أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بين شبح رأسي الماعز و"الهجمة الكونية" ...أبناء السويداء يمتنعون عن الخدمة الإلزامية

داهمت قوات الأمن العسكري في محافظة السويداء البيوت في قرية "المزرعة" لسوق الشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية، إلا أن أبناء المحافظة تصدوا لهم ومنعوهم من سوق أي شابٍ من أبنائها.

المحافظة التي امتنع أكثر من 12 ألف شاب من أبنائها عن الالتحاق بالخدمة الإجبارية خلال السنوات الماضية، تقف اليوم في وجه النظام مؤكدةً أنه "لا للخدمة العسكرية في جيش يقتل شعبه"، وهو عنوان الحملة التي أطلقها ناشطون بالتزامن من حملة المداهمات التي ينفذها النظام في المحافظة.

وفي تفاصيل الخبر، فقد داهمت دورية من الأمن العسكري المنازل في قرية "المزرعة"، وخلال محاولتها الدخول إلى أحد البيوت قام والد الشاب بمنعهم من دخول المنزل، وطردهم الأهالي من القرية.

وحسب ناشط من أبناء "المزرعة"، فضل عدم ذكر اسمه، فإن إدراك أبناء السويداء عموماً أنهم يذهبون إلى حتفهم، دفع عدداً من مشايخ القرية ووجهائها بالاجتماع وإقرار مواجهة أي محاولة لسوق أبنائها إلى الخدمة الإلزامية.

وقليلة هي الأيام التي لا تشيع فيها المحافظة أحد أبنائها ممن قتلوا على الجبهات في مواجهة مقاتلي المعارضة، وحسب توثيق ناشطين، فإن أعداد قتلى المحافظة من العسكريين تجاوز 200 شاب، علاوةً عن المفقودين، سواء ممن يشاركون تحت مسمى الدفاع الوطني أو من المجندين في الجيش.

ومنذ بداية الثورة، طالب مشايخ المحافظة وأبناؤها عدم سوق أولادهم إلى جبهات القتال في المحافظات الأخرى تلافياً للفتنة، لكن النظام لم يستجب لهذه المطالبات، بل على العكس فإنه يعمد إلى وضعهم في خطوط المواجهات الأمامية، وهنا يشير الناشط إلى أن النظام يضمن ولاء الأقليات له من جهة، ومن جهةٍ ثانية، تكريساً للفتنة الطائفية.

وأكثر الحوادث التي غيّرت رأي المحافظة في موضوع الخدمة العسكرية هي أحداث مطار "الطبقة"، حيث ساد انطباع عام بأن النظام يضحي بعناصر الجيش ولا يقدم لهم المساعدة، وفي هذا المطار عشرات من أبناء المحافظة لا يعرف عنهم شيء حسب ما يشير الناشط.

وبالتزامن مع حملات رفض الخدمة الإلزامية، وموقف أهالي "المزرعة" من المداهمات الأخيرة، أصدرت "دار عرى- التابعة لآل الأطرش"، بياناً تحدثت فيه عن "هجمةٍ كونية" يتعرض لها الوطن، مشيرةً إلى أنه "يتوجب علينا أن نتوجس مما يحاك من مؤامرات لهذا الوطن داخلياً وخارجياً، وأن نعي بفهم جاد إصرار العدو ومن يتعامل معه من المتخاذلين".

ورأى البيان الموقع باسم "شبلي زيد الأطرش"، "أننا مطالبون وفي هذا الوقت بالذات بتوحيد الكلمة وجعلها موازية لفعل العقل الذي نحمله شعاراً وهداية لنا في الملمات والصعاب وعلى مر الزمن، وعلينا أن نترفع عن الخلافات الجزئية ونبتعد عن الصغائر الدونية.. وأن نحافظ باليقظة والسهر على مؤسسات الدولة التي ننتمي إليها، وخاصة مؤسسة الجيش العربي السوري ونتمنى على قيادة الدفاع الوطني إحداث غرفة عمليات مشتركة لكافة الفصائل المسلحة في المحافظة".

ويعلق أحد الناشطين على هذا البيان بالتأكيد على أنه يصب في مصلحة النظام ولم ينقصه إلا الدعوة الصريحة لأبناء المحافظة بالالتحاق في الخدمة العسكرية، ومناصرة النظام.

ورغم وجود مخاوف مستمرة من تجاوز النظام خطوطه الحمراء مع المحافظة، وسوق الشبان عنوةً، إلا أن الناشط يؤكد بأنه أمر غير ممكن لأن النظام يريد استمالة المحافظة وعدم خسارتها، رغم نقص أعداد أفراد الجيش.

وما زال أبناء المحافظة يتهكمون على التعويض الذي دفعه النظام لعائلات قتلى الدفاع الوطني، حيث قدم لهم رأسين من الماعز، في حين يمتنع عن استمرار دفع الرواتب والتعويضات لباقي القتلى.

زينة الشوفي - السويداء - زمان الوصل
(240)    هل أعجبتك المقالة (268)

ساميه

2014-10-31

ألم يكن من المنطقي لو أن بشار الأسد حقق مطلب أشراف درعا بالإفراج عن الطفل الشهيد حمزة الخطيب بدلاً من سلخ جلده وقتله وإهانة أهل درعا ومن ثم دكها بالمدافع والدبابات والطائرات وصواريخ سكود، هل كان أطفال درعا من القاعدة أم من هم أرهابيون، أين كانت جبهة النصرة والجهاديين حينها، هل تخاف عصابات تتألف من سبعين فرع أمني وفرقة رابعة وحرس جمهوري وقطعان الشبيحة من طفل لم يتجاوز الثلاثة عشر سنة؟ المظاهرات التي خرجت لسبعة أشهر كانت سلمية وطالبت في بدايتها بالإصلاح ولكن من رضع الخيانة أباً عن جدٍ كان يخطط لشيء آخر. أليست ردة فعله هذه دليل واضح وضوح الشمس على أنه كان ينتظر مع قطعانه هذه الحجة بفارغ الصبر لينفثوا حقدهم وغلهم ويدمروا سوريا أرضاً وشعباً ويسلموا ما تبقى منها الى اسرائيل لتصبح من الفرات الى النيل. أليس هذا دليلاً آخر على أن حافظ أسد صهيوني قدم هو ووريثه خدمات للصهيونية لم تكن لتحلم بها؛ من تسليم الجولان وحماية حدود إسرائيل لـ ٤٠ عاماً، إلى ملاحقة المقاومة الفلسطينية في سوريا ولبنان وحتى في الأردن، أليس موقف الحكومة الامريكية الذي تمسك به كيري نابع من مصلحة اسرائيل وينتظر من بشار أسد مزيداً من التدمير والخراب ونشر القاعدة في سوريا حتى يعطي اسرائيل المبرر لاجتياح دمشق كما اجتاحت بيروت؟ أي مقاومة وأي ممانعة وأي صمود ضحكوا علينا بهم عقود تنتهي بالتمهيد لاسرائيل للوصول الى حلمها على ضفاف الفرات -.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي