في أواسط تموز/يوليو الماضي سقط مايقارب 300 جندي ومرتزق تابعين للنظام جثثا هامدة على أرض حقل "الشاعر" في بادية حمص، فأشعلوا في نفوس الموالين غضبا لو صب عليه كل ما في هذا الحقل من نفط لما كان بهذا الحجم.
تدحرج الغضب ككرة نار، وكان يعلو لهبه وينخفض، لكنه لم يخب أبدا، لاسيما وأن النظام شيع في فترتتين متباعدتين نسبيا عشرات من قتلى "الشاعر" في توابيت مغلقة، بلا أسماء، لأنهم من "مجهولي الهوية"، ما جعل الحنق يتصاعد على نظام "يستخسر" فحصا للحمض النووي، يمكن أن يحسم هوية القتيل، ويريج ذويه.
الثلاثاء 28/10/2014 كان الموالون مرة جديدة وجها لوجه مع استهتار نظامهم، وشربوا من كأس الخيبة التي سقاهم إياها مرارا، وهم يحاولون تتبع الأخبار عن سقوط عشرات القتلى من أقاربهم في حقل الشاعر، دون أن يسارع طيرانهم الذي يستقوي على قصف المدنيين لنجدة جنود ومرتزقة بالعشرات حاصرهم تنظيم "الدولة" في الحقل.
سقط قرابة 50 قتيلا، فضلا عن أضعافهم من الجرحى، في مقتلة أقل عددا من مقتلة تموز، لكنها بلا شك أشد وطأ على نفوس الموالين، الذين بدأ جدار ثقتهم بنظامهم ينهار رغما عنهم، إذ إن للتأييد حدودا لا يمكن أن يتخطاها عندما يجاوز سيل الدم الزبى.
وجوم كبير في أوساط المؤيدين، وذهول غير مسبوق في صفوفهم هذه المرة، وهم يحاولون فك لغز مواصلة "القيادة" استهتارها بأرواح من يدافعون عنها، ولغز عدم القدرة أو الرغبة في مؤازرة عناصر الحقل بالسرعة الكافية، رغم أن الطرق إليه مفتوحة أو شبه مفتوحة أمام أرتال النظام.
أسقط "الشاعر" كثيرا من مكونات اللوحة "الشاعرية" التي عكف النظام على رسمها عن "قيادة حكيمة" و"جيش باسل"، وسيكون لمقتلة الثلاثاء تداعياتها الواضحة، ولو بعد حين.
إيثار عبدالحق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية