أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إيران والأساطير وجنازير اللطم .. د.أسامة الملوحي

بسم الله الرحمن الرحيم


هذه الأيام تشتد وتهيج وتستعر وتعصف.
-الأساطير التاريخية المؤسسة للأحقاد الطائفية.
-والتغذية الطائفية المبرمجة المدروسة من إيران.
-واستخدام المؤثرات السمعية والبصرية المثيرة المهيجة.
- وأدوات اللطم ولوازمه .... جنازير، بلطات، فؤوس، سكاكين، سيوف، شفرات.
- والأجواء والإيقاعات التي ظاهرها حزن وباطنها حقد ونيران ثأر عاصف.
- وعصابات على الرؤوس وأعلام وبيارق ورايات ولافتات وصور كلها باتجاه رمزية واحدة وهي (يا لثارات الحسين).
- وقصص وروايات وأساطير تُروى وتُقرأ ليل نهار بلكنة أعجمية فارسية وبنبرات حزينة تَفتعل البكاء.
- ويُشعلون النيران ويطبخون في قدور ضخمة يخالها الناظر وكأنها أُعدت لسلق بشر تستعر النيران
ضدهم في مرجل طائفي هائل.
كل هذا وأكثر يخرج من العلن إلى المهرجان في هذه الأيام ويظنه كثيرون أنه تلقائي عفوي شعبي ولا يعلمون أنه أمر مبرمج ممنهج مخطط ويُتابع من أجهزة ومؤسسات ضخمة عديدة ترتبط بمركزية منضبطة ويُنفق على ذلك أموال ضخمة بميزانيات مفتوحة مصادق عليها من أعلى المستويات في إيران.
إنه برنامج شحن طائفي مؤسساتي حكومي إيراني... ضروري لاستمرار وتوسع واستقرار إيران تحت حكم مؤسسة الولي الفقيه ...إنه ضرورة لمؤسسة الولي الفقيه الحاكمة ...ضرورة داخل إيران وخارج إيران...
بهذا البرنامج تشحن المؤسسة الحاكمة الناس وتُسكتهم داخل إيران...وبهذا البرنامج تكسب إيران أتباعها خارج إيران وتحشدهم تحت رايتها وطوعها ...
بهذا البرنامج الحافل تحشد إيران ملايين الأتباع الذين ينقادون ويقلدون وينصاعون ولا يعترضون ووازعهم في هذا كله وازع داخلي مزروع منذ الطفولة ويُغذى بجرعات...جرعات محسوبة عادية كل يوم، وجرعات أخرى خاصة عدة مرات في السنة، وجرعة كبرى هائلة عند كل شهر محرم الذي نحن فيه من كل سنة... برنامج يثير الأحقاد الطائفية بشدة ومرارة وتسيسه إيران وتستغله توسعيا واقتصاديا.
وكل ما يُروى في هذا البرنامج كاذب وأسطوري أسسوا على أساسه أكاذيب خطيرة فيها أن أهل السنة والجماعة يناصبون آل البيت العداء .... وأن رموز أهل السنة الصحابة الكرام السابقين قد اغتصبوا حقوق آل البيت وأمور كثيرة كثيرة مجملها إثارة الحقد الشديد على أهل السنة وحشد المقاتلين ضدهم بمعنويات عالية دافعها أحقاد الثأر والانتقام... ووصل مستوى ما يزعمون في ضلالاتهم أن أهل السنة يحتفلون ويرقصون كل سنة بمناسبة مقتل الحسين.
ويبقى السؤال ماذا فعل أهل الحل والعقد من أهل السنة ومن غيرهم تجاه هذا الذي مزق التعايش الأهلي وأنهى السلم الداخلي لمجتمعاتنا؟ ... والسؤال من غيرنا لنا ما الذي فعلناه نحن؟
لقد كتبنا عن هذا الأمر وأوضحنا ما فيه بالتفصيل ولمرات كثيرة عديدة وأذعناه على قدر ما استطعنا إيصال صوتنا إليه وحاولنا مرارا أن نصعد على منبر أكثر ارتفاعا وإيصالا ولكن أصحاب المنابر العالية يمتنعون .... يمتنعون رغم أنني أتيتهم من كل وجهة لإقناعهم ولم يستجيبوا ...ربما عن جهل أو خوف .... 
جهل بأن الأساطير الطائفية المؤسسة هي حبل إيران الوحيد تعيث به في المنطقة خرابا وتمزيقا... أو أنهم يمتنعون خوفا من إيران وسطوتها فقد قتلت محمد حسين فضل الله وكثيرين حاولوا تفنيد الأساطير التاريخية المؤسسة للأحقاد الطائفية الصفوية الفارسية.... سبحان الله عما يصفون ...سبحان الله عما يفترون.


(277)    هل أعجبتك المقالة (327)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي