ما ذكره الخطيب في رسالته حول زيارته الى موسكو خطير جدا ومكمن خطورته في امران:
الأمر الأول: أنه كان يشرعن ويروج لنظام المجرم بشار الأسد عندما قال ما معناه أن النظام يقوم بالتزاماته تجاه السوريين ويقاتل على كل الأرض السورية. متناسيا الدعم المفتوح الذي يقدم له من ايران وشيعتها وحتى من بعض العرب وانه لايملك الا أن يقاتل للحفاظ على نظام ترى ايران أنه يجعل حدودها الغربية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
معاذ يتناسى أيضا كل ما ارتكبه هذا النظام المجرم وحلفائه من جرائم بحق شعبنا على مدى 4 سنين وان مايقدمه من رواتب هي لحلفائه وشراء لذمم بعض الشرائح التي يقف بعضها خلف معاذ ومبادراته بدء من التيار الديني الصوفي الى غرف التجارة والصناعة التي إرتبطت مصالحها بالنظام وصولا الى جيش زهران علوش الذي ما فتئ يهادن النظام في كل منطقة يتواجد فيها.
الأمر الثاني: يتمثل في أن الخطيب يقول لنا أن لا خيار الا بحل سياسي يفضي الى حكومة تجمع بين النظام والمعارضة مع بقاء المجرم على رأس هرم السلطة بعد فشل كل المؤتمرات والمؤامرات التي هدفت لحماية النظام ووأد الثورة, والسبب ان النظام رفض الإنصياع والتنازل فكان لابد من تشارك السلطة معه.
الخطيب يقول الشيئ ونقيضه ولم يقدم الحل رغم رسالته الطويلة العريضة وكل ماجاء فيها يدل على انه يمهد لأمر واحد فقط وهو الشرعنة لنظام بشار (ببشار أو بدونه) من خلال تشارك السلطة مع نظامه. إذا ما معنى ان تقول ان النظام قد أفشل كل الجهود السياسية ثم تروج للتفاوض معه من جديد ...؟ ... جميعنا يعلم ان النظام قد أفشل كافة المؤتمرات والمبادرات ولم يقدم أي تنازلات يمكن البناء عليها ...! فعلى ماذا ستتفاوض معه هذه المرة ...؟ وهل نسيت انه قد ضرب عرض الحائط بكل مبادراتك السابقة والحالية ...!
هل هذا هو الحل ...؟ حكومة تضمك وصالح مسلم وقدري جميل تتشارك السلطة مع النظام وربما ستضطرون للإبقاء على رأس النظام المجرم بمنحكم الشرعية له من خلال التفاوض معه والإعتراف به رغم كل ما ارتكبه من جرائم بحق الإنسانية ...؟ وهل ستقنع الشعب الثائر أن الحرب على الحركات والفصائل الإسلامية أولى وأهم من قتال النظام المجرم ... إن مجرد تشارك السلطة مع نظامه يعتبر جريمة لن تمر ولن يقبل بها شعبنا وسيقاتلكم كما يقاتل عصابة بشار والإحتلال الإيراني لسورية, وعليك أن تعلم ان خارطة الفصائل المسلحة على الساحة السورية قد تغيرت وتتغير باستمرار ولا أمل لك بقتال الدولة او النصرة ولا حتى احرار الشام, عدا عن فصائل الجيش الحر التي تبايع النصرة والدولة يوما بعد يوم ...!
هذا الأمر ليس غريبا على معاذ الخطيب فقد تعودنا منه على هكذا مهازل وهو يثبت يوما بعد يوم أنه ليس سوى أحد الأدوات التي تحدث عنها في رسالته العار إذ كلما التمس ان النظام قد ضعف أو وقع في مأزق ما هب ليتحفنا بمبادرة جديدة تعطي النظام نفسا جديدا وتسبب البلبلة في الشارع الثائر وتدخلنا في جدل عقيم لا ينتهي ...!
كان خيرا لك لو عملت وكرست وقتك لدعم الجيش الحر من اجل قتال هذه العصابة فعشرات الفصائل تقاتل على امتداد رقعة الوطن دون ان تجد مايسد رمق عناصرها ولا أحذية تستر أقدامهم العارية ... فشمس موسكو الباردة لن تستطيع أن تجفف دماء مئات الألوف من الشهداء ...!
*محلل سياسي ومعارض مستقل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية