع بعضهم البعض، من أجل موقف ذي طبيعة وطنية مهمة، كالموقف من قوات التحالف الدولي، مثلاً، وليس من أجل المناصب المؤقتة.

الحقيقة أن أعضاء الهيئة العامة للائتلاف قد اختلفوا، وكان اختلافهم أقرب إلى التصادم، حول الموقف من التحالف الدولي، أيضاً.

ولكن.. 
إن الكاتب سمير سعيفان يعرف جيداً أن سورية، قبل نيف وثلاث سنوات من عمر الثورة، أو الانتفاضة، أو الأحداث، أو الحرب الأهلية السورية، لم يكن فيها شيء واضح المعالم اسمه "معارضة"، وأن المعارضة السورية الحقيقية أخذت تتشكل وتتبلور، بالفعل، ابتداءً من مطلع سنة 2011.

في كتابه المخطوط "منهج حافظ الأسد في الحفاظ على السلطة" الذي أتيحت لي قراءته قبل حين، يكشف سمير سعيفان نفسه عن مخطط حافظ الأسد المتعلق بالقضاء على المعارضة، منذ بداية عهده، إذ قال، بحضور السفير المرحوم حَمُّود الشوفي: 

- هناك مَن يريد منصباً سيأخذه. وهناك مَن يريد مالاً سأعطيه. وهناك فئات ستُعارض سيكون مصيرها السجن!

لقد طبق حافظ الأسد هذا المبدأ تطبيقاً بارعاً إذ أحدث الجبهة الوطنية التقدمية وجعلها مكاناً آمنا لتدجين الأحزاب السياسية القومية والماركسية القليلة التي كان لها وجود قبل أن يقوم هو بانقلابه أواخر سنة 1970، وقدم لقادة هذه الأحزاب رشىً لا بأس بها من سيارات، ومنازل، وحقائب وزارية غير مهمة، وممثلين لهم في مجلس الشعب، والدوائر الحكومية، والمجالس المحلية؛... وأما عناصرَ الأحزاب غير المنضوية تحت سقف الجبهة الوطنية التقدمية، ومنهم البعثيون الذين (لم يبايعوه)، وحزب العمل الشيوعي، وبعض الأحزاب الناصرية والإسلامية، فقد أودعهم المعتقلات، وبنى، على مهله، وبتأنٍّ رهيب، أجهزة أمنية أخطبوطية، أخذت تحصي على السوريين أنفاسهم، وتذيقهم أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والمعنوي... 

وبعد سنة 1980، على إثر تمرد جماعة الإخوان المسلمين، ما عاد موضوع السجن الذي ورد في حديث السفير حمود الشوفي يملأ رأس حافظ الأسد، فأعطى أوامره لمجلس الشعب فأصدر هذا الأخيرُ القانونَ ذا الرقم 49 الذي يقضي بإعدام كل منتسب لجماعة الإخوان المسلمين في ذلك التاريخ، أو حتى إذا كان منتسباً إليها سابقاً (يعني: الحكم بأثر رجعي)!!! وأطلق قانون الطوارئ على مداه وأصبح السوريون يُعتقلون من منازلهم عند الفجر، أو يُختطفون من الشوارع، ثم لا يعود الذباب الأزرق بقادر أن يعرف إليهم سبيلاً، حتى بلغ عدد المفقودين في سورية أكثر من مئة ألف مواطن.

في أواسط سنة 2000، وعلى إثر عملية التوريث الجمهورية التاريخية، رَشَا الوريثُ الشعبَ بإعطائه هامشاً من الحريات البسيطة تشكلت خلاله بعض التيارات الديمقراطية المعارضة مثل (إعلان دمشق)، وأُحدثت منتديات للحوار الوطني الديمقراطي، أو فُعّلت منتديات سابقة، كمنتدى جمال الأتاسي، والثلاثاء الاقتصادي، ومنتدى رياض سيف، ومنتدى المرأة (نوال يازجي)، وبدأ يتشكل تيار للمجتمع المدني من خلال ما عُرف بـ "بيان الـ 99" ثم "بيان الألف".. 

ولكن سرعان ما استشعر النظام الأمني الديكتاتوري خطر هذه النشاطات المدنية التي يمكن أن تفسد طبيعته العسكرية الأمنية فأطلق عملية مطاردة واسعة للناشطين، وأغلقت منتديات الحوار، وأعاد الوريث إنتاج نظام والده صاحب الإرث، ولكن بطريقة سيئة، تزامن ذلك مع إطلاق يد ابن خاله رامي مخلوف لنهب الاقتصاد السوري.

وخلال عهد الأسدين المورث والوريث، كما يعلم الأستاذ سمير سعيفان، هرب المعارضون الحقيقيون خوفاً من الوقوع في يد النظام الذي لم يسلم أعضاء مجلس الشعب السابقون وبروفيسورات الجامعات من بطشه وتنكيله، وهكذا توزع المعارضون السوريون بين السجون والمقابر ودول اللجوء الأوربية... دواليك حتى دعت الضرورة، مع بداية الثورة لاجتماعهم، فاجتمعوا، وأعلنوا أنهم يمثلون الشعب السوري، بعد أن انضم إليهم معارضون جدد (من الثوار والمتمردين) لا يمتلكون أي رصيد سابق (أو خبرة) في معارضة النظام أو النشاط ضده..

هؤلاء الأشخاص الذين وجدوا، في الداخل، وفي الخارج، دون أن ينتخبهم الشعب بالطبع، (لأن الشعب السوري ما زال يتلقى ضربات النظام من الجو، ومن ثم هو ليس في وضعية إجراء انتخابات)، هم الذين طُلب منهم أن يبدوا رأيهم بالتحالف الدولي الذي بدأ يضرب أهدافاً لـ (المتطرفين) على أرض سوريتهم الحبيبة.

قال الحالمون المبدئيون منهم: لا نقبل بتوجيه أية ضربة لأي تنظيم مسلح في سورية، ولا حتى لداعش، قبل أن يُضرب بشار الأسد ونظامُه والميليشيات الطائفية القذرة التي جاءت من لبنان والعراق وإيران!!.. 

وقال السياسيون المخضرمون: إن الدول التي شكلت التحالف الدولي هي نفسها الدول التي تُعرف باسم (أصدقاء الشعب السوري)، ونحن لا نستطيع أن نقول لأصدقاء شعبنا (نحن نعارضكم في هذا العمل!)، أصلاً هم شكلوا التحالف وبدؤوا عملياتهم دون أن يأخذوا إذنا من النظام أو من المعارضة!!.. ولكن ما يجدر بنا فعله هو أن نبذل قصارى جهدنا للتأثير على هذه الدول من أجل تسليح جيشنا الحر، والوثوق بنا، ومساعدتنا على التخلص من النظام الديكتاتوري، وإقامة نظام ديمقراطي تعددي يعيش فيه السوريون على اختلاف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم. 

وبين هذين الرأيين طيف واسع من الآراء التي يحمل بعضها وجهة نظر تستحق التأمل، بينما يبعث بعضها الآخر على الضحك. 

الأهم من هذا كله، هو أننا نستطيع أن نتحدث عن وجود معارضة سورية، خلال السنوات العشر القادمة. (ربما). 

من كتاب "زمان الوصل"
(139)    هل أعجبتك المقالة (131)

اسماعيل كيالي

2014-11-29

السيد خطيب بدلة حسنا فعلت بنفيك وجود معارضة حقيقية أصلا في سوريا قبل إنطلاقة الثورة وخلال الفترة التي قطعتها حتى الآن ،حيث أن غالبية المنتقدين للأداء السيء لهذه المعارضة الوهمية التي صرعنا غالبية المتنطعين من الكتاب في توجيه الإنتقادات لها باستمرار ، وإتهامها بأنها مسؤولة عن تردي الحالة الثورية إلخ... وهي لاوجود لها أصلا وأن مايطلق عليها حاليا المعارضة هي عبارة عن أفراد وتجمعات متنافرة لم تنتخب إنتخابا حرا من الشعب ..


أبو بكر حبيب

2014-11-29

عشر سنوات ، كثر الله خيرك شو متفائل.


نيزك سماوي

2014-12-03

المعارضة في عهد المقبور ... موجودة ولكن ليست ضده ولكن معارضة ضد الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله ، فعندما .... الباسل بعملية قتل ما تزال أسرارها طي الكتمان لأنه قتل ليس بحادث سيارة ولا هم يحزنزن ، قتل عندما كان قادم من لبنان ليلة الخميس مصباح الجمعة غرب الديماس رأيت صديق لي كان عائد للتو من دمشق فقال لي في مظاهرات في الشام ؟ استغربت أنا ما يقول فأعلم أنه لا يوجد أثر للمعارضة على زمن المقبور ولا احد يستطيع أن يفتح فكه فكيف بمظاهرات فتبسم وضحك وقال لي المظاهرات ما هي ضد الأسد هي ضد الله ؟ فقلت له كيف ضد الله ؟ فقال لي : الشبيحة والنبيحة عم تهتف وتقول يا جنة إفتحي أبوابك باسل الاسد على بابك وحللك يا الله حلك جاي باسل محلك ، فقلت له يحرق نفسو على نفس أبوه وإن شاء الله بموت عليه قهر وقضى المجرم المقبور بقية حياته الست قهرا حتى فطس وورث هذا الوريث غير الشرعي وغير الشرعي ابن صلاح جديد كي يصبح رمز للعصابة المجرمة القاتلة الإرهابية.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي