صالح مسلم لـ"زمان الوصل": لا نريد من تركيا التدخل.. وتحرير كوباني في أيام

وعد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي "pyd" صالم مسلم بتحرير قريب لمدينة عين العرب (كوباني) من يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، متحفظا على ذكر نسبة معينة تكشف مدى سيطرة التنظيم على المدينة.

وقال مسلم في حوار لـ"زمان الوصل" إن وجود العقيد عبدالجبار العكيدي في كوباني، أمر نرحب به إلا أنه يعكس مراجعات لدى الجيش الحر، معربا عن استعداده القتال إلى جانب الجيش الحر -الذي يعترف بحقوق الأكراد- في حلب.

وحول الموقف التركي من أحداث "كوباني"، قال "مسلم" إن الموقف التركي لا يزال غير واضح، مؤكدا أن الأكراد لا يريدون التدخل التركي في "كوباني" وإنما إيقاف تدفق المقاتلين.. فإلى التفاصيل:

ما يحدث في كوباني ليس جديدا، هو صراع متواصل منذ سنة ونصف السنة، فأحيانا تتسع الدائرة وأحيانا تضيق، والآن هم حقيقية يضيقون الدائرة وأصبحنا ضمن المدينة، والمقاومة مستمرة فنحن نعتبر المدينة محررة، لكن نعتبر أننا في حالة اعتداء، فهي ليست محتلة حتى تتحرر، وعن قريب سيتم طرد الدواعش، وهذا سيتحقق خلال أيام.

هذا الرقم غير واقعي، هم دخلوا في جيوب من الجهة الشرقية للمدينة، وأيضا من جهة الجنوب، فالواقع الجغرافي في حالة تداخل، وفي مجمل الوضع قوات الحماية الشعبية ملتفة على مقاتلي الدولة، وهذه النسبة غير دقيقة.

عندما قلت إنه لا يوجد جيش حر، كان المعنى أنه لا يوجد جسد واحد اسمه جيش حر، بل فصائل متعددة تسمي نفسها جيش حر، وحتى جبهة النصرة وداعش كانت من بين هذه الفصائل، ولكن هذا لا يمنع من وجود فصائل تعترف بسوريا ديمقراطية مدنية وتعمل من أجل سوريا، مثل جبهة الأكراد وفصائل أخرى شمس الشمال وأحرار الرقة وآخرين، وكنا على تواصل وتنسيق مع هذه الفصائل.. حتى العقيد عبدالجبار العكيدي كان في حالة تشويش عن الوضع العام على الأرض، ووجود العكيدي في كوباني دليل على مراجعة لمواقف سابقة.

مثل ماذا هذه الخطوات؟!.. نحن موقفنا واضح لا نريد أي وجود للمتطرفين، ونريد سوريا التعددية الديمقراطية.

هذه التهمة نرفضها جملة وتفصيلا، وتهمة التعاون للنظام هي من دول إقليمية من أجل إبعاد القوى السورية عنا، فنحن في قتال مع النظام منذ العام 2004 قبل الثورة السورية، ومن يتهمنا بالتعاون مع النظام فليأت بدليل.. الأكراد لن يكونوا جنود للآخرين، نحن سنكون جنودا لأنفسنا.

- هل لديكم أسرى من تنظيم "الدولة"؟

بالطبع هناك أسرى من مقاتلي الدولة في كوباني ومناطق أخرى، لكن العدد –حقيقة- لا نعرفه لأن غبار المعركة لم ينقشع، فالاشتباكات مازالت مستمرة.

السوق السوداء هي مصدرنا الأول للسلاح، والشعب الكردي لم يبخل علينا بالمال.

تقريبا من 150 إلى 160 مقاتل، أما عن خلفية وجودهم، فنحن التقينا "مسعود برزاني" في إقليم كردستان العراق واتفقنا على دخولهم ووجودهم في كوباني، أما العدد فتحدده القيادات العسكرية بين الطرفين، وغالبية المتواجدين على الأرض متخصصين في أسلحة معينة وخصوصا مضادات الدروع والدبابات.

الأكراد لم يستنجدوا بتركيا لدعم كوباني، بل على العكس نحن نريد أن توقف تركيا تدفق مقاتلي "الدولة" عبر أراضيها إلى كوباني، ونحن حقيقة نرى أن الموقف التركي غير واضح، وهناك وسائل إعلام تركية رصدت اجتماعات بين ضباط أتراك وقيادات من داعش.. وكذلك إلى الآن مازال العبور عن طريق تركيا.. لا نريد منهم مساعدة كوباني.

أنا اجتمعت منذ أشهر بعيدة، حوالي العام، مع وزارة الخارجية التركية – قبل أحداث كوباني- وهم وعدوا بعدم سقوط كوباني ومكافحة داعش.. وعدوا بذلك لكن لم ينفذ أي شيء من هذه الوعود.

تركيا لديها شيء اسمه "كردفوبيا"، والرئيس السابق سليمان ديميريل قالها بكل صراحة " إذا الكردي حصل في جنوب إفريقيا على حقوقه فنحن يجب أن نمنعه".. من هذا المنطلق تفكر تركيا، نحن قلنا لتركيا أكثر من مرة لا نعادي أحدا ولا نكره أحدا.

دعني أقل أن زمن العيش الإجباري بالقوة قد ولى، الدولة الواحدة واللغة والواحدة واللغة "الأحادية" ماتت.. أوروبا الآن تعمل من أجل إزالة الحدود.. لا بد من الاعتراف أن هناك شعبا كرديا يتطلع لحقوقه، أما عهد الانفصال فهو عهد قديم ولغة غير واقعية.

أولا نحن لسنا مقاتلين مرتزقة نحارب في كل مكان متى يشاء الآخرون، نحن مستعدون للحرب في كل مكان يشكل لنا أهمية، وفي هذا الإطار مستعدون للقتال في حلب ضد النظام، ونحن يجب أن نكون سوية في كل قرى حلب لأن مصيرنا مشترك على أساس الاعتراف بالآخر.. نحن سوريون في النهاية، ونريد سوريا ديمقراطية لا مركزية، ولو وضعنا يدنا بيد بعضنا سنفعل الكثير.