أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل انتصارات درعا في خطر.. د.عوض السليمان

أي إعلان لدولة إسلامية في الجنوب سيجلب ضربات عسكرية أمريكية

أعتقد جازماً أن ثوار درعا سيلعبون أكبر الأدوار في تحرير سورية من المحتلين، شبيحة كانوا أو إيرانيين أو عصابات حزب الله.

كانت درعا مهد الثورة، ولا جدال في ذلك، كما أنها سكبت أول قطرة دم في طريق الحرية عندما قدمت ولدها حسام عياش لإنارة ذلك الطريق.

أطفال درعا هم الذين فجروا ثورة الحرية، وأولادها حمزة الخطيب، وثامر، وبناتها روان، وشيوخها أحمد الصياصنة.

كنا ولا نزال نتخيل ثوار درعا وهم يدخلون دمشق فاتحين، واصلين إلى قصر تشرين، قاطعين دابر الأسد وشبيحته. إلا أن خوفاً اعترانا بعد الانتصارات العظيمة التي حققها أبناء حوران في قرى الريف الغربي من المحافظة والتي تمثلت خاصة، بمعركتي "ادخلوا عليهم الباب"، و"هدم الجدار"، سيما وأن الثوار استطاعوا تحرير مدينتين هامتين، وهما نوى والشيخ مسكين، مما يعني أن طريق دمشق أصبح أقل وعورة، وأن أصوات القذائف باتت تصل إلى مرتفعات الجولان المحتلة.

 قد يستغرب المتابع لأسلوبنا في الكتابة أن نتخوف من انتصارات درعا بدل أن نطمئن لها، وأعتقد أن السائل على حق وأريد أن أوضح المسألة فيما يلي.

قبل كل شيء، فإن مخاوفنا على انتصارات درعا لا سند علمياً لها ولا دليل عليها، وإنما بلغ مسامعنا من نقاشات الباحثين الفرنسيين حول الشأن السوري، أن هناك جهات خارجية تدفع، أو تتمنى على الأقل، أن تقوم بعض الكتائب المقاتلة من جبهة النصرة بإعلان إمارة أو دولة إسلامية في محافظة حوران، مما سيدفع أمريكا والغرب من ورائها للتدخل في الجنوب السوري بحجة القضاء على الإرهاب وتدمير البنى التحتية في درعا والقضاء إن استطاعوا على جبهة النصرة ومحاولة الوصول إلى إجهاض الثورة في جنوب سورية وما ذلك إلا لمصلحة الأسد.

يدلل بعض المتابعين على ذلك بأن جنود النظام في نوى والشيخ مسكين تركوا أكثر أسلحتهم الثقيلة لمقاتلي الجبهة عندما فروا من أرض المعركة، ويقول هؤلاء إن الغرب سيتحجج قريباً بأن لدى جبهة النصرة في الجنوب أسلحة ثقيلة وأنها خطر على الأمن الإقليمي والعالمي، وسيقوم التحالف الذي تقوده أمريكا بتوجيه بعض الضربات الجوية للجبهة في درعا كما يفعل الآن في إدلب.

 قد يكون الأمر مجرد تكهنات لا أكثر، ولكن بلغني شخصياً من مصادر متعددة في درعا، نية بعض أطراف النصرة بإعلان الإمارة الإسلامية.

أريد أن أنبه الثوار بأن أي إعلان لدولة إسلامية في الجنوب سيجلب ضربات عسكرية أمريكية على درعا، ريفها ومدنها، عسكرييها ومدنييها، فالإرهاب الأمريكي لا يميز بين طفل ولا شيخ ولا رجل ولا امرأة، ولا هم للبيت الأبيض أكثر من القضاء على المدن السنّية في سوريا. وستتعرض درعا لحصار شامل وسيقطع التمويل عن ثوارها، وسننشغل بالقتال البيني بدل قتال الأسد. وسيستفيد الأسد من ذلك كله.

 وبعد أن تم إجهاض العمل الثوري في بعض المدن، وإنشاء الصحوات في مدن أخرى، فقد يأتي الدور على درعا وتقع الطامة فيها.

لا يجوز للمقاتلين من الجيش الحر أن يبخسوا حق جبهة النصرة فيما فعلت في الريف الغربي لدرعا وقد أبلت أحسن البلاء، كما لا يجوز للجبهة أن تضحي بالعلاقات مع الجيش الحر الذي اشترك معها في معظم المعارك.

لابد أن يوجه السلاح إلى صدر الأسد ورأسه لا إلى غيره، ونرجو أن لا يقدم أحد على خطوة تجر الويلات على أهل حوران، وتؤدي إلى احتلال المحافظة من جديد.  

من كتاب "زمان الوصل"
(152)    هل أعجبتك المقالة (145)

أبو إسحاق

2014-11-14

إذا اكتشفت أمريكا أي خطر على عبده الأسد من الجنوب فسيستفيد من أول فرصة للضربات ضد أهلنا هنالك - لا سمح الله - فما لها أحسن من إعلان الإمارة الإسلامية !.


أبو عمر

2014-11-14

خوفك في محله يا دكتور عوض والحقيقة بأن الكثر أيضاً في حوران الثورة لديهم هذا الخوف وهذا الهاجس فهناك تصرفات لجماعة النصرة تثير المخاوف والشكوك ولاننسى أن مشكلتهم في تكفير من ليس يواليهن ستعطي الحق للغرب بقصف حوران. ياريتهم يكونوا واعين لهذه الشغلة ولايضحوا بإنتصاراتهم وإنتصار الجيش الحر بدرعا، وخاصة وأن للنظام أيادي عميلة ومخفية ستلعب بكل تأكيد على هذا الوتر، ولاننسى بأن لهم قوة وسطوة في حوران ويوجد من كتائب الحر من هو قريب منهم بالتفكير وسيدخل الحابل بالنابل كما هو في الشمال السوري..


بشير

2014-11-14

بعد إذنك دكتور عوض، العنوان، هل انتصارات درعا في خطر ،عنوان ليس موفق، والعنوان الصحيح للمقال هو إن إنتصارت درعا حقاً في خطر.. فقد بدأت جبهة النصرة للتحضير لإعلان عن إمارة إسلامية بالفعل.


سورية حرة

2014-11-14

مقال أكثر من رائع من العنوان إلى آخر كلمة و تحليل موفق شكرا للكاتب.


محمد الزعبي

2014-11-14

أعتقد أن مسالة إعلان جبهة النصرة لدلوة إسلامية هي مسألة وقت، سيكون ذلك قريباً، هم فقط ينتظرون الأوامر..


عمارالحريري

2014-11-14

مشكور لهدا المقال الدكتور عوض السليمان صاحب قلب رائع ونظرة سديدة للواقع سلمت يداه على هدا المقال الجميل.


جبهتنا منصورة

2014-11-15

شو دكتور عوض لا تريد دولة إسلامية، تريد دولة علمانية مثلاً، أو دولة بنت حرام..


llllllllllمقال أكثر من را

2014-12-01

مقال أكثر من رائع من العنوان إلى آخر كلمة و تحليل موفق شكرا للكاتب.


التعليقات (8)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي