أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شاعر سوري يتغزل باسطوانة الغاز بعد تحولها إلى حلم لدى السوريين

الشاعر عبد القادر دياب

أصبحت اسطوانة الغاز حلماً بعيد المنال بالنسبة للسوريين في الداخل، لا يحصلون عليه إلا بشق الأنفس، أو مع الموت الذي ترسله طائرات نظام الأسد، ما دعا الشاعر السوري "عبد القادر دياب" إلى التغزل باسطوانة الغاز أو "حلم الشعب" -كما سماها- راصداً حالة "باتت غريبة وعجيبة في مجتمعنا الصابر والمصابر".

ولكن الشاعر حمّل "جرّة الغاز" من الصفات والمزايا الكثير ما جعلها كالعروس أو المعشوقة، بدءاً من التيه والافتخار ومروراً بالاشتياق إليها، ونشوة الوصال بها، ولكنه لا يلبث أن يراه منقلبا، فيما يسعى العالم للوصول إلى الأقمار، وفيما يعيش الشرق في دعة، والغرب في سعة يسعى الشعب السوري للخروج من "جرف هار" أوصله إليه نظام الأسد، ويأسف الشاعر لـ"خيبة الروح التي نعيشها وأضاعت ملامحنا"، ولـ"الذل الذي يسحقنا ويحرق قلوبنا"، والشعب السوري الذي كان يعيش على الأحلام، بات يحيا في عتمة بلا فجر ولا بصيص أمل .

حول قصة هذه القصيدة قال الشاعر عبد القادر دياب لـ"زمان الوصل": 
"كتبت هذه القصيدة بعد أن علمت أنّ أختاً لي نالت حصتها من الغاز بعد جهد جهيد، فاستلمت أسطوانة غاز أو كما يسمونها في سوريا "جرّة غاز" وطلب مني أحد الأصدقاء نظم قصيدة عن هذا الموضوع، وفعلاً نظمت القصيدة". 

ويرى دياب أن:"تلك القصيدة هي تجسيد لمشاعر الإنسان أولاً، وللمشاعر والأحاسيس الوطنية التي تعتمل في صدورنا، وهي الخيبة الكبرى لوصول المواطن لهذا الحال المزري والمؤسف".

ويصف الشاعر دياب كيفية تقمّصه لحالة المواطن الذي كان يترقب حلماً فتحقق له قائلاً: "تخيّلت نفسي وغيري ومن أحبّهم بدون غاز لعدّة أيام، فكيف يكون الحال بشعب يجاهد في سبيل تأمين هذه المادة الأساسية لشهور وسنين، وهو صابر ومصابر". 

ويردف دياب:"هناك من يطلب من الشاعر أن يكتب وباستمرار عن الجرائم التي تحدث، وعن الدماء الزكيّة التي تسيل، ولكن لم يلتفت أحد لتلك المشاعر الإنسانية البسيطة والتي هي محلّ هم واهتمام لدى هذا المواطن البسيط كالغاز والنفط والخبز وأساسيات الحياة اليومية تحت ظل الحرب والحصار".
تنتمي قصيدة "جرة الغاز" إلى فن افتقدناه طويلاً وهو الشعر الساخر أو "الحلمنتيشي".

وحول رأيه بمدى قدرة هذا الفن على رصد المعاناة اليومية للمواطن وبخاصة في ظروف الحرب قال الشاعر دياب:"حقاً افتقدنا هذا الفن في حياتنا اليومية، على الرغم من أنه واقع معاش، وأيضاً افتقده المشهد الثقافي العربي والسوري على وجه الخصوص".

وفيما إذا كان قد تناول من قبل هموماً مشابهة لـ"همّ جرة الغاز" أوضح الشاعر دياب أن "الهموم كثيرة وعديدة ومعاشة وهي تسكننا ونسكنها، تلازمنا في حلّنا وترحالنا".

وأضاف: "إن هموم الوطن والثورة السورية، وهموم هذا الشعب الذي قدّم الكثير يتم التعبير عنها أدبياً وفكرياً على الغالب ارتجالاً وبشكل عفوي وصادق، وبدون أيّ توقيت أو استعداد معيّن".

والشاعر عبد القادر دياب من مواليد مدينة حماة السورية عام 1963 نظم الشعر في سن مبكرة، ونشر أولى قصائده في جريدة "الفداء" الحموية، درس في جامعة حلب كلية الآداب-قسم اللغة العربية، ولكنه لم يكمل دراسته الجامعية نظراً للظروف التي كان يعيشها جيل الثمانينات، فسافر خارج سوريا، وتنقّل في بلدان كثيرة، ونال الإجازة الجامعية في القانون، وعلى صعيد النشاط الثقافي أنشأ (الملتقى الثقافي) الذي ضمّ نخبة هامة من الأدباء والشعراء العرب، ولديه مشروع طباعة ديوان شعري باسم: "ديوان شعراء الملتقى الثقافي العربي"، وديوان آخر بعنوان "شعراء الثورة السورية" ومن دواوينه المطبوعة (عندما لا ترقصين لا يغني العاشقون).

فارس الرفاعي- زمان الوصل
(416)    هل أعجبتك المقالة (411)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي